لوّح اليمن باتخاذ قرارات صعبة إذا استمر التحريض الإيراني على اليمن ومساندة الحوثيين إعلاميا قد تبدأ بطرد السفير الإيراني بصنعاء، حيث قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إنه تم استدعاء السفير الإيراني بصنعاء وإبلاغه احتجاج الجمهورية اليمنية حول خطاب إيران الإعلامي الذي يشوه الحقائق، حد قوله.
وأضاف القربي في مقابلة صحافية مع صحيفة الحزب الحاكم (الميثاق) ''نحن نبهنا الحكومة الإيرانية بأن هذا الخطاب لا يخدم مصلحة العلاقات الثنائية بين البلدين، وإذا ما أرادت وسائل الإعلام الإيرانية أن تظل أداة بيد عناصر التخريب بصعدة، فذلك سيجعل اليمن تقدم على اتخاذ قرارات صعبة''.
وحذر الدكتور أبوبكر القربي الحكومة الإيرانية من الانعكاسات السلبية في العلاقات اليمنية - الإيرانية إذا تمادت وسائل إعلامهم في تبني مواقف الحوثيين في صعدة بنشر الأكاذيب والتحريض ضد اليمن.
وعلمت ''الوقت'' من مصادر مطلعة أن مشاورات تجرى في المستويات العليا لطرد السفير الإيراني في صنعاء إذا استمرت وسائل الإعلام الإيرانية بتبني مواقف الحوثيين، مشيرة إلى انزعاج السلطات اليمنية من تناول قناة ''العالم'' لأحداث صعدة، متهمة إياها بالانحياز للحوثيين ومساندتهم إعلامياً.
وكان صحافي يمني طالب بطرد السفير الإيراني بصنعاء كرد موازٍ للغطاء الذي توفره وسائل الإعلام الإيرانية لمجموعات التمرد في صعدة بما يخفف من ''بجاحة هذه المنابر'' التي تسهم حالياً في إذكاء المأساة وإزهاق المزيد من الدماء وتخليف المزيد من الأيتام والأرامل والمقهورين.
وقال رئيس تحرير موقع ''نشوان نيوز'' الصحافي عادل الأحمدي في مقال صحافي ''أقل وسائل الردع التي تقوم بها دولة تحترم نفسها وتحرص على صون أرواح شعبها أن يتم طرد السفير الإيراني من صنعاء من باب أضعف الإيمان تجاه كل علائم الدعم الإعلامي والحربي اللوجستي التي تورطت به حكومة إيران وفق ما صرح بذلك العديد من المسؤولين اليمنيين في أكثر من محطة طيلة سنوات من الكر والفر مع هذه المجموعة ''الدغماتية'' التي لم تعد تملك قرارها سواء في الحرب أو في السلام''.
ويشاع في الوسط السياسي اليمني، أن الحرب في صعده عبارة عن حرب بالوكالة لصراع إيراني سعودي يدفع اليمنيون ثمنه غاليا من دمائهم وأرواحهم وسلمهم الاجتماعي.
أما على المستوى الميداني، يتبادل طرفا الحرب الاتهامات حول الانتصارات الميدانية من دون قدرة وسائل الإعلام على التأكد من مصداقية ما يقوله الطرفان، على اعتبار أن ساحة الحرب مغلقة في وجوه الصحافيين، فيما يخوض الحوثيون والسلطات الحكومية حربا إعلامية من نوع آخر، حيث زادت البيانات الرسمية والتصريحات العسكرية في الفترة الأخيرة مبرزة تقدم الجيش في عدة جبهات وتوجيه ضربات موجعة للحوثيين، في مقابل ذلك، توزيع الحوثيين لبيانات تؤكد إلحاقهم خسائر بالجيش وأسر عدد من الجنود، كما استخدموا مقاطع الفيديو الموزعة على صفحات ''اليوتوب'' تظهر فيها سيطرتها على معدات قتالية حكومية ومواقع عسكرية.. ويبدو أنها ''حرب الإعلام وإعلام الحرب!''.
من جهة أخرى، دعا عدد من الأكاديميين والسياسيين في اليمن السلطة إلى تبني حوار وطني شامل مع كل الأطراف والجماعات دون استثناء أحد، وبما يكفل بسط نفوذها على كل اليمن، وذلك للخروج من أزمة المشهد السياسي الذي تعيشه اليمن. واتفق المشاركون في الأمسية الرمضانية التي نظمها موقع (التغيير نت) مساء الجمعة حول ''الحرب في صعدة والحراك في الجنوب'' على أن الحوار بين السلطة والحوثيين وليس الحرب هو الحل للخروج من أزمة الحرب السادسة التي تدور رحاها في صعدة.
وقال الكاتب والسياسي نجيب غلاب إن طبيعة النظام السياسي القائم في اليمن غير قادر على استيعاب التحولات الثقافية والفكرية والسياسية الموجودة في الواقع، مشيراً إلى وجود نخبة سياسية هي من تهيمن على الحراك السياسي في البلاد وهي من تديره فعليا في حين المؤسسات الحكومية غائية وليست سوى مظاهر.
واعتبر غلاب أن جماعة الحوثي تعد جزءا من تصدير الثورة الإيرانية إلى اليمن، داعياً إلى تدخل خارجي لحل أزمات اليمن. فيما اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبدالله الفقيه أن أصل مشكلة حرب صعدة هي التركيز المذهبي للسلطة وأن الحرب في صعدة هي حرب زيدية - زيدية، مشيراً إلى أن الصراع بين السلطة والحوثي هو صراع على الكرسي وأن هذا الصراع له جذور تاريخية.
وأكد الفقيه أن جماعة الحوثي ليست مجرد مجموعة أشخاص يحاربون كرد فعل لما واجهوه من قبل الدولة، بل هي حركة سياسية تجري فيها رغبة الحصول على السلطة مجرى الدم.
وأعتبر أن الحديث عن الحسم العسكري في صعدة غير مجد لأن الحرب تزيد جماعة الحوثي قوة، مؤكدا أن الحوار واحتواء الدولة للحوثي هو الحل.
أما رئيس حزب رابطة أبناء اليمن عبدالرحمن الجفري، فأرجع سبب الحرب في صعدة إلى غياب المواطنة المتساوية والتي تقوم على ثلاثة قواعد هي العدالة في توزيع الثروة والسلطة والديمقراطية والتنمية الشاملة في أرجاء البلاد كافة، مجدداً دعوة حزبه إلى الحوار الشامل الذي لا يستثني أحداً، والأخذ بنظام الدولة المركبة أو الفيدرالية التي اقترحها للخروج من الأزمات التي تعيشها اليمن.