وجد الاسقف البريطاني ريتشارد ويليامسون نفسه في خضم جدل اليوم الجمعة على الرغم من بيان اصدره اعرب فيه عن اسفه ازاء تصريحاته حول المذبحة اليهودية (الهولوكوست) في عهد النازي حيث يصفه الفاتيكان بأنه غير مناسب وتتحدث المانيا عن السعي لتسلمه لمحاكمته.
ويوجد ويليامسون الان في موقع غير معلوم في بريطانيا بعد طرده من الارجنتين اول امس الاربعاء وقد نشر بيان على الموقع الالكتروني للفرع البريطاني لجمعية القديس بيوس العاشر اعرب فيها عن "ندمه" حول "الاذى والالم "اللذين تسبب فيهما انكاره للهولوكوست.
وفي اعتذاره ، قال ويليامسون ان بابا الفاتيكان طلب منه اعادة النظر في التصريحات التي ادلى بها على شاشات التليفزيون السويدي قبل اربعة اشهر "لان تداعياتها كانت شديدة الوطأة".
واضاف قائلا "بعد ملاحظة هذه العواقب ، يمكنني ان اقول بثقة انني اسف لاطلاقي هذه التصريحات وانني ما كنت قد عرفت مسبقا مدى الاذى والالم اللذين نجما عنها ،ليس فقط بالنسبة للكنيسة على وجه الخصوص ولكن ايضا بالنسبة للناجين واقارب ضحايا ظلم الرايخ الثالث ، ما كنت قد تفوهت بها".
وكان ويليامسون قال خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية سويدية في تشرين ثان/ نوفمبر الماضي إنه يعتقد"أن 300 ألف يهودي لقوا حتفهم في معسكرات اعتقال النازي ، لكن أحدا منهم لم يلق حتفه في غرف الغاز".
وقال " أعتقد انه لم تكن هناك غرف غاز أثناء الحرب العالمية الثانية" .
ولكن كما حدث مع تصريحاته الاولى ، فان اعتذاره الذي نشره اليوم قد اثار المزيد من الجدل.
ففي أول رد فعل من الفاتيكان في روما ، استنكر الفاتيكان التصريح الجديد بوصفه لا يرقى إلى ما طالب به بابا الفاتيكان البابا بنديكت السادس عشر ، ويليامسون بخصوص تصريحاته.
وقال الاب فريدريكو لومباردي كبير المتحدثين باسم البابا ان الاعتذار "لا يبدو أنه يلتزم بالشروط" التي وضعها الفاتيكان .
ونفى لومباردي ايضا التقارير الاعلامية التي تقول بان الاعتذار جاء في رسالة ارسلها ويليامسون إلى بابا الفاتيكان وللجنة بالفاتيكان تتولى معالجة العلاقات مع جمعية القديس بيوس العاشر.
وفي بروكسل ، قالت وزيرة العدل الالمانية بريجيت تسيبريس للصحفيين ان برلين قد تطلب تسليم ويليامسون اليها ليواجه اجراءات قضائية لانكاره للهولوكوست.
واضافت تسيبريس بعد اجتماع مع نظرائها بدول الاتحاد الاوروبي "من حيث المبدأ ، تقع الجريمة تحت قواعد مذكرة الاعتقال الاوروبية ... وهذا يعني ان ألمانيا قد تصدر بالفعل مذكرة اعتقال".
ويعتبر انكار الهولوكوست جريمة في المانيا ولكنها ليست جريمة محددة في بريطانيا حيث تقصر القوانين هناك المخالفات الخاصة بالحديث عن الكراهية على التحريض على الكراهية أو العنف.
وفي برلين ، بدا المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا غير متحمس لاعتذار الأسقف الكاثوليكي ريتشارد وليامسون الذي أثار عاصفة من الجدل الدولي لانكاره المحرقة النازية لليهود (هولوكوست).
ووصف المجلس تصريحات وليامسون التي طلب فيها الصفح عنه بأنها "أسف من
الدرجة الثالثة".
وقال نائب رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا ديتر جراومان إن "وليامسون لم يسحب بأي شكل تصريحاته التي أنكر فيها القضايا المتعلقة بالهولوكست ولكنه أعرب عن أسفه لتداعيات هذه التصريحات فحسب".
_________
وكالات