بدأت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية تدريبات عسكرية سنوية يوم الاثنين فيما قالت كوريا الشمالية إنها وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب قتالي كامل ردا على هذه المناورات مما يزيد من التوتر بشبه الجزيرة الكورية.
وحذر مسؤول عسكري كوري شمالي في نبرة حادة وهو يتلو بيانا في محطة التلفزيون الحكومية من اي محاولة لاسقاط الصاروخ الطويل المدى الذي تعتزم بيونجيانج اطلاقه قريبا مشيرا إلى ان ذلك يعد عملا حربيا.
وتتهم بيونجيانج الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشكل منتظم بالنوايا العدوانية قبل المناورات لكن اللهجة هذه المرة كانت اكثر حدة.
وقالت إن هذه التدريبات "استفزاز عسكري" لا يحدث الا "عشية حرب" وهددت بقطع الخط الساخن مع الجيش الجنوبي وهو الاتصال الهاتفي الوحيد بين الجيشين المحتشدين على جانبي الحدود التي تقسم شبه الجزيرة الكورية منذ اكثر من نصف قرن.
وقال الجيش الأمريكي إن مشاة البحرية الأمريكية سيجرون تدريبات بالذخيرة الحية شمال سول وعلى بعد ساعة واحدة بالسيارة من الحدود وان حاملة طائرات أمريكية ستشارك في المناورات.
تأتي هذه التدريبات مع استعداد بيونجيانج لاختبار اطلاق صاروخ تايبودونج-2 وفي وقت تثور فيه تكهنات بشأن صحة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل.
وتقول بيونجيانج ان الاطلاق هو لقمر صناعي في اطار خطة لتطوير الاتصالات مع انه من المحظور عليها اطلاق صواريخ باليستية بموجب عقوبات الامم المتحدة.
وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي في القناة الاولى للتلفزيون إن "المعنى الدقيق لاسقاط قمرنا الصناعي المخصص لاغراض سلمية هو الحرب."
وتكهنت تقارير اعلامية في الاسبوع الماضي بان اليابان والولايات المتحدة ربما تعترضان الصاروخ الباليستي الذي ستطلقه كوريا الشمالية مع ان ايا من البلدين لم يتحدث عن ذلك علنا.
وقال البلدان ومعهما كوريا الجنوبية إنه لا يوجد فرق بين اطلاق قمر صناعي وبين صاروخ لانهما يستخدمان نفس التكنولوجيا ونفس الصاروخ.
وكررت واشنطن نداءها لبيونجيانج بوقف الاقوال والافعال التي تزيد من التوتر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود إن "كوريا في حاجة إلى الامتناع عن اللهجة الاستفزازية والاعمال التي تزيد من زعزعة استقرار المنطقة."
وليس هناك ما يدل على ان كوريا الشمالية ستتبع اقوالها بافعال في المياه المتنازع عليها امام الساحل الغربي لشبه الجزيرة.
وقالت تشو هي جو التي تزور زوجها في جزيرة يونبيونج على بعد 11 كيلومترا من الشمال وموقع اشتباكات مميتة بين البحريتين الكوريتين في الماضي واحدثها ما وقع في عام 2002 "يحدوني الامل ان يتخذ الرئيس ( الكوري الجنوبي) لي ميونج باك سياسة اقل تشددا تجاه الشمال. وهذا سيجعل الامور اكثر سهولة بالنسبة لسكان الجزيرة."
كانت معظم مظاهر الحرب الكلامية الغاضبة لبيونجيانج خلال الاشهر القليلة الماضية موجهة إلى الزعيم الكوري الجنوبي المحافظ الذي قام في العام الاول من توليه السلطة بقطع كل المعونات عن الشمال الفقير بسبب طموحاته لصنع اسلحة نووية.
وقالت صحيفة رودونج سينمون في الشمال الشيوعي إن "الموقف الحرج الذي يمكن ان تندلع فيه حرب نووية في اي لحظة يسود الان في شبه الجزيرة الكورية ومصير الامة معرض للخطر نتيجة للتحركات الطائشة لجماعة لي ميونج باك العدوانية."
وقالت كوريا الشمالية في الاسبوع الماضي إنه لايمكنها ان تضمن سلامة طائرات كوريا الجنوبية المدنية التي تطير قرب مجالها الجوي اثناء استعدادها لاطلاق الصاروخ. واجبر هذا عدة شركات طيران على تغيير خطوط طيرانها.
ومن المقرر ان تستمر المناورات العسكرية حتى 20 مارس اذار وعلى نطاق اوسع واكبر من السنوات السابقة.
_______
رويترز