في عرس قرآني مفعم بالبهجة والسرور وبرعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ.د/صالح علي باصرة، احتفلت الكلية العليا للقرآن الكريم في اليمن الأربعاء الماضي في قاعة المركز الثقافي وسط العاصمة صنعاء بتخرج (143) طالباً وطالبة للعام الدراسي (1430ه - 2009م) والذين يمثلون الدفعة الثانية عشر بالنسبة لطلاب الكلية بصنعاء والثامنة بالنسبة لطالباتها بالإضافة إلى طلاب وطالبات الدفعة الثالثة بفرع سيئون.
وفي الحفل الذي حضره الشيخ الدكتور/عبدالله بن علي بَصفَر -أمين عام الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة- وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والسلكيين الدبلوماسي والقضائي ألقى الدكتور/غالب عبد الكافي القرشي –رئيس مجلس أمناء الكلية العليا للقرآن الكريم – كلمة هنأ فيها الخريجين والخريجات الذين قال أنهم يجمعونس بين الحفظ المجيد للقرآن الكريم والشهادة الجامعية التي يحملون معها أيضاً علماً فريداً سواءً في مجال التفسير أو القراءات أو ما إلى ذلك.
وفي الوقت الذي أعلن عزمهم على فتح فرع رابع داخل مدينة عدن خلال الأشهر القليلة القادمة، أكد الدكتور القرشي بأن الكلية العليا للقرآن الكريم في طريقها إلى أن تصبح أول جامعة متخصصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه وذلك لما تمتلكه من مقومات وعوامل تطوير ونجاح تؤهلها لذلك.
وتطرق القرشي خلال تصريح صحفي إلى استيفاء الكلية جميع الشروط اللازمة لتحويلها إلى جامعة ولم يتبقى لها سوى الدعم المادي الذي تمنى على الحكومة أن تتكفل به شاكراً في الوقت ذاته لوزير التعليم العالي تعاونه وتشجيعه الدائم للكلية وطلابها.
من جهته أشاد أ.دصالح علي باصرة في كلمته أمام الحفل التكريمي السنوي الثاني عشر بدور الكلية العليا للقرآن الكريم في الانضباط بإقامة احتفالات تخرج طلابها وطالباتها وكذلك التزامها بالقوانين واللوائح المنظمة للعملية التعليمية في بلادنا والسعي دائماً نحو تحقيق المزيد من النجاحات والتطورات المختلفة.
وقال:" سوف نعمل في وزارة التعليم العالي على دعم ورعاية مشاريع هذه الكلية وتحويلها إلى جامعة يمنية متميزة وفريد وذات خصوصية سيما هذه الأيام والتي نعيش فيها حياة لا تخلوا من الفتن والمصائب والويلات وذلك نتيجة الابتعاد عن القرآن وعدم الاهتمام بالواجبات الدينية".
وأضاف مخاطباً الخريجين: "أنتم تعلمتم القرآن وسوف تنتشرون داخل اليمن لتكونوا رسل المحبة والسلام وإن ذهبتم إلى الخارج فإنكم بذلك إنما تواصلون مسيرة الآباء والأجداد الذين نشروا الإسلام تارة عبر الفتوحات وأخرى بالقدوة الحسنة وذلك في كثير من بلدان المعمورة".
كما أبدا وزير التعليم العالي في تصريح صحفي استعداد وزارته الكامل للتعاون المستمر مع الكلية فيما يتعلق بإيفاد عدد من خريجيها للدراسة في الخارج وفي نفس التخصص مشيراً إلى أن الوزارة قدمت للكلية عدد من المنح الدراسية في بعض الجامعات العربية والدولية وأنها عازمة على تقديم المزيد من هذه المنح الدراسية للمتفوقين من خريجي الكلية سواءً هذا العام أو في السنوات القادمة.
إلى ذلك ألقى د. عبدالله بن علي بَصفَر كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور مثل هذه الفعالية معرباً عن شكره الجزيل للكلية العليا للقرآن الكريم في اليمن على ما سماه بالاشراقات والإبداعات التي تتحفهم بها كل عام.
وقال" :لقد أتحفتنا الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بل وأتحفت اليمن وكل الأمة العربية والإسلامية بهذه الكلية والتي تعد من أبرز نجاحات الجمعية وتعد أيضاً نموذجاً قليل الوجود على مستوى العامل الإسلامي وربما نادر الوجود إذا ما قسناه فقط من زاوية استيعابها للبنات كأول كلية تعليم للقرآن حتى الآن".
مضيفاً:"هي تعطينا الدرس والعبرة أيضاً في تحقيقها لنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع القرآن والقائم على الحفظ والفهم والخلق وهذا ما نلمسه في منهج هذه الكلية ومخرجاتها التي جمعت فعلاً بين حفظ القرآن وإتقان قراءته والتطبيق الحيل لذلك النهج النبوي".
وأعتبر الشيخ بصفر أن النجاحات التي حققتها هذه الكلية منذ بداية تأسيسها كمؤسسة تابعة للجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في اليمن كان هو الدافع الرئيس وراء إقدام الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم على منح الجمعية شهادة أفضل مؤسسة أهلية عالمية في خدمة كتاب الله قبل حوالي سنتين.