قال الأستاذ والباحث التاريخي الكبير علي الذيب أن اليمن في عهد الخلافة الاسلامية العثمانية شهدت تقدما وتطوراً كبيراً في شتى مجالات الحياة مازالت ملامحها وشواهدها التاريخية حاضرة حتى الآن ولا يمكن لأحد نكراها أو التشويه بها. الذيب في الندوة الفكرية التاريخية التي عقدت اليوم الثلاثاء في مركز "منارات" للدراسات التاريخية وإستراتيجية المستقبل, استعرض أهم الأعمال والإصلاحات التي قامت بها الخلافة العثمانية والمتمثلة بدحر العدوان الأجنبي
الصليبي الأوروبي الذي حول غزو اليمن في القرن السادس عشر وكذا حماية وتحصين المدن والجزر اليمنية إضافة إلى توحيد اليمن كاملا تحت قيادة موحدة وضمن أجزاءه التي كانت مبعثرة ومجزئة بين الأئمة والمشيخات المختلفة والتي جعلت منه كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها آنذاك .
وأكد ان النهضة الكبرى التي شهدتها اليمن إبان الخلافة العثمانية شملت مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والتعليمية وغيرها من المجالات التي دفعت باليمن دفعة قوية للأمام نحو التقدم والتطور. معتبراً بان الدولة العثمانية قد آلت إليها الخلافة الإسلامية الكبرى واعترفت بسلطانها كافة الشعوب الإسلامية الأمر الذي تطلب منها نجدة الشعوب التي استنجدت بها كاليمن وغيرها من الشعوب الإسلامية بهدف حمايتها والدفاع عنها وعن مقدساتها الإسلامية التي كان يتهددها الغزو الصليبي الأوروبي. مشسيراً بأنه خلال أعوام التواجد العثماني الذي استمر أكثر من مائة عام شهدت اليمن نهضة حضارية عظيمة خصوصاً في المجال الصناعي والتعليمي والتربوي والقضائي والعمراني والإنشائي وغيرها من مجالات الحياة المتعددة.
مؤكداً أنه حتى و بعد ذهاب الخلافة الإسلامية العثمانية من اليمن نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م وقيام النظام الأوتوقراطي ألإمامي المتخلف والبائد في الشطر الشمالي من اليمن ووجود الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي لم يكف العثمانيين عن محاولات تقديم المساعدات والخدمات للشعب اليمني بهدف استمرار عملية التقدم والارتقاء إذ جرت العديد من المحاولات والوساطات مع القائمين على رأس الحكم ألإمامي لكنها باءت جميعاً بالفشل الذريع أمام كهنوت وعنجهية وغطرسة وأوتوقراطية الأئمة من آل حميد الدين الذين غلب على طابع حكمهم الطابع الديني والقبلي. مشيداً بالعلاقات اليمنية - التركية القائمة على مبدأ الاحترام المتبادل والتعاون الدائم ووصفها بالأزلية التي لا يمكن التأثير عليها بأي حال من الأحوال. مشيراً إلى الأدوار التاريخية والنضالية للدولة العثمانية التي قدمتها لليمن وكافة الدول الإسلامية في مؤازرتها ومساندتها في مواجهة ودحر الصليبيين والغزاة أعداء الإسلام والمسلمين سواءً كانت في السلم أو الحرب.
يذكر أن الخلافة العثمانية واجهت ظروفاً صعبة كبيرة في اليمن بسبب التمردات الإمامية الجارودية على نظام الخلافة العثمانية، حيث أن الإمامة مثلت الامتداد الصفوي في اليمن، وقد استشهد في اليمن عدد كبير من العثمانيين في شمال اليمن حتى أن الامامة أسمت اليمن بسبب تلك المعارك "مقبرة الغزاة" مع أن الأئمة كانوا هم الغزو الحقيقي الذي قتل اليمن لأكثر عام.
وكانت المناهج الدراسية في اليمن بعد الثورة اليمنية 26 سبتمبر 14 أكتور حتى وقت قريب تعتبر الخلافة العثمانية احتلالاً وذلك بسبب بقاء كثير من الإمامة في حكومة الثورة بعد 62، وكذا بسبب بعض الأفكار اليسارية والقومية التي كانت تحقد على الخلافة العثمانية.. لكن هذا انتهى بعد المناهج المناهج الدراسية أواخر تسعينيات القرن الماضي.
_____________
نشوان- سبتمبر نت