من الأرشيف

الرئيس علي ناصر محمد: السلطة تمارس ضغوطا على الدول الشقيقة التي أقيم فيها

قال الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إن موضوع عودته إلى اليمن هو «قرار شخصي ومحكوم بظروف ذاتية وموضوعية نحن من يحددها»، وأعرب ناصر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن استغرابه الشديد من أن توجه إليه دعوة أو ترحيب بعودته إلى اليمن في الوقت الذي «تمارس فيه ضغوط مختلفة على الدول الشقيقة التي نقيم فيها». نافيا تلقيه أي عرض رسمي بتولي منصب رفيع من الدولة.

وأضاف في سياق تعليقه على ترحيب مصدر يمني بعودته إلى البلاد، أن «الأحرى بمن يتكرمون بالترحيب بأبناء الوطن إلى وطنهم أن يُبدوا حسن النوايا من خلال الإفراج عن المعتقلين على ذمة الحراك السلمي ووقف الملاحقات للقيادات والناشطين في الداخل والخارج، ووقف المذبحة بحق السلطة الرابعة وذلك برفع الحظر عن الصحف وإلغاء محاكمة الصحافيين ووقف انتهاك الدستور والقوانين وعدم المساس بما تبقى من اتفاقيات الوحدة المتمثل بالهامش الديمقراطي».

وأضاف: «لم يعد خافيا على أحد ما نعاني منه اليوم، فبالحرية والعدالة والشراكة والمواطنة المتساوية تترسخ الوحدة، ودون ذلك فإن معاول الهدم ستبقى هي الحاكمة والمتحكمة في مصير شعبنا، ولله في خلقه شؤون، وحسبنا الله ونعم الوكيل».

وسخر على ناصر محمد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» من مقر إقامته في العاصمة السورية دمشق، من تصريحات صنعاء الداعية ضمنيا والمرحبة بأية عودة، وقال: «أنبه الجميع بأن ذاكرتنا ولله الحمد ليست مثقوبة، وبالتالي فنحن نحفظ ونتذكر تصريحا سابقا لمصدر مسؤول ومعروف ورفيع المستوى في حزب المؤتمر الشعبي العام، أفاد فيه بأنه يرحّب بعودة علي سالم البيض وحيدر العطاس وسواهما، وأنه يجري ترميم بيوتهم تهيئة لعودتهم باستثناء علي ناصر محمد».

وبشأن ما يتم تداوله في الشارع اليمني حول تلقيه عرضا رسميا بتولي منصب نائب رئيس الجمهورية مقابل العودة إلى البلاد، قال علي ناصر إنه لم يتلقَّ أي عرض بتولي أي منصب، و«إذا تلقيت عرضا سأرفضه، كما سبق ورفضت عروضا مماثلة في السابق».

وكان مصدر حكومي مسؤول قال أمس إن «علي ناصر محمد موضع تقدير واحترام، وهو مرحَّب به للعودة إلى وطنه في أي وقت يشاء وتقديم أي مقترحات أو آراء أو أفكار تصب في خدمة الوطن ووحدته واستقراره». وأضاف المصدر: «وإن أي حوار حول أي قضايا تهم الوطن لا يتم إلا داخل الوطن لا في خارجه، وفي إطار الالتزام بالثوابت الوطنية فالوطن يتسع للجميع ويرحب بكل أبنائه للمشاركة في مسيرة بنائه ونهضته وكل ما يهم حاضره ومستقبله». الترحيب الرسمي المتضمن دعوة مبطنة لعلي ناصر محمد، جاء في سياق نفي رسمي لخبر صحافي تحدث عن أن الرئيس علي عبد الله صالح كلف اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، بالسفر إلى دمشق والتحاور مع علي ناصر بشأن العودة، وهو نفس الأمر الذي كان نفاه أمس مصدر مقرب من علي ناصر محمد.

وتأتي هذه الطروحات في الوقت الذي تشهد المحافظات اليمنية الجنوبية حراكا سياسيا متصاعدا ورافضا للاستمرار في الوحدة اليمنية، كما يطرح ما يسمى «الحراك الجنوبي السلمي» مسألة «فك الارتباط» بين الشمال والجنوب.

عرفات مدابش

___________
الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى