arpo37

مأساة إنسانية وجهود لإغاثة هايتي

يتكشف مع مرور الوقت حجم المأساة الإنسانية في هايتي مع دخول اليوم الرابع من حدوث الزلزال المدمر، حيث تشهد العاصمة المنكوبة بورت أو برانس معاناة حقيقية مع بدء تحلل جثث القتلى بالشوارع.

وبينما يتواصل تدفق فرق الإغاثة، توقعت السلطات وصول عدد الضحايا إلى 50 ألف قتيل، في حين تحدثت الأمم المتحدة عن وجود أكثر من 300 ألف مشرد.

وقال موفد الجزيرة إلى هايتي فادي منصور إن حالة من الضياع تعم عاصمة هايتي، مشيرا إلى أن معظم الناس يبيتون في الشوارع أو يهيمون على وجوههم، حيث شاهد آلاف المشردين في ضواحي العاصمة وأحياء مدمرة بالكامل.

ووصف فادي منصور الوضع في بورت أو برانس بأنه معاناة حقيقية بسبب انقطاع الكهرباء باستثناء المطار الذي يستقبل شحنات الإغاثة واتخذته الأمم المتحدة مقرا مؤقتا لها، إضافة إلى الانقطاع الكامل للمياه وشح الغذاء.

وتشتم رائحة الموت في عاصمة هايتي التي قضى سكانها ليلة ثالثة في العراء، في حين لا تزال أكوام من جثث القتلى التي بدأت بالتحلل ملقاة بالشوارع.

وفي هذا السياق أشار رئيس هايتي ريني بريفال إلى أن السلطات دفنت 7000 قتيل في قبر جماعي.

وقال الصليب الأحمر في هايتي إن أرقاما حكومية تظهر أن بين 40 و50 ألفا قتلوا في الزلزال الذي ضرب الجزيرة، في حين توقعت السلطات أن يتجاوز العدد 100 ألف قتيل. كما أثرت الكارثة على 3.5 ملايين شخص من سكان هايتي البالغ عددهم تسعة ملايين وفق الأمم المتحدة.

وفي نفس الإطار ذكرت المتحدثة باسم مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة إليزابث بايرز في تقديرات أولية أن الزلزال تسبب في تشريد 300 ألف شخص في بورت أو برانس.

وقدرت المنظمة الدولية بعد مسح جوي للمنطقة المنكوبة أن 10% من المنازل دمرت، مشيرة إلى أن بعض المناطق تعاني من تدمير يصل إلى 50%.

وقد حذر موظفو إغاثة من ارتفاع عدد الضحايا إذا لم يتلق عشرات آلاف الجرحى -كثير منهم أصيبوا بكسور في العظام وفقدوا كميات كبيرة من الدم- العلاج الأولي سريعا.

وكان مركز الهزة، التي بلغت قوتها سبع درجات على مقياس ريختر الأعنف في قرنين حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، على بعد عشرة أميال فقط من العاصمة.

وأتى الزلزال على آلاف المباني وعلى القصر الرئاسي وعدد من الوزارات إضافة إلى مقر البعثة الأممية المكون من خمسة طوابق هوت وقتلت 36 من أفراد البعثة، بينما ما زال نحو مائتين مفقودين، في حين تواصل دول أجنبية معرفة أنباء عن مواطنيها المفقودين في هايتي.

وشملت الكارثة العديد من الشخصيات السياسية، إذ تحدث سفير هايتي لدى ألمانيا جان روبرت ساجيت اليوم أن العديد من الوزراء والشخصيات السياسية البارزة لقوا حتفهم في الزلزال، مشيرا إلى أن بين القتلى وزير العدل بول دينيس والمعارض السياسي ميشيل جيلارد.

مؤتمر ومساعدات
وفي إطار الجهود الدولية لمساعدة هايتي، أعلنت الأمم المتحدة أن التعهدات الدولية بتقديم المساعدات لهايتي بلغت 268.5 مليون دولار من 20 دولة، في حين دعا الرئيس الفرنسي إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين لمساعدة الجزيرة المنكوبة في الكاريبي.

وقال نيكولا ساركوزي "من هذه الكارثة التي جاءت عقب كوارث أخرى كثيرة يجب أن نحرص على أن تكون فرصة لمساعدة هايتي على أن تتخلص بصورة نهائية من اللعنة التي أصابتها طويلا".

وأثار تأخر المساعدات عن البلد الفقير هايتي غضبا من السكان، حيث أقام هايتيون يائسون على طرق العاصمة بورت أو برانس المدمرة حواجز من الجثث والحجارة للمطالبة بتسريع جهود الإغاثة.

وتعمل فرق إنقاذ على الأرض في هايتي من الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا ولوكسمبورغ. كما أرسلت تركيا وروسيا وفنزويلا وكولومبيا والمكسيك والدومينيكان مساعدات.

وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما وزارات حكومته بإعطاء جهود الإنقاذ أولوية قصوى، وقال إن بلاده تنسق الإغاثة مع الأمم المتحدة ودول أخرى. حيث قررت واشنطن إرسال قوة من 3500 جندي إلى هايتي ستنسق مساعدتها مع الأمم المتحدة، حسب أمينها العام بان كي مون.

زر الذهاب إلى الأعلى