اختتمت في صنعاء اليوم الخميس فعاليات ندوة الثورة اليمنية - بوابة الانطلاق نحو تحقيق متطلبات بناء الدولة اليمنية الحديثة التي نظمتها على مدى يومين جامعة عمران وصحيفة 26 سبتمبر, بالتزامن مع الاحتفالات باعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وال30 من نوفمبر،عيد الاستقلال.
وفي ختام الندوة قدم نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي مداخلة استهلها بنقل تحيات وتبريكات وتهاني باني نهضة اليمن الحديث ومحقق انتصاراته العظيمة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى المشاركين من مفكرين واكاديميين ومناضلين ورجال الصحافة والاعلام بمناسبة اعياد الثورة وقدوم عيد الاضحى المبارك.
وأكد العليمي في سياق مداخلته أن فخامة الرئيس يولي اهتماما كبيرا بالبحوث والدراسات العلمية منذ أن اختاره الشعب لقيادة سفينة الوطن والذي في ظل قيادته تحققت الاهداف التي رسمها الاخوة الابطال ثوار سبتمبر واكتوبر.
وتساءل نائب رئيس الوزراء عن تلك الدعوات التي تأتي اليوم وبعد مرور 47 عاما من عمر الثورة بهدف العودة بنا إلى ما قبل ثورة سبتمبر واكتوبر، وعن المتغيرات الداخلية والخارجية التي جعلت تلك القوى والعناصر المريضة ترفع فكرة البطنين والعودة إلى السلالية العنصرية وادعاء الحق الإلهي في الحكم.
وقال العليمي : أنا أعتقد اليوم أن الجيل الذي عاصر الوحدة وعاصر جزءا من تحديات الثورة اليمنية يفتقد إلى التقييم الموضوي لمسار الثورة اليمنية.. كما يفقتد إلى الرؤية للمستقبل والتحديات التي تواجه المجتمع اليمني اليوم.
وأشار العليمي إلى أن مهمة الباحثين والأكاديميين ومراكز البحث العلمي تتمثل في وضع استراتيجية تنطلق من جملة من الاسس المرتبطة بتاريخ ما قبل قيام الثورة وما كان يعيشه شعبنا من مآسي ذلك النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف والاستعماري المستبد، وبالتالي خلال مراحل مسيرة الثورة والتحديات التي رافقتها وصولا إلى مرحلة الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية .
وأكد أن فخامة رئيس الجمهورية هو أول من دعا إلى الحوار في تاريخ اليمن المعاصر متوجا ذلك باعادة تحقيق الوحدة اليمنية وتأسيس المجتمع الديمقراطي وشرعية صناديق الاقتراع بدلا من الاحتكام إلى السلاح.
واضاف العليمي :أن ما يحدث في صعدة أو بعض الدعوات من أصحاب المشاريع الصغيرة في بعض مديريات المحافظات الجنوبية كلها تهدف إلى العودة بالوطن للخروج عن الشرعية الديمقراطية والاحتكام إلى البندقية والمدفع الذي كان هو الغالب على الصراعات السياسية قبل قيام الوحدة المباركة.
وتابع : نحن من خلال الاحتكام لصناديق الاقتراع خرجنا ولأول مرة في تا ريخنا اليمني من مرحلة الاحتكام للبندقية والمدفع واسسنا مجتمعا د يمقراطيا ووضعنا الاسس الحديثة لبناء دولة النظام والقانون القائمة على الفصل بين السلطات حتى نصل إلى مستوى أن نكون مجتمع ديمقراطي 100 في المائة " .
وأردف نائب رئيس الوزراء قائلا : إننا في ظل دولة الوحدة ركزنا على البنية الا ساسية في المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت محرومة من الطرقات والمشاريع التنموية والخدمية والمدارس والمستشفيات، حيث أولت الدولة اهتماما كبيرا بهذا الجانب في تلك المحافظات التي عانت كثيرا من الحرمان قبل قيام الوحدة " .
واشار في هذا الصدد إلى ما عانت منه اليمن جراء الاعمال الارهابية التي استهدفت الاضرار بالمصالح الاقتصادية الاستثمارية والسياحية في الوطن.. مؤكدا بأن الإرهاب معضلة حقيقية أثرت على سمعة اليمن وأمنه وا ستقراره.
