حذر خبراء في الشأن الاسرائيلي من تداعيات نتائج الانتخابات الاسرائيلية على عملية السلام والقضية الفلسطينية سواء شكل الحكومة حزب الليكود اليميني المتطرف أو حزب كاديما (وسط).
واجمع المحللون السياسيون عضو الكنيست الاسرائيلي الدكتور احمد الطيبي ،ونائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الدكتور فارس بريزات ،ومدير عام مركز دراسات الجليل غازي السعدي ،
والخبير في الشؤون الاسرائيلية نواف الزرو في حديث إلى وكالة الانباء الاردنية (بترا) على ان هذه النتائج نذير شؤم وان سنوات عصيبة من التجميد والمراوحة تنتظر عملية السلام.
وبحسب السعدي " فان اتجاه الحكومة اليمينية المتوقعة هو ابقاء الضفة الغربية بيد اسرائيل وتهجير اكبر عدد ممكن من فلسطينيي الضفة الغربية، واقامة حكم ذاتي اداري محدود لمن يتبقى منهم على ارضه بمرجعية اسرائيلية" . وشدد الطيبي على ان المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي ستزداد بوصول اليمين المتطرف إلى السلطة، فهذا تحد كبير للمجتمع الدولي وللولايات المتحدة خصوصا، ومسؤولية على عاتق الاردن الذي يلعب دورا اساسيا في عملية السلام ويدعم الحق الفلسطيني للضغط على اسرائيل للالتزام بهذه العملية والتوصل إلى حل عادل .
السعدي وبريزات والطيبي اكدوا ان حكومة يمينية اسرائيلية ستواجه مشاكل مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة، فهي لن تكون منفتحة على العملية السياسية السلمية وستحرج اميركا كثيرا. واعرب السعدي عن تشاؤمه بشأن حدوث تقدم في عملية السلام حتى ولو شكل كاديما الحكومة، لانه سيكرر لاءات اسرائيل المعروفة (لا للعودة إلى حدود 1967، ولا لحق العودة، ولا للانسحاب من القدس، ولا لتفكيك المستوطنات)، وهو ما عبر عنه الدكتور بريزات الذي قال ان "كاديما غير مستعد لتقديم الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية". واضاف ان الادارة الاميركية الجديدة تدخلت فورا في عملية السلام، حيث كان أول حديث اجراه الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حول عملية السلام واصفا هذه الادارة بانها "تؤمن بالسلام كقيمة وليس كتكتيك في التوازنات الاقليمية كدأب الادارات الجمهورية خلال الاعوام السابقة". واوضح هؤلاء الخبراء ان جنوح المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف السياسي والديني امر مخيف فجميع الاحزاب الاسرائيلية، باستثناء حزب ميريتس اليساري والاحزاب العربية، تتبنى اجندة ترحيل العرب في اسرائيل إلى أي مكان، والتضييق على فلسطينيي الضفة الغربية ودفعهم إلى الهجرة في اللحظة التاريخية المناسبة، مشيرين بهذا الخصوص إلى تصريح زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو "ان هناك دولة واحدة بين البحر والنهر وهي اسرائيل"، لاغيا بذلك امكانية اقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني.
واستشهد الخبير الزرو بشعار "الدولة اليهودية النقية" الذي رفعته عدة مرات تسيبي ليفني زعيمة كاديما، والذي يعتبر شعارا عنصريا ضد العرب في اسرائيل، ويعني ضمنا ترحيلهم إلى أي مكان خارج اسرائيل، في حين وصف الدكتور بريزات التقدم الكبير في شعبية حزب ينادي ب"تطهير اسرائيل من العرب"، (اسرائيل بيتنا) بزعامة المتطرف افيغدور ليبرمان، انه "امر مرعب لا يمكن تجاوزه"، مضيفا ان الخطر سيبقى قائما مهما كانت هوية الحكومة الاسرائيلية المقبلة، لان المجتمع الاسرائيلي يسير بقوة نحو اليمين بدلالة الدعم الكبير للعدوان الوحشي الاخير على غزة، وسيطرة اليمين المتطرف على الكنيست.
ودعا بريزات الاردن إلى الحذر في هذه المرحلة لان اليمين الاسرائيلي لا يكترث بالالتزامات السياسية ولا يوجد تصور سياسي لديه سوى فرض وجهة نظره ولا يهتم بالتوصل إلى تسويات خاصة في القضايا التي تهم الاردن وهي التنازل عن الاراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات واللاجئين والمياه. وعلى صعيد المشاركة العربية في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، زادت القوائم العربية عدد مقاعدها في الكنيست مقارنة بالدورة السابقة من مقعد إلى اثنين حسب النتائج الاولية للفرز رغم الدعوات القوية للمقاطعة. واختلف الخبراء الذين حاورتهم (بترا) بشأن دعوات المقاطعة فبينما وصفها الطيبي ب"اللامسؤولة" لانها تتخلى عن حق مكتسب للعرب للتأثير في السياسة الاسرائيلية، قال بريزات والزرو انهما يتفهمان مشاعر الاحباط وخيبة الامل التي دفعت قسما كبيرا من عرب اسرائيل للمقاطعة نتيجة للبرامج العنصرية الصارخة ضدهم لدى الاحزاب الاسرائيلية.
_______
بترا-الرأي