صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث تلفزيوني بث اليوم الثلاثاء بأن "القاعدة" ضعفت من جراء الحملة الأمريكية على الارهاب ، مشيرًا إلى التسجيل الصوتي الذي نسب إلى أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" وتحدث فيه عن محاولة تفجير طائرة ديترويت عشية عيد الميلاد.
وقال أوباما لبرنامج تبثه شبكة "أيه بي سي" التلفزيونية الأمريكية: "القاعدة نفسها ضعفت بدرجة كبيرة مقارنة بما كانت عليه عام 2000. بن لادن يرسل تسجيلا يحاول فيه نسب الفضل لنفسه في محاولة التفجير الفاشلة التي قام بها طالب نيجيري وذلك في حد ذاته اشارة إلى درجة الضعف التي وصل إليها لأن هذا ليس بالضرورة شيئا من تدبيره".
يذكر ان ديفيد آكسلرود كبير مستشاري أوباما كان قد شكك في وقت سابق في شريط بن لادن ، قائلا انه لم يتم بعد التحقق من صحة الرسالة الصوتية الجديدة .
وأضاف آكسلرود: "أنه بغض النظر عما إذا كانت الرسالة بصوت بن لادن أم لا، فإنها تتضمن المبررات الجوفاء نفسها لقتل الأبرياء بالجملة".
وتعليقا على ادعاء بن لادن بأنه يدافع عن الإسلام والمسلمين قال آكسلرود: "ما يبعث على السخرية أنه باسم الإسلام قتل من المسلمين عددا أكبر مما قتله من أتباع أية ديانة أخرى. إنه سفاح، وسنواصل ملاحقته وملاحقة تنظيم القاعدة لحماية المواطنين الأمريكيين".
ويرى إم جيه جوهل كبير الإداريين التنفيذيين في مؤسسة " آسيا باسيفيك" ، وهي منظمة دولية في عالم السياسة الدولية مقرها لندن، أن هذا الشريط، إذا ثبتت نسبته إلى بن لادن، يكتسب أهميةً كبيرة لسببين: "أولهما أنه يؤكد أن أسامة بن لادن ما زال على قيد الحياة وتجنب الوقوع في الأسر رغم مرور أكثر من ثماني سنوات على بدء مطاردته. وثانيهما أنه يعني أن الهجوم الذي وقع في يوم عيد الميلاد لم يكن واقعة معزولة قام بها شخص واحد كما قال الرئيس أوباما، ولكنها كانت مؤامرة دقيقة شارك فيها تنظيم القاعدة والجماعة التابعة له في اليمن".
ويرى جوهل أن هذا التصريح ينطوي على خطر ينبغي عدم الاستهانة به: "إذا كان لأسامة بن لادن أو القاعدة دور في تلك المحاولة فإن ذلك يشير إلى أن القاعدة ما زالت منظمة مهمة داخل الحركة الجهادية العالمية" .
ويقول جوهل إن تلك المحاولة كانت واحدة من عدة محاولات قد يكون للقاعدة دور فيها: "وقعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عدة عمليات كبيرة، من بينها مقتل عسكريين في قاعدة فورت هود بولاية تكساس، ومحاولة التفجير التي جرت في يوم عيد الميلاد، والهجوم الذي أسفر عن مقتل عاملين في وكالة الاستخبارات الأمريكية في قاعدة تشابمان الأمامية في أفغانستان، والهجمات المتعددة التي وقعت الأسبوع الماضي في قلب العاصمة الأفغانية كابل".
ويضيف جوهل قائلا: "كل هذه مؤشرات على أن القاعدة والجماعات التابعة لها ما زالت تشكل خطرا مميتا".
ويقول جوهل إن التأكد من صحة التسجيل يسلط مزيدا من الضوءِ على مصير بن لادن الذي يكتنفه الغموض: "من المهم التأكد مما إذا كان حيا أم لا لأن هناك الكثير من التكهنات التي تقول إنه في حالة صحية سيئة جدا، أو أنه ربما يكون قد توفي، أو أنه لم يعد يسيطر على تنظيم القاعدة".
ويرى جوهل أن حياة بن لادن أو موتَه لا تؤثر كثيرا على نشاط التنظيم الذي انتشر في عدة مناطق من العالم: "المسألة التي ينبغي علينا أن نتذكرها أيضا هي أن القاعدة والجماعات التابعة لها تستطيع البقاء مع وجودِ بن لادن أو عدمه" .
وكان أسامة بن لادن أعلن الأحد في تسجيل صوتي بثته قناة "الجزيرة " الاخبارية مسئولية التنظيم عن محاولة تفجير الطائرة الأمريكية في ديترويت عشية عيد الميلاد ، متوعدا بمزيد من الهجمات.
وقال بن لادن في الشريط "من أسامة إلى أوباما السلام على من أتبع الهدى ، لو أن رسائلنا تصل إليكم بالكلمات ما حملتها إليكم الطائرات".
وتابع " الرسالة المراد إبلاغها عبر طائرة المجاهد عمر الفاروق هي تأكيد رسالة سابقة بلغها أبطال 11 سبتمبر" ، في إشارة إلى النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة "ديترويت" عشية عيد الميلاد.
وتوعد زعيم تنظيم القاعدة بمزيد من الهجمات على الولايات المتحدة إذا استمر ما اسماه "الدعم الأمريكي للاسرائيليين".
وقال بن لادن "ليس من الانصاف أن يهنأ الأمريكيون بالعيش مادام إخواننا في غزة في أنكد عيش" ، مضيفا "لن تحلم أمريكا بالأمن حتى تعيشه واقعا في فلسطين".