من الأرشيف

الحكم بالإعدام على قاتل مواطن يهودي في شمال اليمن

قضت الشعبة الاستئنافية في محكمة عمران شمال صنعاء، أمس، بإعدام ضابط سابق في القوات الجوية اليمنية، بعد إدانته بقتل أحد أبناء الطائفة اليهودية بمديرية ريدة، في 11 ديسمبر العام الماضي، وفيما طالبت أرملة القتيل ووالده بسرعة تنفيذ الحكم، اتهم أقرباء الضابط رئيس المحكمة باستلام مليون دولار رشوة من الولايات المتحدة.

ونص القرار الذي أصدره القاضي أحمد البعداني، في جلسة عقدت وسط حراسة أمنية مشددة وبحضور والدي المجني عليه، بإعدام المتهم عبد العزيز العبدي رميا بالرصاص لقتله "ماشا يعيش يوسف النهاري"، وإلغاء الفقرات الأولى والثانية والثالثة والرابعة من الحكم الابتدائي، فيما رفض المتهم الحكم وأعلن استئنافه أمام المحكمة العليا.

وفي أول تعليق لأسرة ماشا، على الحكم، عبر والده وأرملته، في تصريح صحفي عن رضاهما وارتياحهما للحكم الاستئنافي، وأكدا أن "هذا الحكم حق، ونطالب بسرعة تنفيذه ما دام قد صدر بالقصاص، بعكس الحكم السابق الذي كان خطأ ".

وقالت أرملة ماشا إن "العبدي قتل زوجي من دون وجه حق، ولم يكن له سابق معرفة به ويستحق القصاص على جريمته.

من جانبه، قال زعيم الطائفة اليهودية في منطقة ريدة يحيى يعيش بن يحيى، لـ"السياسة" " لقد رأينا اليوم عدالة، والحكم الذي صدر بالقصاص من الجاني، هو حكم مرض، وهو يطبق حكم أرحم الراحمين"، مشددا على سرعة تنفيذ الحكم، من دون مماطلة.

في المقابل، تجمع أكثر من مائة شخص من أقرباء المتهم داخل وخارج المحكمة، وحاولوا دخول مكتب رئيس المحكمة بالقوة بعد النطق بالحكم، غير أن قوات الأمن منعتهم، وقامت بنقل رئيس المحكمة إلى صنعاء وسط حراسة مشددة، تضم طاقمين أمنيين خشية تعرضه لاعتداء من أقرباء القاتل، الذين أعلنوا رفضهم للحكم، واتهموا رئيس المحكمة باستلام مليون دولار من الولايات المتحدة الأميركية، مقابل اصداره ذلك الحكم.

وأصروا على أن قريبهم مختل عقليا، مطالبين بالحكم السابق، الذي كانت المحكمة الجزائية المتخصصة أصدرته في مارس الماضي، بادانة المتهم مكتفية بالزامه بدفع خمسة ملايين و500 ألف ريال (27500 ألف دولار) دية وإيداعه مصحة عقلية، وهو ما جعل والد ماشا يهدد بالذهاب إلى قصر الرئاسة ليقص "زناره" ويذبح نفسه في حال لم يتجاوب معه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وينصفه بإعادة النظر في الحكم وتطبيق شريعة محمد ابن عبدالله.

وكان العبدي أقر خلال جلسات محاكمته بقتله اليهودي ماشا، تقربا إلى الله، واعتبر نفسه مجاهدا في سبيل الله، وأكد انه سبق وانذر يهود ريدة بمغادرة البلاد أو الدخول في الإسلام.

وقال إنه ابلغ مدير امن ريدة، قبل ستة أشهر على ارتكابه الجريمة بذلك، وطالب إدارة أمن المديرية بترحيلهم، كونهم يثيرون القلق في البلاد، واتهمهم بأن لهم علاقة بإسرائيل، نافيا أن يكون مختلا عقليا.

زر الذهاب إلى الأعلى