من الأرشيف

قيادات وشخصيات إب: لا مجال للمساومة بالوحدة اليمنية

كانت ظهيرة يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من مايو في العام 1990 بداية حقيقية للوجود السياسي اليمني الهام في الخريطة الدولية حيث أعلن في تلك الظهيرة عن استعادة الوطن اليمن وحدته الكبرى منهياً بذلك عهد التشطير والتمزق وإلى الأبد، وفي تلك اللحظة التاريخية ولد الكيان السياسي اليمني الجديد ممثلاً بالجمهورية اليمنية.

وبإعلان الدولة الجديدة، دفنت آثار التقسيم الاستعماري، وسجل انتصار حاد جداً للدولة التي استردت الشعور بالخصوصية، على المستوى الوطني.

أما على المستوى الإقليمي والدولي فقد بدلت وحدة شطري اليمن جوهرياً طبيعة شبه الجزيرة السياسية، والنظام الإقليمي العربي، وهو ما يعني أن الوحدة اليمنية قد فرضت واقعاً سياسياً جديداً على مختلف الأصعدة القومية والإقليمية والعالمية، وبات العالم يتطلع إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الوحدة من خلال كيانها السياسي الجديد الذي توافرت له العديد من العوامل التي تجعله في مصاف التأثير الكبير في مسار الأحداث التي تتخذ من الدول الواقعة في الإطار الإقليمي مسرحاً لها، وبطبيعة الحال تأثيرات تلك الأحداث على مصالح المجتمع الدولي.
وبمناسبة مرور تسعة عشر عاماً على إعادة تحقيق وحدة اليمن، التقى "نشوان نيوز" بالعديد من القيادات والشخصيات السياسية والاجتماعية بمحافظة إب وفيما الحصيلة:

• استطلاع/ حميد الطاهري/ فكري الرعدي/ عدنان عبدالإله العصار

الوحدة هي الأصل
• الدكتور عارف محمد الرعوي نائب عميد كلية الآداب بجامعة إب يؤكد أن الوحدة هي الأصل فيقول:

بالرغم من ظهور الحركات الانفصالية عن اليمن وظهور الاضطرابات والحروب، فإن اليمن شهدت ظهور دول يمنية قوية وحدت اليمن في فترات متعددة من التاريخ ورافق ذلك نهضة علمية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وكانت أخر هذه الدول اليمنية القوية الدولة الطاهرية التي خلفت الدولة الرسولية والتي انهارت بعد تغير طرق التجارة نتيجة لسيطرة البرتغاليين على المحيط الهندي وكان ذلك سبباً مباشراً لمجيء العثمانيين إلى اليمن.

وإذا كان اليمن هو أول أقطار العالم العربي استقلالاً عن العثمانيين عام 1635م إلا أن الأثر السياسي لهذا الاستقلال هو سيطرة الأئمة على مقاليد الحكم في اليمن الواحد لأول مرة في تاريخ الإمامة خاصة في عهد الإمام المتوكل إسماعيل الذي مد نفوذه من ظفار شرقاً وحتى مكة شمالاً، وبالرغم من هذه السيطرة فقد كان نظام الإمامة هو السبب الحقيقي في ظهور الصراع وانفصال كثير من المناطق عن اليمن الأم، وأصبحت أراضي الدولة مفتتة إلى شبه إقطاعيات حيث شهدت الأطراف الشمالية والشرقية والجنوبية للدولة خروجاً متكرراً عن طوع السلطة، بل وخارج المنطقة الغربية في إحدى الفترات، وأصبح الأمر ممهداً للعدو الخارجي باحتلال عدن وفرض الحماية في المناطق الجنوبية من قبل بريطانيا 1839م وعودة العثمانيين مرة أخرى 1872م إلى المناطق الشمالية، والتي كانوا من الضعف الذي لا يمكنهم من بسط نفوذهم على اليمن بأكملها، كما لاقوا مقاومة عنيفة من اليمنيين، وباستقلال اليمن عن العثمانيين بدأت مرحلة جديدة حيث عملت الحركة الوطنية على التخلص من الإمامة والاستعمار بقيام الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وإعلان الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م ومنذ الاستقلال بذلت الجهود للعمل على إعادة تحقيق الوحدة بين شطري الوطن التي حالت مؤامرات ودسائس أعداء اليمن دون تحقيقها الفوري، بهدف استمرار حالة التشطير وتكريس التمزيق وتغذية بذور الفتنة بين أبناء شعبنا اليمني الواحد، لخلق حالة من عدم الاستقرار والخلاف والتوتر إلى حد الاقتتال، ولكن شعبنا عمل على إفشال هذه المخططات التي حاكها ويحيكها أعداء الوطن، وتوالت الأعمال الوحدوية والتي برزت خلال حكم الرئيس القائد في 1981م، 1986، 1989م حتى إعلان دولة الوحدة 22 مايو 1990م.

وحقيقة أنه بالرغم من ظهور النزاعات الانفصالية المختلفة خلال الفترات التاريخية المتعددة إلا أن جانب التوحد هو الذي يغلب لاقتناع جميع اليمنيين بالوحدة، والدعوات الانفصالية لا تكون إلا مرتبطة بمصالح شخصية ضيقة أو خدمة لأعداء اليمن.

إب والوحدة
• الدكتور/ فؤاد أحمد محمد العفيري عضو هيئة التدريس بتجارة جامعة إب يشير إلى التضحيات التي قدمها الشعب اليمني في سبيل استعادة وحدته بقوله:

تعد الوحدة المنجز التاريخي الأبرز في حياة الشعب اليمني على مر العصور، والمتتبع لنضال الشعب اليمني وتضحياته الجسام في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية بإعادة الوحدة الوطنية الداخلية ككيان لم يستقر بفعل التدخل الخارجي واستبداد الحكم الداخلي فكلاهما بم يحمل للوطن اليمين إلا التخلف والظلم والقهر، لكنهما لم يستقرا بفعل صمود وتضحيات الأبطال الذين بذلوا دمائهم رخيصة في سبيل التخلص من الاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل يحمل مشروع وحدوي وأهداف عملاقة تغير حياة اليمنيين إلى حياة مستقرة وآمنة ومنحهم حرياتهم وحقوقهم الدستورية لأنها مشروع الإنقاذ الحقيقي في حياة شعب عانى الكثير من الجهل والتخلف وعدم الاستقرار والتي عكست نفسها بمتغيرات أساسية على ثقافة الشعب ورؤيته، فأصبح الشعب اليمني يجهل كل شيء ويعيش في عزلة زادته تخلفاً وقهراً، ولم يلبث ذلك المشروع الهدام أن سقط حين أشعل الشعب اليمني فتيل الثورة إيذاناً بولادة مشروع وطني وحدوي تمخضت أركانه في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.

دور محافظة إب

• ويشير الدكتور فؤاد العفيري إلى الدور الذي لعبه أبناء محافظة إب بقوله:
إن المتتبع للتاريخ يدرك بأن محافظة إب كانت المحطة الأكثر استقراراً للثوار المناضلين وكانت منارة الثقافة والعلم والأدب، وهي منبع العلم وعنوانه وهي حلقة الوصل بين أكبر التجمعات السكانية في الأرض اليمنية وهي الأجمل واللوحة الخضراء والخير والعطاء المتجدد بفعل قدرة الخالق الذي أودع فيها خصائص الأرض والمناخ، إلى جانب ذلك كله قدمت التضحيات الجسام في سبيل قيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990 بفكر وسطي بعيداً عن التطرف والانفتاح.
لقد استطاع أبناء إب تشكيل قوة ضاربة في وجه أعداء الوحدة لأنها كانت في ضمير المواطن والقبيلة والدولة، ولأنهم يرون أن الوحدة هي الأصل وهي القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهي الثورة الحضارية والثقافية التي تعبر عن أصالة الشعب اليمني.
إن أبناء إب يؤمنون بقدر واحد هو العيش في ظل وحدة الوطن، تجدهم يؤثرون إخوانهم من كل اليمن على أنفسهم بكل ما يحملونه من صفات الكرم والأخلاق، يكرهون ترديد الشعارات الهدامة يدفعون أرواحهم رخيصة لبقاء اليمن قوياً موحداً، وكذلك لنصرة القضايا العربية المصيرية، إنه شعور المحب لأهله ولوطنه، شعور الباني لبلاده من كل موقع، متحداً. فقد اختاروا العمل بصمت والعمل المخلص شعاراً في مرحلة تعد الأخطر في تاريخ اليمن والعالم بسبب آثار الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات الشعوب لتأذن بظهور البطالة والفقر والمرض وتعثر المشاريع وعرقلة عجلة التنمية.
لقد خبر أبناء إب الأحداث وتعلموا دروساً في التعامل معها في كل المنعطفات والمراحل، واضعين نصب أعينهم أن يوم 22 مايو 1990 هو اليوم التاريخي والثورة الكبرى في حياة اليمنيين والعرب وشرفاء العالم، وهو يوم الانتصار على الضعف والانحياز، وهو يوم ولادة فجر جديد في حياة الشعب اليمني، لقد مثلت فرحة العودة إلى الكيان الواحد فرحة حقيقية عبرت عن ولادة شعب بأكمله وطوت صفحة التشرذم والتشطير إلى غير رجعة، ولابد من التأكيد على أن محافظة إب كانت وستظل الدرع الحصين للوحدة والنهر المتجدد للأبطال الذين سيحرسون الوطن بحدقات العيون ولن يلينوا مهما بلغت التضحيات.

