يأسف "نيوزيمن" للحادث المروع الذي أدى إلى تدمير كافة محتوياته التي بناها جهد مضني استغرق خمس سنوات. ومع إن هذه كارثة كافية، فإنها زادت سوءا حين توصلنا إلى حقيقة إن ماحدث استخدم السلطة الممنوحة قانونا لوزارة الاتصالات اليمنية وإدارة الإنترنت فيها.
حيث تأكد لنا إن الفيروس الذي دمر الموقع أرسل عبر آي تي الإدارة ومعلوماتها المسجلة بإسم "ياسر العماد" الذي يعمل فيها وبتلفون "مودم عادي" وليس عبر خدمة الدي إس إل. وفي توقيت محدد يمكن لهذه الإدارة الوصول اليه وإعلانه. وهو ماسنطالب به أمام المحكمة عند بدء الدوام الرسمي للقضاء اليمني.
وبغض النظر عن كون المرسل هو الشخص ذاته الذي لدينا إسمه ومعلوماته، أو كانت إدارة أخرى، أو شخص آخر، وبغض النظر عن كونه فعل ذلك بأمر أو لأهداف شخصية، أو مهما تكن الدوافع، فإننا نؤكد مسئولية تلك الإدارة التي لم تأخذ الأمر على محمل الجد حتى الان، وباستثناء تواصل وحيد لشخص رئيس التحرير فإن الوزارة لم تبدي أي تعاون لتحديد المسئول ومعاقبته.
ومع أن ماحدث استهدف حرية الرأي والتعبير، فإنه أيضا أدى لأضرار اقتصادية خطيرة على المؤسسة التي تدير نيوزيمن، وهي "المجموعة اليمنية للإعلام".
إن ماحدث يعد سرقة لجهود بنيت بتكاليف لاتقل عن 24 مليون ريال، حقت نجاحا إجماليا نقدره بأربعين مليون. وهو حاليا ينتج خسارة يومية على الموقع الذي يأسف لآلاف الزوار الذي اعتادوا على الاطلاع من خلاله على الحياة اليومية لليمن واليمنيين.
لقد حقق "نيوزيمن" النجاح عبر جهود مضنية لموظفيه في المكتب الرئيسي بصنعاء ومراسليه في المحافظات ومهندسين وتجهيزات فنية. استقطب بتلك الجهود التي عملت على تغطيات شاملة وعاجلة أربعين مليون زيارة ثلثيها من داخل اليمن، استخدمت أكثر من خمسة وثلاثين ألف مادة بين خبر وتقرير ومقال وحوار وتعليق. غطت مختلف الشئون اليمنية ومختلف التيارات السياسية وحتى الدينية. واهتمت بالشئون الاقتصادية والقضايا الاجتماعية. وكان فيها نيوزيمن شريكا شخصيا للمئات من اليمنيين الذين تعامل معهم الموقع بمسئولية لعرض قضاياهم دون تحيزات ودون أي أجندة سياسية رغم أن كثير منهم كانت قضيته تهدد مصالح الموقع مع أطراف مختلفة.
وبكل تقدير وشكر لكل التضامن الذي لقيه الموقع، يعلن توصله لاتفاق مع الشركة المستضيفة يعود بموجبه بثه على نطاقه، حيث إن الشركة ومقرها في الولايات المتحدة الأميركية عبرت عن مخاوفها من تعريض عملائها ونطاقاتهم للاضرار، ووصفت الموقع والدولة التي يصدر عنها بأنها بيئة غير آمنة للشبكة العنكبوتية.
لقد نجح الموقع في إقناعها إنه تعرض لضرر كبير مع إنه ليس إلا وكالة أنباء لايمارس أي أنشطة غير قانونية. وأن السبب الرئيسي لماحدث له يتعلق بأداء حكومة البلد التي يصدر منها، وطالبها الدعم لمقاضات الاتصالات اليمنية التي تحتكر الآي تي وتعجز عن حمايته ضد أي نشاط غير قانوني بمافيها الانشطة ذات العلاقة بالسياسة والامن، سواء لجهات رسمية أو هواة.
