دان الحزب الوطني الحاكم في مصر, أمس, بشدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, وما ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من قتل ودمار بحق المدنيين الفلسطينيين العزل, مؤكداً دعمه ومساندته لموقف مصر الساعي إلى وقف العدوان على الفلسطينيين, وذلك في إطار التزامها القوى بالدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أمن قومي مصري.
وفي اجتماع للهيئة البرلمانية للحزب في مجلسي الشعب والشورى, شدد الحزب على دعمه لقرار القيادة المصرية بفتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي, وضمان وصول المساعدات الإنسانية من مصر ودول أخرى لأهل القطاع, وأهاب بالقوى الفلسطينية لاستعادة وحدة الصف لأن هذا هو المنطلق لحل القضية الفلسطينية.
وقال نواب من الحزب الوطني, في الاجتماع الذي عقد تحت عنوان "لقاء غزة .. لقاء الغضب", إن الأزمة الحالية في غزة تأتي على خلفية حالة من الاستقطاب الأقليمي فتحت الباب أمام قوى اقليمية, لمحاولة إستهداف مصر والنيل من أمنها القومي بحكم أنها الدولة المركزية في المنطقة التي تقف دائما في مواجهة مشروعات الهيمنية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية, سواء من جانب أطراف إقليمية أو دولية.
وأضاف النواب أن إيران وسورية تسعيان إلى استغلال الأحداث الجارية لبسط نفوذهما الاقليمي على حساب الأمن القومي المصري, وأن كلا منهما سعت من قبل من خلال التدخل في الشؤون الفلسطينية واللبنانية ودعم قيادات من "حماس" و"حزب الله", إلى إجهاض الجهود المصرية للوصول إلى صيغة توافق بين حركتي "فتح", و"حماس", وتثبيت التهدئة وتمديدها كما عملت على إثارة التوتر والقلق وعدم الاستقرار داخل لبنان .
وأوضحوا أن إيران تسعى لاعادة موازين القوى الإقليمية في المنطقة والسعى لبسط نفوذها في العراق للنيل من عروبته وتحريك حلفاءها الإقليميين لإحداث حالة من التصعيد والاضطراب في لبنان وفلسطين, إضافة إلى سعيها المتواصل لفرض نفوذها على منطقة الخليج العربي لتعظيم المصالح الإيرانية على حساب القضايا العربية.
وأشاد نواب "الوطني", بجهود مصر المكثفة لتوحيد الصف الفلسطيني من أجل تحقيق المصالح الوطنية المنشودة , واتهموا حركة "حماس" بتعمد إفشال المساعي المصرية رغم إدراكها التام بأن استمرار الخلافات الداخلية الفلسطينية يساهم في ضعف الموقف الفلسطيني ويحقق مصلحة إسرائيل مما يضر بالقضية الفلسطينية.
ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب, مصطفى الفقي, ما تقوم به إسرائيل بأنه يعبر عن استمرارها في جرائمها المعتادة وعدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني, مؤكداً أن العدوان الحالي يقع تحت بند جرائم الحرب, ومايحدث يقع تحت تصنيف "إبادة الجنس البشري" وهي جرائم لاتسقط بالتقادم وتبقى في ذاكرة الشعوب.
وقال إن ما تقوم به إسرائيل من تدمير وقتل وترويع المواطنين الآمنين لم يترك مجالا للتحدث عن مستقبل التعايش المشترك, وهي تتوهم أنها تستطيع بإرهاب القوة أن تتواجد في المنطقة, موضحاً أن ماتقوم به إسرائيل هو جزء من مخطط معروف لإجهاض القضية الفلسطينية, معربا عن أسفه لأن العرب والفلسطينيين أسهموا بوعي أوبغير وعي في إنجاح هذا المخطط.