الأمن والأمان في ظل الوحدة

• عبدالواحد صلاح وكيل محافظة إب يؤكد على دور الوحدة في تحقيق الأمن في كافة ربوع اليمن حيث يقول:
منذ بزوغ فجر الـ22 من مايو 1990 عندما رفع علم الجمهورية اليمنية في عدن على يد قائد الوطن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وشعبنا يحقق الكثير من الانتصارات في شتى ميادين الحياة بفعل تلاحمه المتين.
ولذلك فإن الوحدة اليمنية قد وفرت مناخات الأمن والإستقرار وأصبح الوطن ينعم بخير الطمأنينة حيث أن دولة الوحدة قد بنت جيشاً قوياً لحماية أمن واستقرار الوطن والمواطن والدفاع عن مكتسبات الثورة والوحدة، وقد أسقطت الوحدة كل الرهانات الخاسرة التي حاولت تحويل اليمن إلى جحيم في ظل التشطير، وتغلبت اليمن الموحدة على كل المصاعب التي أرادت تهديد أمن البلاد والعباد، وبذلك فيمكننا القول بأن الوحدة كانت الطريق نحو تحقيق الأمن والاستقرار لكل اليمنيين أينما وجدوا على الأرض اليمنية الطاهرة.

أهمية الوحدة في الإسلام

• عبداللطيف محمد المعلمي مدير عام مكتب الأوقاف يتحدث عن موقع الوحدة في الشريعة الإسلامية بقوله:

اعتنى الإسلام بقضية الوحدة عناية كبيرة وفائقة فلم تحظ أي قضية من قضايا الإسلام التي جاء بها إلى الإنسانية مثلما حظيت الوحدة، وذلك لأن الوحدة هي ثمرة الإسلام والدليل والبرهان على صدق أتباعه أخذهم بتعاليم الإسلام وتمسكهم بمبادئه، ولهذا فإن الوحدة فريضة الإسلام التي لا يجوز الإخلال بها من قبل أي مسلم مهما حصل عليه من الظلم ومهما لقي من الأذى ومهما عانى من الحرمان فالوحدة في الإسلام فريضة يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعمل على تعميقها وترسيخها، وعلينا أن ندرك جميعاً أن الإخلال بالوحدة انحراف وفساد وليس وسيلة للتخلص من الظلم ولا حلاً لرفع الأذى ولا مسلكاً لدفع الحرمان.
والوحدة من أجل الواجبات وأعظم الفرائض وأقدس المقدسات وذلك يظهر واضحاً وجلياً عند الوقوف على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ومن خلال هذا الوقوف يجد الباحث والمتأمل قضيتين هما من أجّل القضايا وأعظمها وأقدسها في الإسلام، قضية توحيد المعبود إذ لا معبود بحق سوى الله تعالى، وقضية اتحاد العابدين وتوحدهم، فعبادة الله سبحانه وتع إلى إذا صدرت من قلوب مسلمة حقاً ونفوس مؤمنة صدقاً جعلت من أهلها جسداً واحداً وكياناً واحداً وشعوراً واحداً، وهكذا يجب أن يكون المسلمون كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
والإسلام يدعو أتباعه إلى كل ما من شأنه تعميق الوحدة وترسيخها ولذلك دعاهم إلى صلاة الجماعة والتزاور والتهادي وإفشاء السلام وإصلاح ذات البين والتكافل والتعاون والتحلي بمكارم الأخلاق وهكذا ما من أمر يجلب المودة والمحبة ويعمق الوحدة والتآلف إلا دعا إليه الإسلام وحث عليه.
كما أن الإسلام نهى أتباعه عن كل ما من شأنه أن يخل بوحدتهم أو يؤثر في اتحادهم وتآلفهم ومن ذلك أنه نهى أتباعه عن التباغض والتحاسد أو تعاطي ما يكون سبباً في التباغض والتحاسد فحرم خطبة المسلم على خطبة أخيه أو بيع المسلم على بيع أخيه وحرم الغيبة والنميمة وشهادة الزور والظلم والاستهزاء والسخرية، وهكذا ما من أمر يكون سبباً في التفرقة والاختلاف إلا وهو محرم في الإسلام ومنهي عنه.

