كشف السكرتير العام المساعد لرئيس مجلس الدولة السويسري، برنار فابر، يوم الاثنين، أن محكمة بجنيف، أصدرت قرارا لصالح هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في الشكوى التي رفعها ضد سلطات جنيف، بعد قيامها بنشر صور له، خلال اعتقاله في عام 2008، وهو ما أثار خلافات حادة بين الجانبين الليبي والسويسري، تجاوزت القطيعة الدبلوماسية إلى حد الحرب الاقتصادية.
واعتبرت المحكمة أن نشر تلك الصور، يشكل مساسا بشخص هانيبال، وأنه تصرف غير مشروع، ولم تكن له أي فائدة عامة، إلا أن المحكمة لم تأخذ بطلب التعويضات الذي تقدم به محامي هانيبال، والذي طالب بمبلغ 100 ألف فرنك سويسري، أي ما يعادل 70 ألف يورو، على سبيل التعويض.
وقررت المحكمة إلزام صحيفة "لا تريبون دو جنيف"، التي نشرت الصور في سبتمبر الماضي، بنشر نص الحكم في عددها الورقي، وعلى موقعها الإلكتروني لمدة شهر، كما أكدت أنه يتعين على كانتون جنيف، المعني أيضا في هذه القضية، والذي قبل تحمل مسئولية تسريب الصور من قبل أحد موظفيه، أن يدفع 75% من نفقات النشر في الصحيفة، وأن ينشر هو أيضا الحكم على موقعه الإلكتروني.
وكانت الصور التي التقطتها شرطة جنيف، خلال اعتقال هانيبال في يوليو 2008، لاتهامه باساءة معاملة اثنين من الخدم، ويظهر فيها نجل القذافي من الأمام ومن الجانب، وهو "غير حليق وزائغ النظر"، فيما اعتبرته السلطات الليبية إساءة إلى نجل الزعيم الليبي، والذي يحمل جواز سفر دبلوماسي، حيث أخلي سبيل هانيبال وزوجته، بعد ثلاثة أيام، بكفالة نصف مليون فرنك سويسري.
وتسببت تلك القضية في أزمة دبلوماسية خطيرة، بين برن وطرابلس، حيث قررت الأخيرة في المقابل، احتجاز رجلي أعمال سويسريين، قبل أن تطلق سراح أحدهما، في فبراير الماضي.