في انتظار عودة الشهيد
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - في انتظار عودة الشهيد
إلى زوجات وأمّهات الشهداء
لا تنتظرنَ..
قد يطولُ اللَّيلُ قبلَ أنْ يعودَ
منْ رحلتِهِ النّائيةِ الشَّهيدْ
جفَّ الغناءُ في الذُّرا
وضاعَ عندَ السَّفْحِ رَجْعُ البُوقِ
والنَّشيدْ
فامسحْنَ دمعةً
تحدَّرَتْ على تمائمِ الأطفالْ
وابصقْنَ في وجوهِ
في عمائمِ الرِّجالْ
الواقفينَ في انتظارِ
عودةِ الشَّهيدْ
ليغسلَ الدِّيارَ منْ أحزانِها
لكي يموتَ منْ جديدْ.
* * *
لا تنتظرنَ
سوفَ تمتلي الطريقُ بالأشباحْ
سيأكلُ الظلامُ الزرعَ،
يمضغُ الأرواحْ
سيختفي تمساحْ
ويستوي على ظهورِنا تمساحْ
حتى يعودَ منْ رحلتِهِ الشهيدُ
قادماً معَ الصَّباحْ
(بلقيسُ) في سحابةِ الحزنِ
تمرُّ بالسُّفوحِ بالجبالْ
بحثاً عنِ الأبطالْ،
أشلاؤُهم لَمّا تزلْ مهجورةً
يغفو عليها ينحني الرَّمادْ،
وحين يلقي رأسَهُ الشهيدْ
حينَ تعودُ كَفُّهُ إلى الزِّنادْ
ستصرخُ الجبالُ: عادْ
وتصرخُ السُّهولُ: عادْ.
* * *
لا تنتظرنَ..
ربما منَ الظلامْ
وربما حينَ يعربدُ النهارُ في الظهيرةْ
سيمتطي جوادَهُ محلِّقاً
ويعلنُ البدايةَ..
المسيرَةْ
سيصعقُ الطُّغاةُ يومَها
ويسقطونَ في الخنادقِ الأخيرَةْ
ويومَها تمسحَ عينيها
وتصحو منْ سُباتِها العقيمِ
شمسُنا الأسيرَةْ.
* * *
لا تنتظرنَ..
كم تهزُّ الصخرَ والجدارْ
على الطريقِ نظرةُ انكسارْ
وتسحقُ الرُّؤوسَ همسةُ استفسارْ
ودمعةُ انتظارْ.