اليمن في ظل وحدته
• الأخ أحمد الصبري عضو المجلس المحلي بمحافظة إب فيتحدث عن ما حققته اليمن في ظل وحدته حيث يقول:
بمرور تسعة عشرة عاماً من عمر الوحدة اليمنية المباركة في الـ22 من مايو 1990م تكون الوحدة قد ترسخت في وجدان كل يمني وأصبحت كالشجرة الطيبة الباسقة الوارفة الظلال ذات الأصل الثابت في الأرض والفرع الباسق في السماء وأصبح كل أبناء الوطن يتفيئون ظلالها ويجنون خيراتها في ربوع الوطن الحبيب لذا فإن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية إنما هو احتفال بالمنجزات التي تحققت في كل مناطقنا اليمنية خلال 19 عاماً من قيام الوحدة في مجالات المياه والكهرباء والتعليم والصحة و....الخ من المجالات الحياتية الأخرى إضافة إلى المنجزات السياسية والديمقراطية النوعية والمتميزة والتي توجت بالانتخابات الرئاسية والمحلية واستكمال البناء المؤسسي الديمقراطي كما هو احتفاءً بالأمن والاستقرار الذي ينعم به شعبنا اليمني ومع ما تحق لشعبنا من منجزات عملاقة في ظل القيادة السياسية بزعامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل استتباب الأمن والاستقرار وأن تتضافر جهودنا لبناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون لننهض بهذا الوطن إلى مستوى اللائق به بين دول العالم وهذا هو الاحتفال الحقيقي يعيد الوحدة المباركة من كل عام.

انتصار لإرادة الشعب
• الأخت فائزة حسن البعداني عضو المجلس المحلي بمحافظة إب تبين أهمية الوحدة اليمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي للوطن اليمني بقولها:
ها هي الشمعة التاسعة عشرة لعيدنا الوطني الـ22 من مايو تضئ لنا الدرب وتعيد للأذهان ذلك اليوم الذي استطاع فيه اليمنيون أن يحققوا حلمهم الكبير والعظيم والمتمثل بالوحدة الوطنية أرضاً وإنساناً ليعيدوا الاعتبار لتاريخ الإنسان اليمني أحفاد سبأ وحمير ومعين وذي ريدان وقتبان أحفاد تلك الأمة الموحدة على مر العصور. وبتحقيق الوحدة احتلت بلادنا مكانتها اللائقة بها بين الأمم وأصبحت تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع. ولا شك في أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيقه هذا الإنجاز التاريخي الذي يعد أهم حدث في تأريخ أمتنا المعاصر ونقل البلاد إلى مرحلة جديدة وهاهم أبناء شعبنا اليمني يجنون أينع ثمار هذا الحدث العظيم وفي مقدمتها الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والصحافة والتعبير وترسيم الحدود البرية والبحرية دبلوماسياً وتحقيق الكثير والكثير من الإنجازات التنموية في شتى مجالات الحياة.
أما على الصعيد الخارجي فقد حققت بلادنا نجاحاً كبيراً في علاقتها مع الدول الشقيقة والصديقة ووظف هذا النجاح لخدمة الوطن وحق لنا نحن اليمنيين أن نفاخر وأن نتباهى بهذا اليوم العظيم وأن نقيم الاحتفالات والمهرجانات الجماهيرية وأن تتع إلى الزغاريد احتفاء بهذه الذكرى الخالدة التي سجلها التاريخ المعاصر في أنصع صفحاته كيف لا ؟ وفي هذا اليوم المجيد ولد الوطن من جديد بعد ما سقطت كل رهانات أولئك الذين راهنوا على إجهاض هذه الوحدة في مهدها وانتصرت إرادة الشعب واليوم وبعد مرور 19 عاماً على تحقيق هذا الحدث الديمقراطي الهام شهدت البلاد خلال هذه الفترة منجزات وحدوية شاملة وكاملة ويجب علينا جميعاً أن نواصل مسيرة التنمية الشاملة كل من موقعة وأن تتضافر جهودنا لتحقيق كل ما نصبوا إليه فالشعوب لا تبنى إلا بسواعد أبناءها وأن نعمل على الارتقاء بمستوى التفاعل والتعاون مع المجتمع الدولي وخاصة أقطارنا العربية وصولاً إلى تحقيق الشراكة الحقيقية ومن أجل تقدم وازدهار شعبنا العظيم وتحقيق أهدافه المنشودة في شتى المجالات الحياتية.