إن الموقع يعتبر ماحدث جريمة الكترونية، ولذا فإنه يخاطب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، ومنظمة المادة 19، ونقابة الصحفيين اليمنيين، والاتحاد العام للغرف التجارية وكل المؤسسات التي تعمل على حرية التعبير أو حماية الأنشطة الاقتصادية الشرعية عبر الإنترنت، لدعمه في رفع دعوى قضائية في الداخل أولا وفي أي مكان آخر يمكن من خلالها التأكد أن ماحدث له لن يتكرر مع أي مؤسسة أو نشاط آخر في الجمهورية اليمنية. وأن "وسائل الإعلام الجديدة" يمكنها أن تنشط بأمان في هذه البلاد.
وفيما سيعمل مع شركائه، على إعادة التصميم وإستعادة الإرشيف الذي وصفه كثير من المتضامنين في الداخل والخارج بأنه "إرشيفهم الشخصي"، فإنه سيستعيد النشر على صفحته الرئيسية ابتداء من صباح الغد السبت.
لقد كان الموقع يتمنى أن يجد عونا من الحكومة وكل المؤسسات الأخرى ليواصل دوره التنويري لصالح التنوع في هذه البلاد، ومع الحقيقية وقريبا من أفضل الشروط الموضوعية، غير أنه الان يعبر عن حالة من الإحباط تصيب طاقمه الذي بنى هذا النجاح بجهود يومية، وبأحلام وطنية، وبقدر كبير من الجسارة والشعور بالتحدي مع الظروف.
بلاغ
عن سجل نيوزيمن
الـ3 من مايو –اليوم العالمي لحرية الصحافة-، أكمل نيوزيمن عامه الرابع.. نتجنب دوما الإشادة بجهودنا منذ الانطلاقة وحتى اليوم.. غير أن ازدحام ساحة اليمن على الشبكة العنكبوتية يلزمنا أن نحدد للقارئ عوامل قوتنا.. دون أن يكون قولنا منافسة ولا إنكار على اي موقع مايدعيه لنفسه فثمة زوايا للتميز لكل موقع منها نصيب وأفضل.
في تقييم المواقع على الإنترنت، ثمة 13 معيارا، مايهمنا نحن في اليمن وأمام مواقع تعمل في صناعة الأخبار خمسة مساقات نرتبها حسب الأهمية كالتالي:
الأول: مكانة الموقع لدى مماثليه من مواقع أو حتى وسائل تعمل في ذات المجال على غير الانترنت.
الثاني: الزوار.. والعدد وحده ليس كافيا، إذ هناك معايير إضافية لذلك هي: مناطق تواجدهم، وخصائصهم العمرية والمهنية، واهتماماتهم الحياتية ومنها ميولهم وانتمائاتهم السياسية.
الثالث: حجم التدفق الإخباري، ومرة أخرى العدد معيار مهم ولكن وحده لايكفي فهناك نوعية هذا التدفق، وزمنه.
الرابع: العلاقة بالمصادر ومنها الرأي العام، وتتحكم فيها المصداقية، والاستقلالية، والتوزان، والاحتراف.
الخامس: الشكل الفني، ويتضمن لغة البرمجة والخدمات الإضافية التي يقدمها.
وبالقدر الممكن من التواضع فإننا حين نجمع هذه الخمسة يكون نيوزيمن، في صدارة الساحة اليمنية وبفارق كبير عن غيره، الذين يتميزون في الكثير من هذه المعايير وربما يتقدمون بواحدة هنا أو بفترة زمنية هناك.
