قال افراد من عائلة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ان بعض افراد عائلته يعيشون في مبنى سري في إيران. وبين هؤلاء الموجودين في إيران اطفاله وواحدة من زوجاته ممن خرجوا من افغانستان اثناء الحرب عام 2001 وانقطعت اخبارهم.
واتسمت اخبار ومصير العائلة بعد الغزو الأمريكي لافغانستان بالغموض ولم ترشح الا بعض التكهنات التي اشارت إلى وجود بعضهم في اليمن مهد اجداد بن لادن، أو إيران، فيما قالت اخبار ان بعضا من ابنائه قتلوا اثناء القصف الأمريكي على معسكرات القاعدة في تورا بورا، وقالت اخبار اخرى ان بعضهم رجع إلى السعودية.
لكن عائلة بن لادن في السعودية علمت الشهر الماضي ان واحدة من زوجاته وستة من اولاده و11 حفيدا من احفاده موجودون في مجمع سري في إيران، خارج العاصمة طهران. ويقول افراد العائلة انهم ممنوعون من الاتصال بالعالم الخارجي، في الوقت الذي تنفي فيه الحكومة الإيرانية وجود اي من ابنائه أو اقاربه في البلاد. ويدعو اقارب زعيم القاعدة للسماح لهم بمغادرة إيران حيث يوصفون بانهم الضحايا المنسيون من هجمات ايلول (سبتمبر) 2001.
ونقلت صحيفة 'التايمز' عن عمر بن لادن (29 عاما) ورابع اولاد بن لادن الكبار قوله انه لم يكن يعلم ان اخوته واخواته لا يزالون على قيد الحياة حتى الشهر الماضي، تشرين الثاني (نوفمبر) حيث اتصلوا به ووصفوا كيف هربوا من افغانستان قبل الهجمات على أمريكا ومشوا إلى الحدود الإيرانية.
وعند وصولهم إلى هناك تم نقلهم إلى مجمع خارج طهران، حيث اخبرهم حرس المكان انه يحظر عليهم الخروج من المكان 'من اجل سلامتهم'. ويضم افراد العائلة ستة اولاد وبنات و11 حفيدا. وقال ان سعد (20 عاما) هو اكبرهم وعثمان (17 عاما) ومحمد (15 عاما) وفاطمة (14 عاما) وحمزة (12 عاما) وايمان (9 اعوام) وبكر ( سبعة اعوام). وانتشرت تكهنات عن ان محمد كان الرجل الثاني في القيادة للتنظيم وان سعد المتهم بالتخطيط لهجمات قد قتل قبل 18 شهرا بغارة أمريكية. لكن اقارب بن لادن يقولون ان محمد لا زال موجودا في إيران وان سعد هرب قبل اقل من عام للبحث عن والدته.
وكانت ايمان قد هربت بعد اسبوع من حديثها مع اخيها عمر اثناء رحلة نادرة خارج المجمع وذهبت للسفارة السعودية حيث تعيش هناك وتحاول الحصول على اذن للعودة إلى هناك.
وقال عمر ان اخوته واخواته يعيشون حياة عادية قدر الامكان، يطبخون ويشاهدون التلفاز ويقرأون ويسمح لهم بالخروج في حالات نادرة للتسوق. ويقول ان عددا من المجموعة من الكبار تزوجوا وخلفوا ابناء، فيما لا تعرف الحكومة الإيرانية ما تفعله بهذا العدد الكبير من ابناء بن لادن واحفاده. ولكن عمر يقول ان إيران تحاول حمايتهم 'ولهذا فنحن مدينون لها ونشكرها من اعماق القلب'.
ويأمل عمر الذي عاش مع والده في السودان وافغانستان ولكنه غادر قبل الهجمات ويعيش مع زوجته في قطر ان يسمح لاخوته واخواته بالخروج من إيران والانضمام لوالدته واخيه واختيه في سورية أو الانضمام اليه. ونقل عنه قوله 'ما هم الا ضحايا ابرياء، تماما مثل كل الذين تضرروا من الاحداث الفظيعة في 9/11 و 7/7.
وهؤلاء الاطفال والاولاد محرومون من التعليم ولم يؤذوا احدا، ولم يتدربوا على استخدام اي سلاح ولم يكونوا جزءا من القاعدة. وكل ما نريده هو ان نكون عائلة واحدة مثل بقية الناس، لي الان 11 ابنا وبنت اخ كلهم ولدوا في افغانستان أو إيران ولم ار احدا منهم ابدا' حتى الان. وقال ان الاطفال لا يلاموا على افعال ابائهم.
محاولة اغتيال كلينتون
من جهة اخرى قالت صحيفة ' ديلي تلغراف' البريطانية ان تنظيم القاعدة كاد ان ينجح باغتيال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، حيث تم تجنب قنبلة كانت مزروعة تحت جسر في العاصمة الفليبينية مانيلا، ذلك ان الرئيس الأمريكي كان يشارك في قمة منبر التعاون الاقتصادي لدول اسيا والباسيفيك عام 1996.
وتم انقاذ كلينتون قبل دقائق من عبور سيارته المكان. وكان كلينتون يخطط لزيارة سياسي فلبيني حيث كانت سيارته ستعبر الجسر، ولكن وقبل عبور موكب الرئيس الأمريكي الجسر تلقى مسؤول استخبارات رسالة مشوشة على جهاز تنصته تقول ان عملاء الاستخبارات تلقوا رسالة تقترح ان هجوما محتوما سيقع.
وتكرر في الرسالة 'جسر' و'عرس' وهما شيفرتا المنفذين لعملية الاغتيال. وتم اتخاذ قرار وتغيير خط سير الموكب فيما تم اكتشاف قنبلة كانت مزروعة تحت الجسر. وكشف تحقيق أمريكي في وقت لاحق ان العملية يقف وراءها ' ارهابي سعودي يعيش في افغانستان، رجل اسمه اسامة بن لادن'. ومع ان اعضاء القاعدة اعترفوا في تحقيقات معهم انهم استهدفوا كلينتون الا انه لم تظهر اي ادلة تقترح نجاح التنظيم في تحقيق هدفه.
ولكن العملية كشف عنها في كتاب، حيث قال فيه كين غروملي الأمريكي، واستاذ قانون ان مدير الخدمات السرية السابق لوي ميرليتي اخبره بالحادث. ففي كتابه 'موت القيم الأمريكية: كلينتون ضد ستار' كتب غروملي قائلا 'لقد منعوا محاولة اغتيال لم يتم الاعلان عنها ابدا'.
واضاف قائلا انها 'ظلت سرا باستثناء المجتمع الاستخباراتي وافراده'.
وفي حينه اشارت تقارير إلى اكتشاف قنبلتين واحدة على طريق مطار مانيلا والاخرى في الطريق لمكان الاجتماع. ولكنهما ربطتا بالتمرد الشيوعي في الفلبين وليس بمحاولة اغتيال الرئيس.
وتساءل مراقبون عن السبب الذي دعا ادارة كلينتون للتعتيم على محاولة الاغتيال في الوقت الذي كان عليها تبرير عمليات ضرب معسكرات القاعدة في افغانستان لاحقا. وكان رمزي يوسف قد اعترف انه حاول اغتيال كلينتون لكنه اقنع بالتخلي عن العملية نظرا للامن العالي الذي يتمتع به موكب الرئيس، واتهم يوسف بمحاولة تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 عندما قام عضو من القاعدة بقيادة شاحنة محملة بالمتفجرات نحو المبنى. كما ان خالد شيخ محمد، المعروف بانه الرأس المدبر لهجمات 9/11 عاش في مانيلا ،اعترف انه حاول اغتيال كلينتون.
ويتهم فريق كلينتون ومستشاره للامن القومي بتضييع فرص كثيرة للقبض على بن لادن الذي كان يعيش في السودان اثناء التسعينات من القرن الماضي. واقترحت مسؤولة سابقة في مكافحة الارهاب انه لو صحت المعلومات فالقاعدة كانت منظمة بشكل كبير قبل هجمات ايلول (سبتمبر). وقابل غروملي كلينتون ثلاث مرات لغرض تأليف الكتاب الذي يركز ملاحقة المفتش المستقل كينث ستار فيما يتعلق بفضيحة مونيكا لوينسكي.