تجربة رائدة
• الأستاذ هاشم علي علوي مدير عام الإعلام بجامعة إب يبرز التجربة الديمقراطية كإحدى منجزات المسيرة الوحدوية فيقول:
لم تكن الديمقراطية في اليمن وليدة اللحظة التاريخية في الـ22 من مايو والتي تلازمت مع تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، بل كانت الديمقراطية اليمنية ذات جذور تاريخية منذ الخمسينيات من القرن الماضي حين برزت العديد من التنظيمات السياسية، غير أن الوحدة اليمنية التي استعيدت في 1990 قد رفعت من فرص الممارسة الديمقراطية فأتت التعددية الحزبية نهجاً مرادفاً للوحدة اليمنية مع استمرار وجود الحزبين الحاكمين المؤتمر والاشتراكي واستمرارهما كتنظيمين سياسيين كبيرين رغم الدعوات التي برزت لدمجهما إلا أن نزعة التوجهات السياسية المنضوية تحت لواءيهما كانت تضغط باتجاه التعددية التي أدت إلى خروجها من عباءة الحزبين الحاكمين والبدء في تأسيس أحزاب سياسية مختلفة التوجهات وبصورة علنية كفلها دستور دولة الوحدة الذي أنتج استكمال تأسيس ما يزيد عن 22 حزباً سياسياً تختلف أحجامها وتواجدها في الأوساط الشعبية ومنذ ذلك التوقيت بدأت عجلة مسيرة الديمقراطية العلنية تسير باتجاه التنافس في البرامج والمبادئ بهدف الاستقطاب الحزبي حتى ظهر أحزاب سياسية متمددة بحجم الساحة الوطنية بينما تقزمت بعضها وتماشياً مع مسيرة التعددية فقد صدرت العديد من الصحف الحزبية التي تعبر عن توجهات هذا الحزب أو ذاك، ومع التفاف الشعب حول الوحدة والديمقراطية توأم نضاله فقد ظهرت أحزاب سياسية صغيرة لا تقوى على التنافس أو كانت مجرد قيادة من مجموعة أشخاص ومقر وصحيفة دون أن يكون لها تواجد في الأوساط الشعبية، ناهيك عن تفكك العديد من التيارات القومية والإسلامية إلى أحزاب عدة تحمل معظمها أهدافاً متساوية ومتقاربة بالتسميات عجزت خلال الانتخابات البرلمانية الأولى عام 1993 أن تحصد أي من مقاعد البرلمان ومنها ما حصل في أول تنافس ديمقراطي على مقعد أو مقعدين في حين أنه كان يشار إليها بأنها أحزاب عريقة وذات مسيرة نضال طويلة.
وخلال مسيرة 19 عاماً من المسيرة الديمقراطية بحلوها ومرها فما زالت العديد من القيادات الحزبية تتعامل مع المشهد السياسي بعقلية القبيلة والمشيخات في حين تأثرت العديد من الأحزاب بالقبلية والأسرية والمناطقية أكثر مما تؤثر بها وتعيد صياغة ثقافتها باعتبار الحزبية والديمقراطية مدرسة سياسية كبيرة تذوب فيها صنوف الولاءات المختلفة.
إن الوضع السياسي يحتم على الأحزاب السياسية إعادة النظر والتقييم في مسيرتها الديمقراطية وما حققته في رفع مستوى الوعي الشعبي بأهمية الديمقراطية وممارستها الممارسة الحقيقية باعتبارها حقاً شعبياً قبل أن تكون حقاً للأحزاب.
كما أن وجود الإرادة السياسية لدى القيادات الحزبية هي الضمان الأكيد لتجاوز كافة الكبوات التي وقعت فيها وأوقعت البلد فيها وذلك بانتهاج الحوار والمزيد من الديمقراطية الحزبية الداخلية لكل حزب وترسيخ النقد والنقد البناء ورفع وعي المنتسبين في صفوفها باعتبار الثوابت الوطنية خطاً أحمر، وأي أزمات لا يمكن أن نتجاوزها، ناهيك عن تأصيل الممارسة الداخلية التي ستعزز صعود القيادات الشابة بعد أن فشلت العديد من القيادات العتيقة في إخراج أحزابها من أزماتها إن لم تكن سبباً في تآكلها وتناثرها وتشققها، ومهما أخفقت الديمقراطية هنا أو هناك فما زالت في بداية المشوار فهي كالشجرة التي تحتاج إلى رعاية دائمة.

