[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

شيخ آل عواض في مآرب: الرئيس سائس ثعابين من الطراز الأول

عندما سألته عن سبب عدم حمله للسلاح مع أنه شيخ من مأرب أجاب: لأنني أحمل بكالوريوس في المحاسبة، في إشارة إلى أهمية التعليم في زحزحة الظواهر المسيئة للمجتمع اليمني وخاصة في معاقل القبيلة. عين الشيخ الشاب أحمد عبد ربه العجي العواضي خلفاً لوالده الذي يعاني مشاكل صحية، شيخاً لواحدة من أعرق وأشهر القبائل اليمنية في مأرب (آل عواض- مأرب) . في هذا الحوار يطرح الشيخ الشاب (30) عاماً، رؤى حداثية قد تغير الكثير من ملامح الصورة النمطية المترسخة في الذاكرة عن الشيخ والقبيلة في اليمن.

إلى الحوار..

* توصف مأرب أنها بؤرة مشاكل.. ثأر.. اختطافات.. وقطع للطرق ولأنابيب النفط؟
- بعد فترة هدوء نسبي، سنة أو سنتين، بدأت مشاكل الثأر تبرز من جديد في تصاعد مستمر، وعادت ظاهرة التقطع في الطرقات وأصبحت ظاهرة شبه يومية. تصور أنه توجد نقطة للحرس الجمهوري على بعد أمتار من نقطة "قطاع" وكأن عمل النقاط العسكرية ومهمتها حراسة هذه "القطاعات" وسلب الناس أسلحتهم، ليصلوا إلى نقطة القطاع جاهزين.

* ما هو دوركم إذاً؟
- نحن نقوم بدورنا ونتواصل مع الأشخاص والجهات بالنصح وإبداء الرأي، وإظهار أن هذه الظواهر تسيء للبلاد والعباد، لكننا أحياناً نكون أنفسنا ضحايا لمثل هذه الظواهر.

* ما زالت القبيلة تمثل عائقاً أمام التنمية واستقرار الدولة؟
- لا. القبيلة كرت رابح بيد النظام. وأكبر دليل على ذلك حرب 1994م. وبإمكان الدولة بالتوعية على المدى البعيد أن تحول القبيلة إلى منظمة من منظمات المجتمع المدني.

* الرئيس يقول إن الحكم في اليمن أشبه بالجلوس على رؤوس الثعابين.. هل يقصد القبائل؟
- ربما أكثر من طرف، وأخشى من هذا الشعور لدى الأخ الرئيس، وأنه يبني من خلاله مواقفه تجاه من يعتبرهم رؤوس الثعابين. لا أعتقد أنه يقصد القبائل وحدهم. هناك ثعابين فعلاً لكن الأخ الرئيس أكبر "محنَّش" وهو سائس ثعابين من الطراز الأول.

* مأرب إرث حضاري وحقل نفطي وهي في الوقت ذاته تشكو الظلم والتهميش؟
- مأرب إرث حضاري وترفد الاقتصاد الوطني بالنفط والغاز، وفي المقابل كثير من مناطق مأرب تدرس تحت الأشجار، وإذا وجدت المدرسة لا يوجد المدرس، وإذا وجد المدرس لا يوجد التعليم. توجد لدينا وحدة صحية عمرها (11) عاماً لم يدخلها دكتور أو مساعد دكتور واحد، ولم تضرب حقنة دواء واحدة، فكيف لا نشعر بالظلم والتهميش!

* هذا الوضع لا ينسحب على قبيلتكم ومأرب وحدها؟
- الدولة تعاملنا كاستثناء. كأقلية. نحن ندفع ضريبة باهظة ثمناً لمواقف رموز ومشائخ من أفراد قبيلتنا، تعارضت رؤاهم مع توجهات النظام، في فترات معينة.

* ماذا عن دور السلطة المحلية في المحافظة؟
- لا توجد سلطة محلية حقيقية. هي عبارة عن كيانات هامشية لا تقدم ولا تؤخر. والدولة تستخدم معنا أسلوب العقاب بالمسؤولين وإن كانوا من أبناء المحافظة.

* من تقصد؟
- لا أقصد شخصاً بعينه ولكن مثل هذا الأسلوب قد يكون توجهاً عاماً للدولة ولا يخص مأرب وحدها.

* ما تعليقك على مبادرة الشيخ عبد ربه العواضي؟
- أنا مع هذه المبادرة في حالة وجود دولة مركزية قوية. في الحالة اليمنية الراهنة لا أرى أن الفدرالية حلاً أمثل. ضعف الدولة المركزية لا يشجع على الفدرالية، وكان على السلطة أن تخضع هذه المبادرة للتأمل والنقاش بدلاً من تجاهلها، وأنا اقترح أن تكون العاصمة السياسية عدن.

* لماذا عدن؟
- لأسباب موضوعية ليس أقلها أن عدن ليست مهددة مستقبلاً بجفاف حوضها المائي كما هو الحال في صنعاء والأفضل أن تكون اليمن دولة بحرية.

* وأن يكون الرئيس جنوبياً؟
- احترم وأقدر رأي الشيخ حسين العجي العواضي، وأحترم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد. ومسألة أن يكون الرئيس جنوبياً هذا إذا ما ظلت العاصمة السياسية صنعاء، لكن أن تكون العاصمة كما اقترحت، فهذا يعني أن الرئيس علي عبدالله صالح هو الأنسب في هذه الحالة.

