في انتظار قمر العشق والثّورة
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - في انتظار قمر العشق والثّورة
- 1 -
عشقاً إنسانيّاً صارَ الحبُّ العربي
عشقاً عربيّاً صارَ الحبُّ الإنساني
عربيّاً،
إنسانيّاً،
صارَ الحبُّ النّابتُ في أرضي
الطّالعُ منْ ليلِ الصَّحْراءْ،
في يَدِهِ وردُ الشرقِ
وفي عينيهِ هدوءُ النهرِ
وعمقُ البحرِ،
ولونُ سماءِ الصيفِ القَمَرِيّةْ.
- 2 -
يا قمراً يتلألأُ في ليلِ الجوعْ
يقطعُ صحراءَ الخوفِ بلا سيفٍ،
إلاّ سيفَ الكلماتْ،
ينثالُ على الجوعى خبزاً
مطراً،
يركضُ في أوردةِ الأحياءِ المحرومةِ،
يتلو أرغفةَ الشِّعْرِ
ويزرعُ ضوءَ قناديلِ الحُبْ..
أشْعِلْنا بالصوتِ الأخضرِ،
هذا زمنُ الشوقِ الأبكمْ
فَلْتَتَكَلَّمْ
أحْرِقْ أفدنةَ الصمتِ الممتدَّةِ
بينَ شرايينِ مدينتِنا والرِّيْفْ
بينَ الكلماتِ المسنونةِ
والفعلِ المُتَثَلِّمْ
بينَ الثلجِ وبينَ النارْ
بينَ الرَّغْبَةِ في التَّكْوينِ
وبينَ التَّكْوينْ..
يا قمراً يتلألأُ في ليلِ الجوعْ
يا نهراً يركضُ في الصَّحْراءِ،
ارْكُضْ
ارْكُضْ
ارْكُضْ.
- 3 -
التُّفّاحةُ نصفانْ:
نِصْفٌ للَّيلِ ونصفٌ للشَّمْسْ،
نصفٌ للتَّجْرِبَةِ الكبرى
والنِّصْفُ الآخرُ للأحزانْ..
فمتى يجتمعُ النِّصْفانْ؟!
طالَ حنينُ الشّارعِ للشارعِ
والحارةِ للحارةِ،
طالَ حنينُ الشُّطْآنْ.
أشجارُ (البُنِّ) تحنُّ إلى زَبَدِ البَحْرْ
زبدُ البحرِ يحنُّ لأشجارِ البُنْ..
منْ يمسحُ جدرانَ البَيْنْ
بِيَدِ القلبِ المشتاقْ،
ويعيدُ الوحدةَ للنصفينْ؟!
أنتَ اللَّهَبُ المنذورُ
الرّاكضُ في الصَّحْراءْ،
في شفتيهِ سحاباتُ الحبِّ
وفي الكَفِّ زهورُ الماءْ.
- 4 -
كانتْ نَجْماتُ الشَّرْقِ - بلا هدفٍ -
تهوى
تتخاصمُ،
تتهاجَى بالكلماتِ
وأحياناً بالسَّيْفْ.
أشجارُ (البُنِّ) تسيلُ دماً
أشجارُ (دَمِ الأَخَوَينِ) تسيلُ دموعاً
يتخضَّبُ وجهُ الشمسِ سواداً،
أشلاءُ نجومٍ خابيةٍ في الدَّرْبِ المهجورْ،
وبقايا أقمارٍ نفقَتْ في ساحاتِ الدَّهْشَةْ..
وأخيراً يتلألأُ وجهُكِ
يخرجُ منْ ليلِ الجوعْ،
يتأبَّطُ أحزانَ الشَّمْسِ
ودمعَ الأشجارِ
وشوقَ النَّجْماتْ..
فَلْتُشْرِقْ يا قمرَ العشقِ
وقنديلَ الثَّورةِ،
وَلْتَشْهَرْ سيفَ الحبِّ
فَعُمّالُ (الجَوْفِ) على جمرِ الفاقةِ
ينتظرونَ الإبحارَ،
وَصَيّادو (سُوْقَطْرَةَ)
ينتظرونَ الأجنحةَ الحمراءْ.
- 5 -
عشقاً إنسانيّاً صارَ الحبُّ العربي
عشقاً عربيّاً صارَ الحبُّ الإنساني
عربيّاً
إنسانيّاً
صارَ العشقُ النّابتُ في أرضي
الطّالعُ منْ ليلِ الجوعْ،
في يَدِهِ وردُ الشَّرْقِ،
وفي عينيهِ هدوءُ النهرِ
وَعُمْقُ البحرِ،
ولونُ سماءِ الصيفِ القَمَرِيّةْ.
9 سبتمبر 1975م