خطوات واثقة
• الأخ/ محمد فارس شاجع مدير عام مركز المعلومات بمحافظة إب يؤكد على محورية الوحدة في تحقيق النهضة التنموية الشاملة بقوله:
بحلول الثاني والعشرين من مايو 2009 تكون الوحدة الوطنية قد أضاءت شمعة جديدة من عمرها الأبدي الخالد لتخطو خطوات واثقة نحو الأمام. ففي فجر 22مايو 1990 سجل اليمانيون انتصارا عظيماً يضاف إلى رصيدهم كشعب بطولي من الإنجازات التاريخية في الثورتين المجيدتين الـ26 من سبتمبر وال14 من أكتوبر، ومثل هذا الانتصار العظيم ثمرة طيبة لكل الجهود التي بذلت خلال مسيرة العمل الوحدوي من أجل تحقيق وحدة الشعب أرضاً وإنساناً انطلاقاً من الإيمان بأنه لا خير في اليمن بدون وحدته فالوحدة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق النماء والتطور والقوة ومواجهة التحديات الراهنة وهو ما أدركه فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي يجب أن يقتدي به الجميع من أجل النهوض بالوطن والانطلاق نحو المستقبل المشرق وتحقيق كل ما نصبوا إليه واليوم ومع حلول العيد الـ19 لقيام الجمهورية اليمنية تكتسي فرحتنا حلتها المطرزة بلآلئ ودرر المنجزات المتساقطة على أرض الواقع ويمضي كرنفال فرحنا الوحدوي المتوهج لإحياء هذه المناسبة الوطنية الغالية بكل زهو وشموخ ومع هذا المشهد العظيم نسأل من الله سبحانه وتع إلى أن يسكن شهداءنا فسيح جناته وأن تهل علينا هذه المناسبة وقد تحقق لوطننا مزيداً من المكاسب والمنجزات.
نقطة انطلاق
• العقيد/ محمد محسن المريسي مدير مديرية ريف إب يتحدث عن المعنى الحقيقي للوحدة اليمنية بقوله:
الوحدة الوطنية عنوان اليمن وشعاره نحو مستقبل مشرقٍ ومحطة انطلاقة حقيقية لارتياد آفاقه واللحاق بالركب الحضاري في شتى المجالات وفيها ذابت كل الفوارق الوهمية والحواجز النفسية التي سادت سنوات التشطير وبها كبر الوطن مساحة وكثافة سكانية وتوحدت كل الجهود والطاقات لمواصلة عملية البناء والأعمار والمضي قدماً لتحقيق كل الآمال والطموحات لأبناء هذا الشعب ولتلك الأسباب نقول أن الوحدة لم تأت بمحض الصدفة أو ضربة حظ ولكنها ثمرة لتأريخ حافل بالنضال الطويل والكفاح المرير الذي خاضه كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن وعلى رأسهم فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في سبيل انتصار الوحدة وترسيخها. وبحمد الله تحققت وحدتنا وها نحن اليوم ننعم بخيراتها التي لا تقع تحت طائلة الحصر والتي لا تحتاج منا إلى السرد كونها مجسدة على أرض الواقع الملموس. فهنيئاً للشعب وقائدة بهذه المناسبة الوطنية الغالية ونسأل الله أن تهل هذه المناسبة العظيمة وقد تحقق لوطننا كل ما يصبوا إليه.

