كتب/ محمد الأحمدي
ناشدت منظمة الكرامة لحقوق الإنسان مقرها جنيف فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة، من أجل التدخل بشكل عاجل لدى السلطات اليمنية للإفراج عن أحد مواطنيها العائدين من "غوانتانامو"، معتقل لدى أحد السجون التابعة لجهاز الأمن السياسي "المخابرات".
وقالت المنظمة في بيان لها نشر على موقعها على الإنترنت، أنه ألقي القبض على السيد كرامة خميس خميسان المواطن اليمني العائد من معسكر غوانتانامو يوم 16 آذار/ مارس 2009 من قبل أحد عناصر مصالح الأمن السياسي بمحافظة المهرة، وتمكنت أسرة المعتقل من زيارته مرة واحدة بعد مضي أسبوع على توقيفه، لكنه منذ ذلك الحين، يظل رهن الاعتقال السري، رغم أنه مصاب بمرض خطير، وثمة مخاوف حقيقية من أن يتعرض لتعذيب.
وأعادت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها تذكير الحكومة اليمنية بمصادقتها على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 09 شباط/ فبراير 1987، وعلى اتفاقية مناهضة التعذيب في 05 تشرين الأول/ أكتوبر 1991.
والسيد كرامة خميس سعيد خميسان، من مواليد عام 1970، يقيم في بلدة قشن، في محافظة المهرة، حيث يعمل بها، وكان قد اعتقل في معسكر غوانتانامو لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن يُسَلم في 15 أيلول/ سبتمبر 2005 إلى السلطات اليمنية.
ولدى عودته من معسكر غوانتانامو، بعد أن اعتقل هناك سرا لعدة سنوات، مثُل السيد خميسان أمام محكمة أمن الدولة يوم 13 آذار/ مارس 2006 بتهمة الاتجار بالمخدرات. وكانت هذه المحكمة قد برأته في نفس اليوم، فقام المدعي العام بالطعن في هذا الحكم، غير أن محكمة الاستئناف أيدت قرار البراءة في 30 نيسان / أبريل 2006، لكنه لم يطلق سراح السيد خميسان إلا في تاريخ 10 مايو التالي.
ونظرا لإصابته بقرحة في المعدة، بالغة الخطورة، نتيجة للتعذيب الذي تعرض له في معتقل غوانتانامو، يخصع حاليا السيد خميسان لمتابعة طبية مستمرة على يد طبيب متخصص، في مدينة الشحر المجاورة. وفي يوم 16 آذار/ مارس 2009، توجه كعادته، إلى طبيبه الذي يتولى متابعة مرضه في مدينة الشحر، وعلى إثر تلك الزيارة، انقطعت أخباره عن أسرته لمدة أكثر من أسبوع، كما أشارت المنظمة، التي قالت إن أسرته علمت أخيرا أنه قد ألقي القبض عليه في اليوم نفسه لدى خروجه من المسجد، على يد أحد عناصر الأمن السياسي المحليين، ثم اقتيد إلى مقر تابع لمصالح الأمن السياسي في مدينة الغيضة، في محافظة المهرة. وأثناء زيارة الأسرة لعين المكان، تأكدت من خبر اعتقاله هناك، كما علمت، بعد أن أذِن لها بزيارته، بأنه لم توجه له أية تهمة.
ومنذ تلك الزيارة اليتيمة، وعلى الرغم من المساعي الحثيثة التي بذلتها أسرته، تواصل مصالح الأمن السياسي رفضها تقديم أي معلومات جديدة عن مصيره، بحيث يوجد السيد خميسان حاليا في عزلة تامة، مقطوعا عن العالم الخارجي.
وقالت المنظمة إن عائلة الضحية تشعر بمخاوف مشروعة وحقيقية، من أن يتعرض للتعذيب أو لسوء المعاملة أثناء الاعتقال السري، ومما يزيد من حدة هذه المخاوف، الوضع الصحي المتدهور الذي يوجد فيه حاليا بالإضافة إلى عدم توفر الرعاية الطبية الواجبة.
وأكدت بأن ما يتعرض له السيد خميسان من اعتقال سري، دون إتباع الإجراءات القانونية الواجبة، يعد إجراءا تعسفيا بكل المقاييس، ويتعارض مع المعايير القانونية المعمول بها في البلاد، وكذلك مع المعايير الدولية ذات الصلة المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية.
من محمد الأحمدي
__________
نشوان - خاص