من جانبه قال مدير دائرة التوجيه المعنوي رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر العميد على حسن الشاطر : نحن في الصحيفة والدائرة على استعداد لمواصلة هذه الفعاليات لخدمة القضية الكبرى في تدوين وتوثيق تاريخ الثورة اليمنية وبناء الدولة اليمنية الحديثة.. وهنأ المشاركين بمناسبة العيد الـ42 للاستقلال المجيد الـ30 من نوفمبر وقدوم عيد الأضحى المبارك.
فيما ألقى نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن يحيى عبد الله بن عبد الله كلمة اشار فيها إلى الأهمية البالغة التي تكتسبها هذه الندوة والتي تأتي تواصلا لسلسلة من الندوات المكرسة لتدوين وتوثيق تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وال30 من نوفمبر التي نفذتها داسرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر بالاشتراك مع العديد من المؤسسات العملية و الا كاديمية خلال الفترة الماضية بهدف التدوين الأمين لتاريخ نضالات الشعب اليمني ضد عهود الامامة والاستعمار والمراحل اللاحقة لمسيرة الثورة اليمنية.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه جلسات اعمال الجزء الثاني من الندوة بورقة عمل مقدمة من استاذ التاريخ عميد كلية التربية بجامعة عمران بعبس الدكتور احمد العرامي بعنوان " الآثار السلبية لفتنة التمرد والتخريب والارهاب على الهوية الوطنية وسبل مواجهتها.
وتطرق عميد كلية التربية في مضامين الورقة إلى محاولة استهداف وتشويه الهوية الوطنية من قبل عناصر التخريب والارهاب الحوثية ومحاولة مسخها إلى هويات متعددة ومناطقية وجهوية وسلالية ومذهبية وشطرية، وذلك من خلال جملة من الأساليب التشكيكية بواحدية الثورة اليمنية.
فيما أكدت الورقة المقدمة من استاذ القرآن الكريم وعلومه بكلية التربية جامعة عمران الدكتور على الأشموري على أهمية دور العلماء في تصحيح المفاهيم المغلوطة في اوساط المجتمع.
كما أشارت ورقة استاذ اللغة الانجليزية بجامعة عمران محمد مهدي الريمي إلى الآثار السلبية لفتنة التمرد والتخريب والارهاب الحوثية على وحدة النسيج الاجتماعي للجتمع اليمني وسبل مواجهتها.
بدوره تطرق عميد كلية التربية والعلوم بمحافظة حجة الدكتور حمود نصار في ورقته إلى الآثار السلبية للفتنة المذهبية العنصرية على المسيرة التعليمية.. موضحا الاهداف والوسائل والاضرار الناجمة عن الفتنة.
في حين تناولت ورقة استاذ الاقتصاد نائب عميد كلية التجارة والاقتصاد بمديرية خمر الدكتور عبد الله العاطي أثر حرب التمرد والارهاب على الاقتصاد الوطني من مختلف جوانبه المادية و البشرية.
وخلال فعاليات الندوة قدمت العديد من المداخلات والنقاشات التي أثرت مضامين الندوة الهادفة في مجملها إلى تحقيق إضافة نوعية لتدوين وتوثيق مسارات الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر.
وفي الجلسة الختامية رفع المشاركون برقية شكر وتقدير وعرفان لباني نهضة الوطن ومحقق انتصاراته ومنجزاته العظيمة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية على اهتمامه الكبير بتوثيق تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر لتظل هذه الثورة الأبية منارا مشرفا لأجيال الحاضر والمستقبل.
وعبر المشاركين في البرقية عن اسمى آيات التهاني والتبريكات لفخامة الرئيس بمناسبة تواصل احتفالات الوطن والشعب باعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وقدوم عيد الاضحى المبارك والعيد الـ42 للاستقلال 30 نوفمبر.
واكدوا انهم سيكونون دوما عند حسن الظن بهم في الاسهام بتدوين تاريخ اليمن المعاصر بكل حقائقه ووقائعه واحداثه..متمنين لفخامته السعادة والعمر المديد ليحقق المزيد من المكاسب والمنجزات والانتصارات ليمن الـ22 من مايو المجيد وللوطن والشعب الأبي المزيد من التقدم والرقي و الازدهار.