تسابق إعلامى جديد على نجم الحياة السياسية في مصر الآن.. فهو الورقة الرابحة خلال الفترة القادمة والمحرك الرئيسى لكل الأحداث المتوقع حدوثها، بعد احتراق المعارضة المصرية وتجمد رموزها في " فريزر" الحكومة.
إعلاميو مصر جميعا يجرون وراء لقاء الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الذى أعلن عن رغبته في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المزمعة في عام 2011.. فمن المعروف في الوسط الإعلامى أن ثمة حروبا دائمة بين منى الشاذلى وعمرو أديب على أسبقية الحصول على حوارات حصرية مع أبطال السياسة والفن.. بل وصلت هذه الحروب إلى استخدام أسلوب "الخطف".. وكانت هذه الطريقة تدور أطرافها في الخفاء بين فريقى إعداد البرنامجين.. ولكنها لم تظهر على السطح وعلى مرأى ومسمع من الرأى العام إلا مع واقعة خروج أيمن نور من السجن.. ففى يوم خروجه.. ذهب آلاف الإعلاميين إلى منزل أيمن نور ليتسابقوا لحصول حوارات حصرية.. وكان على رأس الإعلاميين عمرو أديب ومنى الشاذلى بنفسهما بالإضافة إلى فريق إعداد كل منهما.. وبعد فترة قليلة من الوقت تبين أن حضور الشاذلى وأديب كان بسبب إصرارهما على " اختطاف" أيمن نور إلى الاستديو قبل أن يحصل عليه أحدهما.. وفى لقطات أذيعت على الهواء مباشرة في قناة المحور، ظهرت منى الشاذلى وعمرو أديب وهما يتنازعان على العائد من السجون.. فنجحت الشاذلى في الحصول على أيمن نور لتسجيل حوار معه في الاستديو، واكتفى أديب بإجراء حوار معه في السيارة أثناء ذهابه إلى مدينة الإنتاج الإعلامى..
يدور الصراع الآن على الدكتور البرادعى وعلى أسبقية ظهوره في برامج التوك شو المصرية.. ففى الوقت الذى سارع فيه أحمد المسلمانى بتسجيل حوار معه في فيينا منذ عدة شهور.. ثم أعلنت منى الشاذلى في برنامجها العاشرة مساء عن لقاء مرتقب مع الدكتور البرادعى فور عودته إلى مصر.. ثم سارع عمرو أديب ليرد الضربة إلى منى الشاذلى، وسافر إلى فيينا لتسجيل حوار تتم إذاعته قبل وصول البرادعى بيوم يواحد فقط
.. والمدهش، أن الصراع تجاوز المذيعين في قنوات فضائية مختلفة ليمتد إلى مذيعين في نفس القناة، كما حدث مع منى الشاذلى وأحمد المسلمانى.. ففى نفس الوقت الذى أعلنت فيه الشاذلى من قناة دريم عن حوارها المباشر مع البرادعى، سارع أحمد المسلمانى الذى ينتمى إلى نفس القناة إلى الإعلان عن حواره مع الدكتور البرادعى على قناة دريم أيضا..
ففى برنامج الطبعة الأولى الذى عرض في 18 فبراير 2010 على قناة دريم أعلن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا أنه سيرشح نفسه رئيسا لمصر نزولا عند رغبة المصريين الذين خاطبوه بهذا الشأن ورغبة منه في التغيير في عراك الحياة السياسية بمصر، وقال أرغب في أن أقدم واجبي كمواطن مصري من أجل تقدم مصر, ففى العام الماضي كانت تصلني رسائل مكتوبة عبر شبكة الإنترنت.. وطالبتني أصوات مصرية كثيرة ... أن أشارك في الحياة السياسية خاصة ونحن مقبلون على ترشيح للرئاسة ولذلك فأنا كمواطن مصري سأستجيب إن كان هذا متاحا لي ويعطيني الفرصة لأكون وسيلة للتغيير وبالطبع التغيير لايتوقف على شخص أو مجموعة.. إنما يكون التغيير بالكل.. من المواطنين ككل. وواصل البرادعي حديثه وقال كان يجب أن أرد على هذه الأصوات التي طالبتني بالترشيح للرئاسة والمشاركة في الحياة السياسية.
وقبل حوار البرادعى مع المسلمانى، كان عمرو أديب في برنامجه "القاهرة اليوم" على الأوربت قد أعلن في مداخلة هاتفية من فيينا أنه نجح في إجراء حوار مع مرشح الرئاسة الجديد، وقال إن البرادعى تطرق للكثير من القضايا المختلفة خاصة الرد على ما أثير بشأن ترشحه للرئاسة خلال الثلاثة شهور الأخيرة, وهل سيترشح أم لا. وتناول الحوار العديد من القضايا السياسية وكيف سيتعامل مع الكثير من الأمور إذا أصبح رئيسا. وقال أديب إن البرادعى سيأتى في زيارة إلى مصر لمدة 10 أيام وليس ليدشن نفسه للترشيح للرئاسة ولكنه سيقابل كافة القوى السياسية المختلفة ويستمع لهم كمصريين وليس كاتجاهات. وهو ليس معه أجندة ولا يتوقع اى استقبال خاص به. وأضاف أديب أن د.البرادعى أبدى استياءه من القبض على الشباب الذين كانوا يحضرون لاستقباله لأنه كان سببا في تعرضهم لذلك. ونفى البرادعى في حواره مع أديب أنه يحمل جواز سفر لأى جنسية أخرى غير الباسبور المصرى. كما أبدى البرادعى استياءه الشديد مما كتب عنه بالصحف وسيرد خلال الحوار على ذلك رغم أنه يرى أنهم أفادوه لأنهم عرفوا الناس به.
المثير للانتباه وسط كل هذا الضجيج، أن كل مذيع من الثلاثة يقول جملة ثابتة.. وهى أن حواره مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعد الأول له مع الفضائيات المصرية، عقب إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل 2011.. وهذا يعنى أن الصراع المحتدم على أسبقية الحوار، خرج كل واحد منهم وهو يحمل حوارا " حصريا". حتى بتنا نخاف من أن يكون البرادعي نفسه قد أصبح مرشحاً حصريا لهذه القنوات!