في انتظار هُوِيَّة الميلاد الثاني لطفلة البُنّ
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - في انتظار هُوِيَّة الميلاد الثاني لطفلة البُنّ
تشرقُ تغربُ،
تضحكُ تبكي،
تأكُلُ تُؤْكَلُ،
تنهضُ تسقطُ،
تشتاقُ نخيلَ القلبِ، ولا تشتاقْ
تختارُ، ولا تختارْ.
* * *
كانتْ.. أمّي،
وَلَدَتْني في الفصلِ الثاني
منْ مأساةِ الشجرِ المذبوحْ
كانَ الشَّجَنُ مكانَ الميلادْ
والزمنُ الزِّنزانةْ..
حَفَرَتْ وجهي في ظمأِ اللَّيلْ
في جوعِ الصبحْ
أدرَكَها،
أدرَكَني مطرُ الفَجْرِ الأوَّلْ
خرجَتْ منْ تابوتِ الأحزانْ.
وطناً يبسمُ
ريحاً تهدرُ،
أعطتْني سِرَّ الحرفْ
أعطتْ قلبي سِرَّ الألحانْ
صارَ يغنّي
ينفخُ في قَصَبِ الشمسْ
يهمسُ حينَ يجيءُ المدُّ المعتِمْ:
(الفئرانُ.. الفئرانُ
البترولُ.. النَّمْلُ الأبيضُ
رملُ الصَّحْراءْ!).
أشجارٌ تسقطُ
أفعى تنبحُ
ذابَ الوجهُ / الحُلْمُ
تطايرَ جمرُ الفرحِ الوردي
حملَتْها الفجوةُ للمَنْفَى
حملَتْ صوتي في خضرةِ عينيها
في نارِ التَّذكاراتْ
كانَ المنفَى موتاً
كانَ جحيماً،
يسترخي في العينينِ الذّابلتينْ
يتمطَّى في الصدرِ الضّامرِ
وجهي ماتَ،
دمي..
يتكاثرُ موتي،
لم يبقَ سوى صوتي
يخرجُ منْ نارِ ضفائرِها
يرسمُ أشجارَ الميلادِ القادمِ
ميلادِ الفاتنةِ الأمِّ العذراءْ.
* * *
والآنَ أراها تنهضُ
تخرجُ منْ تابوتِ الفقراءْ
تركضْ،
أأقولُ اسْتَرْجَعَ صحَّتَهُ الجبلُ المقهورْ؟
(الفئرانُ..
السمسارُ.. الثعلبُ)
تنهشُ أحلامَ الحَرْفْ
تحصدُ نارَ الرِّحلةِ
تحجبُ صوتي حتى عامٍ آخَرْ.