وفي كل مجال ينافس نيوزيمن، فعن الأخبار الرسمية ينافس وسائل الحكومة الإعلامية، وعن الأحزاب يتميز عن الوسائل الحزبية في متابعة أحزابها وآرائهم. يتصدر في قائمة جوجل نيوز، وهو ثابت في مكانه المتقدم جدا على أكبر محركات البحث "جوجل" حتى وإن سبقه في شهر ما موقع ما لكنه يتراجع بعد ذلك لصالح آخر.. لكن نيوزيمن يحافظ على تقدمه دونما منافسة. (44% من زواره يتعرفون عليه عبر محرك البحث، حيث تؤشر عليه 181 موقع محترف، ويأتي في المرتبة العالمية رقم 86618).
لاتفوته قضية حقوقية، ولايتراجع عن نشر رأي رسمي أو معارض تطابق ومعاييره المهنية. وهو يدفع ثمنا تجاه كل حالة وفي كل موقف عبر حملات التشهير والاساءة التي يكيلها في كل مرة طرف يعتبر أن الموقع تجاوز شروط مصلحته هو في النشر.
وفقا للإحصاءات الفنية فقد تصاعد عدد زوار "نيوزيمن" منذ بدأ حتى الان ووصل إجمالي الزيارات 36 مليون و61 ألف زيارة (14.207596 منها في العام 2008)، قام بها أكثر من 10 مليون زائر، 67% من داخل اليمن والبقية من خارجها تأتي الممكلة العربية السعودية أولاها تليها مصر، الجزائر، الإمارات، الأردن. ثم إيران وقطر.
(ومع أن هذا للمعيار الخامس فإن ذكره هنا مهما وهو أن الموقع يتلقى اتصالات وبلاغات عن مشكلات أو رأي في مشكلة من عمق الريف في الضالع أو لحج أو الحديدة أو تعز).
أما عن خصائص الزوار العمرية والمهنية، واهتماماتهم الحياتية ومنها ميولهم وانتمائاتهم السياسية. ومع إنه ليس لدينا قدرة على التقييم الفني لذلك، فإن سياستنا من الصفحة الأولى تهتم بنشر ومتابعة آراء وقضايا مختلف التوجهات الحزبية مهما اختلفت معه أو هاجمته أو لم ترسل له أخبارها.. ننشر للأحزاب، للاقتصاد، للشباب، للمرأة، لليمنيين مسلمين أو يهودا، نتابع مشكلات المجتمع بأفضل قدر من الحساسية تساعدنا الظروف والامكانيات على توفيرها.. وفي كلها نضع الرأي بجانب الرأي الآخر أيا يكن موقفنا.
نهتم بأخبار الفنان، والسياسي، الوزير، والبائع المتجول، رئيس الجمهورية وأكبر معارضيه، شيخ القبيلة وساكن المحوى.. نتابع مشكلات التصدير وقضايا الزواج، سياسة التعدين وتأهيل الكوافيرات والخادمات في المنازل.. بقدر مايمكننا وبقدر ماتملك كل قضية من قدرة على الظهور في مجتمعنا.
ننشر لمختلف الآراء في القضية الواحدة، ويهتم بالمجالات الحياتية المختلفة، وينشر للمعارضة والسلطة، ولأبناء القرى مثل المدن، ولحضرموت وعدن والبيضاء وتعز ولحج.. وهذه يحقق له تنوع في الجمهور.
وباختصار، نقاوم كل أسبوع على الأقل الإغراق في قضية أو اهتمام أو رأي.. وفي الوقت نفسه الحرص على متابعة جزئية للملفات والقضايا التي نعتبرها حيوية.
عن مكانة الموقع، وباطمئنان "نيوزيمن" الوحيد الذي يمكن وصفه بالمصدر الإخباري للجميع عن اليمن وفي اليمن، من مواقع الانترنت إلى الصحف، إلى التلفزيون ووكالات الانباء، وبالبحث في كثير من هذه الوسائل فإن نيوزيمن تجده هناك في إرشيف الCNN، والجزيرة والعربية والعالم والBBC، ورويترز والفرنسية واسيوشيتد برس، والحياة والشرق الأوسط ونيويورك تايمز.. وحتى وسائل إعلام غير عربية من كورية وأذربيجانية ونيجيرية وأسترالية.. وفي اليمن تجدنا هناك في صحف حزبية ومستقلة، أهلية ورسمية.. ولايكاد يخلو أسبوع دون أن نكون مصدرا لوسيلة ما. لمرة أو أكثر.
