تواصلا لفعاليات البرنامج الفكري الثقافي للعام 2009م مركز منارات يطرح فعاليته الـ23 بعنوان (التاريخ اليمني القديم واشكالياته) ألقاها الدكتور / عبد الله علي الكميم يوم أمس الثلاثاء الموافق 5 مايو 2009م بمقر المركز تطرق فيها إلى أهم الدلائل الواقعية من القرآن الكريم والتي لا تدع مجالا للشك أن جنوب الجزيرة العربية (اليمن) هي أصل الحضارة الانسانية.
هذا وطرح الدكتور الكميم عددا من الأسئلة قائلا : إذا كان تاريخ اليمن القديم جدا على هذا المستوى من العظمة والوضوح والقدم والوثوق فلماذا قزم؟ و لماذا حشر في زوايا الإهمال والنسيان؟ وهل هنالك تأمر على هذا التاريخ ومن هم هؤلاء المتآمرون؟ أم أن هنالك تقصير ومن المقصرون إذن؟ وهل هنالك إمكانيات لنبش هذا التاريخ وإعادة كتابته ورد اعتباره وتقديمه للناس في حجمه وشكله وصورته الحقيقية؟ ومن هم الأولى بهذه المهمة النبيلة؟
مستدلا بأقوال العديد من العلماء والباحثين حيث أطلق المؤرخون اليونانيون والرومان على منطقة نشؤ الحضارات الفرعية اسم منطقة – الشرق الأدنى. وكان يفترض أن تكون اليمن على رأس هذه المناطق التي بعثها الخارجة وهي مصر والشام والعراق وبلاد فارس إلا أنهم حينما زحفوا على المنطقة لم يستطيعوا الوصول إلى اليمن لأسباب منها البعد الجغرافي وكثرة الثعابين التي تحرس غابات اللبان والموز والبخور وغيرها من أشجار الأقاوية .
وأضاف : يرى العلماء ومنهم الدكتور الدوليبي أن الحضارة الإنسانية الأم نشأت في جزيرة العرب وفي جنوبها و هجرات عربية أخرى امتدت منذ ما قبل التاريخ على كل من أفريقيا الشمالية والبلقان وإيطاليا وأسبانيا كما وصلت أيضاً إلى كل من قفاسية بحر الجزر من جهة وإلى نرسلفانيا وسلوفاكيا وأعالي بوهيميه في ألمانيا).
معددا إشكاليات كتابة تاريخ اليمن القديم ومنها : اعتماد الكثير من المؤرخين القدامى والمحدثين على ما ورد في التوراة ضآلة وضعف واضطراب كتابات اليونانيين والرومانيين عن تاريخ اليمن رغم مبالغات من نقل عنهم.
وعدم الاعتماد أو الرجوع إلى القرآن الكريم بما يكفي باعتباره أهم مرجع عن تاريخ اليمن وتاريخ عاد بالذات و تأثر وخضوع الكثير من المؤرخين في بداية عصر التدوين لآراء الفقهاء والمحدثين الذين يرون في ذلك تمجيداً للمشركين.
مستغربا: من الاستخفاف بالمصادر اليمنية القديمة المكتوبة وإهمالها والركون إلى ما كتب المكتشفون والمستشرقون وما قدموا من معلومات واعتبارها مسلمات علمية واعتبار عاداً وثموداً من الأمم البائدة في حين أنها أمتان باقيتان بنص القرآن.
أيضا عدم الركون والاعتماد على الكادر اليمني في عمليات الإدارة والبحث والتنقيب .
والاستمرار في إتباع الطرق والمناهج والمفاهيم الخاطئة التي أتبعت في كتابة ما هو موجود من تاريخ اليمن المشوه، والعمل على نشرها عبر أجهزة الإعلام والثقافة والتربية المختلفة حتى صارت جزءاً من وعي المجتمع العام والتنافس والنفاسة!! والكتابة بدون علم أو شعور بالمسئولية والصراعات غير
لذلك فإنهم قد حذفوها من الخارطة وكتبوا عن تاريخ وحضارات اليمن العظيمة من بعيد مستفيدين من أحاديث الرواة ومن مكتبة الاسكندرية حينها!!
ولهذا فقد جاء تاريخ اليمن غامضاً ومضطرباً وسقيماً مههلاً وهو ما يؤسف له حقاً ويتطلب الانتباه له وإعادة كتابته كما هو في الواقع وفي أصدق المراجع (القرآن الكريم).
ودعا الدكتور الكميم إلى الاهتمام بكتابة التاريخ من مصادره الصحيحة والرجوع إلى القرآن الكريم حيث وفيه كل الأدلة التي تدحض مزاعم الذين شوهوا ا عن قصد أو بدون قصد التاريخ اليمني.
اخبار السعيدة - يحيى الضيقي