* كيف تقرأون الأوضاع في الجنوب؟
- حين تركد الدولة تنشأ حراكات الشعوب. كان الأحرى بإخواننا في الحراك الجنوبي أن يرفعوا شعارات المطالبة بالوحدة، أو على الأقل ألاَّ ينادوا للانفصال.

* لكن الوحدة تحققت في مايو 1990م؟
- البث التجريبي للوحدة خلال (19) عاماً فشل ولا بد من إعادة إنتاج الوحدة بأجندة جديدة. منذ مايو 90م ونحن نعيش وحدة جغرافية فحسب وانفصالات شتى في الذاكرة والهوية وكان يمكن أن نتوحد فعلاً في تلك المدة الكافية. الشمال ظل محتفظاً بذاكرته ورموزه وهويته الشطرية والجنوب كذلك.

* الجنوب استفاد أكثر من الوحدة مقارنة بوضعه إلى ما قبل 90م؟
- كان بالإمكان قياساً بمساوئ نظامي الشطرين السابقين أن تأتي الوحدة لتقدم الأفضل وبكل سهولة. الذي حدث هو العكس. ماذا يعني خور المكلا والمنطقة الحرة لمواطن من أبناء الجنوب قامت الوحدة وفي بيته كيس قمح ومن بعد مايو 90 بات كيس القمح رابع المستحيلات وأصبح المواطن الجنوبي يعيش بالكيلو جرام. ماذا تعني الوحدة لمواطن من أبناء عدن مستأجر في كريتر والمؤجر من شعوب.. أعتقد أن كيس القمح أهم من نظام الحكم المحلي.

* كيف قرأت تصريحات البيض الأخيرة؟
- البيض خرج في الوقت المناسب وقال كلاماً غير مناسب. البيض لا يراهن على الحراك الجنوبي أو الداخل عموماً. هناك خيوط مؤامرة تحاك على صعيد دولي وإقليمي ضد الوطن. ما أخشاه هو أن يأتي 14 أكتوبر و30 نوفمبر 2009م على غير العادة. لا أعتقد أن البوارج والأساطيل التي تجوب المحيط الهندي وخليج عدن تكافح القراصنة فحسب. هناك مهمة أخرى على متن البحر وهذا ما أحذر منه.

* هل أردت بانضمامك لحركة التغيير توجيه رسالة ما؟
- أنا لم أنضم إلى الحركة إلاَّ لأنها لم تكن حزباً قائماً ومصرحاً لها من لجنة شؤون الأحزاب، فنحن الآن تحت التأسيس، وقد أكملنا كافة المتطلبات القانونية في قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية. نحن عشنا الحركة منذ الوهلة الأولى وهي ما زالت فكرة في رؤوس النخبة، ونقلنا هذه الفكرة إلى حيز الوجود بحيث وصلنا جميع المحافظات، حتى سقطرى.

* هل تقصدون تغيير النظام؟
- التغيير مصطلح ارتبط في ذهنية السلطة بمعنى الانقلاب وخاصة خلال فترة العمل السري.. نحن يا أخي حزب حداثي يؤمن بالتغيير السلمي وفق الدستور والقانون، لأننا نقصد التغيير الإيجابي والبناء، لكن التغيير كمصطلح ما زال يثير حساسية مباشرة لدى النظام.

* هناك من يرى أن الحركة مجرد كيان مرحلي أو بالأصح "دوللي" المؤتمر، لا يتوقع له النجاح"؟
- تضم الحركة في عضويتها وقائمة مؤسسيها أشخاصاً من مختلف الأحزاب

والمحافظات. إذا كنا أكبر من الفكرة فإن نجاحنا يصبح حتمياً، أما إذا كانت الفكرة أكبر منا ففاقد الشيء لا يعطيه. نحن نحاول أن نصنع صواب حركتنا على مسار التغيير الفعلي بالاستفادة من أخطاء وتجارب الآخرين التي عدم تكرارها يعني أننا نقدم جديداً ونفكر بطريقة مختلفة، لكن تبقى هناك لكل مسار عوائق وعراقيل.

* مثل ماذا؟
- شخصنة أية فكرة أو مشروع وتجيير الإنجاز مع عدم الالتفات –فضلاً عن الاعتراف- بأدوار الآخرين. أحد أهم أسباب انجذابنا للحركة كوننا من الجيل الشاب الحالم بفضاءات أوسع للتحليق وهو ما قد يمثل حالة ضيق واستنفار لدى المعتقين الذين إما يريدون الفضاء لهم وحدهم و يحبون ألا يحلق معهم أحد.

* يفهم من ذلك أن الحركة بحاجة أولاً إلى التغيير؟
- قد لا يكون الأمر بالدرجة التي فهمتها. لكن هناك ما يهدد مستقبل الحركة فعلاً، من داخلها. الشفافية وتمكين القدارت من أبناء الحركة من أداء أدوارهم أمرٌ ملح قبل أن تبدأ الحركة بأي فعل تغيير خارجها. نحن بحاجة إلى وجوه جديدة، لأن العادة تقتل الإبداع.

زر الذهاب إلى الأعلى