وإذا كنا نعتبر أنفسنا الضحايا الأكثر عرضة للانتهاك فيما يتعلق بالحقوق حيث نجد موادنا منشورة على نطاق واسع دون إسمنا كمصدر، فإن مايعوضنا هو أن اهتمامنا دوما يتحول إلى اهتمام عام.
نمر –لأسباب مادية وفنية- بفترات لانجاري فيها زمن الأحداث، وتتقدمنا مواقع أخرى في كمية التدفق، غير أننا نتميز دوما بأننا نصنع أخبارنا ونستعيد السبق في أغلب الأوقات. وننظر من زوايا قد لاتكون الأهم ولكنها زوايا تميز تناولاتنا. وفي المحصلة تمكنا من تحرير ونشر 28050 مادة صحفية نشر العديد منها في وسائل إعلام مختلفة واستقطب اهتماما مؤيدا أو معارضا.. بمتوسط يومي 14 مادة.
وفيما يتعلق بالعلاقة بالمصادر، فإضافة إلى ماذكرناه في أولا بشأن استقبالنا الدائم للاتصالات والأخبار من مختلف الفعاليات والأشخاص والمناطق، فإننا نعتقد أن علاقتنا بالمصادر غير مماثلة، فنحن ولأننا لانضع شروطا للاهتمام بالقضايا فلايهمنا من يتضرر ومن يكسب بل ماهي القضية ومدى استيفاء شروطنا للنشر لنتعامل معها جعلنا مصدرا أوليا لكثير من الأشخاص والهيئات.. وحتى من نختلف معهم في السياسيات ويخلطون بين موقفهم السياسي وحقنا في التعاطي مع القضايا فإننا نظل أحد مصادرهم لقضاياهم أو لمعرفة المواقف. ونأمل أن نتمكن من الحفاظ على هذا المستوى وترميم الخسارات الدائمة التي نتعرض لها بسبب هذه السياسة ففي بلادنا كل طرف يشترط عليك أن لاتنشر مايزعجه حتى تظل قريبا منه وهو مانرفضه دائما.
ونسعى دوما لمراجعة أخطائنا التي نراها مناقضة لشروط المصداقية، والاستقلالية، والتوزان، والاحتراف. ولازلنا مقتنعين بأن من حق الجميع التعليق على الأخبار ولكن ليس على ساحتنا.. فنحن نصنع الخبر ونسعد بتلقي أي ملاحظات عليه ولكن ليس للنشر المباشر.. فنحن مصدر إخباري وليس صفحة للتعليقات المفتوحة، ونترك للمنتديات استيعاب ذلك.
ويبقى الشكل الفني، وهو مانحاول أن نقدمه للقارئ عمليا آخر هذا الشهر.. حيث يعيد فريق أوبتيما –الشريك الدائم لنا منذ البداية- تصميم الموقع بوجهة وطريقة غير مألوفة على الساحة اليمنية. متضمنا خدمات جديدة ومتجاوزا معضلات تتعلق باهتمامات جمهور الانترنت في اليمن.. حيث نسعى للتغيير.. والتغيير الملحوظ ودوما سعداء بشراكتنا مع القارئ أولا..
ومع أن "نيوزيمن" الموقع الأكثر استقطابا لثقة المعلن في اليمن، فإننا وبسبب سياستنا التي تتطلب من الإمكانيات فوق مالدينا فإننا نشكو ككل رفاقنا على هذه الساحة.. من أننا نعوض الإمكانيات بالجهود الشخصية ولذا نشكر الكثير من المتعاونين..