أفاد مراسل "نشوان" في محافظة صعدة، شمال اليمن، أن مجموعة خارجة عن القانون من أتباع المتمرد الحوثي اغتالت أمس الجمعة الشيخ يحيى قروش والذي يعد واحد من أهم مشائخ صعدة الغير خاضعين للحوثي.
وقال المراسل إن عناصر الحوثي أردت الشيخ قتيلاً في منزله بأطراف مديرية "مجز"، والذي كان عائداً إليه للتو من حي "الضميد" بمدينة صعدة، حيث كان نازحاً منذ ما يزيد عن عام بسبب تهديدات بتصفيته من قبل أتباع المتمرد الحوثي.
وكان قروش قد قفل إلى منزله في مديرية "مجز" قبل ساعات من اغتياله إثر دعوى وجهت إليه من قبل لجنة التعويضات الرسمية للحضور من أجل حصر الأضرار التي لحقت بأملاكه جراء المواجهات بين السلطات اليمنية والمتمردين.. ليكون الحوثيون له بالمرصاد، الأمر الذي دعا الكثير من الأهالي إلى استنتاج حدود وشاية بمقدمه سربها أعضاء في الجنة الرسمية موالين للحوثي.
وحصل "نشوان" من مقربين للشيخ المغدور به يحيى قروش على تفاصيل استهداف المتمردين للشيخ قروش وقتلهم أربعة من أبنائه في ثلاثة حوادث سابقة، آخرهم ابنه (سالم) الذي قتل أثناء عدوان أنصار الحوثي على آل الحماطي قبل نحو عشرة أشهر..
حيث تقول المعلومات أن أصل الخلاف يعود إلى ما قبل حوالي 10 سنوات، (أي قبل اندلاع التمرد الحوثي بـ5 سنوات).. حينما قام أحد القبائل بخطبة فتاة من أسرة هاشمية (سادة) وتعذر زواجها بسبب اعتراض جدها، فقامت بالفرار إلى الشيخ يحيى قروش ويتبعها مجموعة مسلحة من المعترضين على زواجها، ويقومون بقتل 2 من أبناء الشيخ (يحيى قروش)، قام أخوهم الثالث (أحمد) بتعقب المجموعة المسلحة وقتل 2 منها ثائراً لمقتل أخويه.. لتنتهي القضية قبل تمرد الحوثي، بعد تدخلات قبلية، أفضت إلى إنهاء النزاع بين الجانبين وفقاً لنتائج الأمر الواقع: اثنين باثنين.
لكنه بعد اندلاع التمرد الحوثي 18/6/2004، أصبح خصوم قروش من أتباع المتمرد الحوثي وقاموا بقتل أحمد يحيى قروش على ذمة أحداث التمرد.. ويتبعه أخوه سالم، العام الماضي، أثناء الهجوم الذي نفذه الحوثيون على (آل الحماطي) بغرض تأديبهم لوقوفهم من الدولة. وهو واحد من سلسلة اعتداءات مماثلة نفذها الحوثيون بعد إعلان الرئيس صالح إيقاف الحرب في صعدة يوليو 2008.
وظل الشيخ يحيى قروش أحد المهددين بالتصفية بعد مقتل أربعة من أبنائه ويقوم بالنزوح إلى الشيخ (علي ظافر هادي) في مديرية غمر، (التي دارت فيها المواجهات الأخيرة بين القوات اليمنية والمتمردين)، ثم يؤوب وعائلته الكبيرة نازحاً في إحدى المدارس التي اضطر لمغادرتها إلى مدينة صعدة بداية العام الدراسي.
من جهته دان محافظ محافظة صعدة عملية الاغتيال، وفقاً للخبر الذي أوردته خدمة (سبتمبر موبايل) وهو الخبر الذي أثار استغراب الكثيرين على أساس أن المحافظ جهة مسؤولة، والجهة المسؤولة يفترض منها أن تتخذ اجراءات لا أن تقوم تصدر بيان إدانة..
جدير بالذكر أن اغتيال الشيخ قروش يرسم العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة الانتشار الأمني للأجهزة الأمنية في صعدة، ومدى جدية الدولة في حماية مواطنيها، وخصوصاً أولئك المهددين بالتصفيات من قبل العناصر المسلحة التابعة للحوثي.
حيث وقد سبق اغتيال العديد من أبناء وأعيان ومشائخ محافظة صعدة في حوادث اغتيال لا علاقة لها بالمواجهات. أبرزهم النائب البرلماني "صالح دغسان"، حيث أكد مراقبون من أبناء صعدة أن تقاعس الدولة عن حماية الأفراد المناوئين للحوثي يؤهل لحرب بين الحوثي وقبائل صعدة.
ويأتي مقتل يحيى قروش في ظل تطورات ميدانية في الأسابيع الأخيرة ومواجهات بين أتباع الحوثي وقوات الأمن المركزي. حيث ذكر موقع (المؤتمر نت) قتلوا وجرحوا ما يزيد عن 130 مدنياً وعسكرياً.
وكان الرئيس علي عبدالله صالح أعلن يوليو الماضي عن إيقاف الحرب في صعدة من طرف واحد، وتجاهلت السلطات منذ ذلك التوقيت العديد من الأعمال الاستفزازية للمتمردين الحوثيين، وذلك تجنباً لعودة المواجهات بين الطرفين قبل الانتخابات النيابية الذي كان مقرراً إجراؤها في 27 أبريل الحالي. وهو ما كان يدركه المتمردون فقاموا باستغلال ذلك في توسيع نفوذهم، وتأديب القبائل المناوئة لهم.
لكن السلطات أقلعت عن سياسة التجاهل وبدأت ترد على استفزازت الحوثيين منذ اتفاق السلطة والمعارضة على تأجيل الانتخابات البرلمانية 2011. ليطل من جديد شبح المواجهات بين الطرفين، وهو ما رجحه الكثير من المحللين، خصوصاً بعد تصريحات الرئيس علي عبدالله صالح في حواره مع صحيفة الحياة قبيل قمة الدوحة والتي انتقد فيها الوساطة القطرية وأظهرتهم كند للدولة.
ويعد التمرد الحوثي في صعدة أقصى شمال اليمن في نظر الكثير من المحللين اليمنيين أحد تمظهرات المشروع الإيراني في المنطقة العربية.. ملفتين إلى أن خطورته تكمن في موقعه الحدودي بين اليمن والسعودية، وامتلاكه جهازاً إعلامياً قوياً، واختراقاً سياسياً وأمنياً في هياكل الحزب الحاكم والحكومة في اليمن. كما أن مرجعيات التمرد هي من من أهم الأسر المنتمية للأسرة الأمامية الهادوية التي حكمت اليمن قرونا من الزمان، وانتهت بقيام الثورة اليمنية في ستينات القرن الماضي.
_________
نشوان-خاص