عنوان اليمن الأبرز
• الأخ/ علي محمد الزنم مدير مكتب محافظ محافظة إب يتحدث عن النكهة الخاصة لاحتفالات شعبنا بالعيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية فيقول:
يأتي احتفالنا بالعيد الوطني الـ19 لإعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو 1990 الحدث التاريخي الأبرز في حياة شعبنا اليمني الأبي، احتفالاً متميزاً بإنجازات تحققت على مستوى الوطن فالوحدة حملت معها الخير لكل اليمنيين فالأمن والاستقرار الذي جلب التنمية الشاملة للوطن تمثل أبرز العناوين لهذا الإنجاز الوطني الذي من خلاله حُلت مشكلة الحدود مع الجيران، وأقمنا أفضل العلاقات مع مختلف دول العالم والمنظمات الدولية، قطعنا شوطاً كبيراً في بناء الإنسان الذي يُعد هدف التنمية من خلال أكثر من تسع جامعات والآف المدارس والمعاهد المهنية والمنشآت الصحية والكهرباء والمياه والاتصالات ومشاريع الزراعة والري، ووصلت عجلة التنمية إلى مختلف مناطق وربوع الوطن الحبيب وستتواصل المسيرة رغم كل ما يحاوله البعض من وضع العقبات التي سيتجاوزها شعب اليمن وقيادته السياسية الحكيمة وبعزيمة وقوة الإيمان بوحدة الأرض والإنسان فالوحدة هي قدر ومصير الأمة ولا مجال لعودة الماضي الكئيب.

جيل الوحدة
• الأخ عبدالجبار الليث مدير مدرسة كمران بمدينة إب يشير إلى البعد الوطني للوحدة اليمنية بقوله:
مع ميلاد الـ22 من مايو 1990، طُويت صفحة من صفحات الظلم والتخلف وعهود من التشطير والاستبداد ليختط الشعب اليمني سطراً جديداً عنوانه الحرية والديمقراطية والتنمية، وهاهو الشعب اليمني يحتفل بمناسبة مرور 19 عاماً كشاهد على شروق شمس الوحدة بكل أبعادها ومضامينها، ولما لهذا العيد من أبعاد ودلالات يكتسبها بفعل خصوصيات المرحلة الراهنة، وعلى كل المستويات إلا أن البُعد الوطني يظل هو الأهم...لما لا ؟ ونحن نحتفل بالتزامن مع هذا العيد بميلاد جيل بأكمله هو جيل الوحدة، هذا الجيل الذي عرف النور مع إشراقة شمس الوحدة وترعرع ونما تحت سمائها فانتمى للأرض اليمنية بكل ما فيها ومن عليها وتحلّق بين جنباتها واشتد عوده بين أحضانها، ذاكرته وحدوية وتخلو من مفردات التشطير ومراحل الصراع وأنظمتها الشمولية، لأنه منذ اللحظة الأولى لميلاد الجمهورية اليمنية ومنذ نعومة أظفاره وهذا الجيل يتشرب قيم ومبادئ الوطن الموحد في المدرسة وكل يوم وعلى مدار الأعوام الفائتة يردد ويهتف [تحيا الجمهورية اليمنية] يردد صوت الواجب وينشد النشيد الوطني، ويقف وقفة إجلال وإكبار أمام علم الجمهورية اليمنية، ومن دروس الجغرافيا والدين واللغة العربية تشكلت في ذاكرته خارطة اليمن الطبيعية والسياسية، وغدا الوطن أهم مكوناته الشخصية وامتزج كل بالآخر تحت مسمى هذا الوطن الكبير، وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد.

الهدف السامي
• الأخ خالد القحطاني إعلامي من محافظة إب يبرز الموقع الذي تحتله الوحدة في الوعي الشعبي اليمني بقوله:
الوحدة اليمنية ليست وليدة يوم، بل واقع منذ القدم، وجسدتها دماء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن ثورتي اليمن لم تعرف سوى اليمن كدولة واحدة، فامتزجت روحاً وعقيدة وإن كانت هناك مخلفات للاستعمار التي استطاع أن يزرعها في كيان الجسم اليمني الواحد إلا أنه لم يستطع أن يمزق وجدان الإنسان اليمني والأنساب الاجتماعية التي ربطت أبناء شعبنا، ولذلك ظلت الوحدة هدفاً سامياً لكل أبناء اليمن حتى تحققت في الثاني والعشرين من مايو1990، واليوم يمكننا التأكيد على استحالة التنازل عن هذه الوحدة مهما كان الثمن فلن نقبل العودة إلى الماضي ولن نسمح بدخول بلادنا محور الأزمات والحروب التي لا تبقي ولا تذر.

الوحدة راسخة وشامخة
• المواطن/ عبدالحميد الشبيبي يؤكد على رسوخ الوحدة واستحالة تنفيذ المؤامرات ضدها بقوله:
إن الوحدة اليمنية راسخة وشامخة كما جبال شمسان وعيبان، ونحن ندرك أهمية الوحدة المباركة ولسوف ندافع عنها بأرواحنا ودمائنا، فالوحدة تعتبر حدثاً تاريخياً هاماً في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، كما مثلت نقطة تحول كبيرة لأبناء الشعب اليمني الواحد رغم المؤامرات التي تواجهها وحدة الوطن من قبل العناصر الحاقدة، غير أن تلك المؤامرات ستفشل كسابقتها ولن يستطيع أحد إيقاف قطار التنمية الذي انطلق في الـ22 من مايو1990، وليعلم أولئك المهرجون أن أبناء الشعب اليمني سيقف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بالوحدة اليمنية مهما كانت التضحيات.

احتفال بالمنجزات
• القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة إب أشار إلى أهمية الوحدة اليمنية في التاريخ العربي بقوله:
إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية مثل الحدث البارز في تاريخ العرب الحديث التي باركها كل العرب من المحيط إلى الخليج ومثلت بداية لعصر جديد من التضامن العربي وخطوة نحو أمة عربية موحدة، واحتفالنا بالعيد التاسع عشر هو احتفال بكل المنجزات الوحدوية التي تحققت بفضل من الله، ثم بفضل قائد المسيرة الوحدوية فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي استطاع بحكمته وحنكته تحقيق الوحدة وإعادة اللحمة اليمنية إلى مكانها الطبيعي، واحتفاءً بالعيد الوطني التاسع عشر للوحدة يسرني باسمي وباسم أبناء محافظة إب أن نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، متمنين أن تعود هذه المناسبة الكريمة وشعبنا العظيم ينعم بمزيد من التقدم والازدهار والرخاء في ظل قيادته الحكيمة.

انتصار التنمية
• الأخ/ أمين علي الورافي الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة إب يشير إلى أن الوحدة اليمنية مثلت بوابة النهضة التنموية في اليمن بقوله:
بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لباني نهضة اليمن الواحد والمزدهر فخامة الأخ المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمناسبة العيد الـ19 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وأعياد الثورة اليمنية المجيدة.
إن اليمن تمضي نحو التطور والازدهار والرقي وخصوصاً بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي عمت خيراتها كافة أنحاء اليمن الموحد ونحن في العيد الـ19 للوحدة اليمنية المباركة نشعر بالفخر والاعتزاز لما تحقق لوطننا بشكل عام ولمحافظة إب بشكل خاص من منجزات تنموية وخدمية في شتى مجالات الحياة والتي أصبح المواطن يلمسها على مستوى كل عزلة وقرية.
إن اليمن اليوم بفضل الله عزوجل ثم بفضل جهود وتضحيات أبناءها المخلصين أصبحت لها مكانة مرموقة بين الشعوب فبتماسك أبناء الوطن وحفاظهم على الوحدة اليمنية المنجز التاريخي العظيم لليمن وللعرب كافة نستطيع مواصلة المسيرة وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لما فيه خير الوطن والإنسان معاً، كما أن اليمن وبعد مرور 19 عاماً من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة تحقق انتصارات ديمقراطية إلى جانب انتصاراتها ومنجزاتها التنموية تضاف إلى قائمة الانجازات العظيمة في عهد زعيم الأمة ابن اليمن البار فخامة الأخ رئيس الجمهورية وهو عهد زاخر بالعطاء وبالمنجزات الوطنية التنموية الوحدوية والديمقراطية وهو ما لم يتحقق لوطننا في أي عهد من العهود السابقة.

_________
نشوان - مرسل

زر الذهاب إلى الأعلى