arpo28

استنكار رسمي وشعبي لجريمة قطع آذان مختل عقلياً في ردفان

لقيت حادثة قطع آذان مواطن مختل عقلياً من محافظة إب في مدينة الحبيلين بردفان جنوبي اليمن استنكاراً واسعاً على الصعيدين الرسمي والشعبي، حيث شغلت هذه الحادثة أذهان الناس بردفان منذ وقوعها الثلاثاء الماضي وحتى يومنا هذا لا يزال صداها مدوياً كونها جريمة شنعاء لا يرتضيها عقل أو دين أو حتى أعراف إنسانية.

الحادثة وقعت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي حين قام مجهولون بالاعتداء على رجل مختل عقلياً، حيث أوسعوه ضرباً قبل أن يقوموا بقطع أجزاءً من أذنيه وجزء من عضوه الذكري ويتركوه ينزف في جنح الظلام بأحد الشوارع الخلفية لمدينة الحبيلين فوجده بعض المارة ملطحاً بدمائه فقاموا بإسعافه إلى مستشفى ردفان العام والذي أكدت مصادر طبية فيه أنها استقبلت الحالة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، كما أكدت تلك المصادر أن الرجل وصل إلى المستشفى فاقداً للوعي وأن أجزاء من أذنيه قد قطعت وكذا جزء من عضوه الذكري ولخطورة حالته تم تحويله إلى مستشفى ابن خلدون بالحوطة، ولم يتمكن الأطباء حتى من معرفة اسم الرجل.

البعض بردفان يرجح أن استهداف الرجل ربما كان للشك في أنه يتنكر في زي مختل عقلياً في حين يعمل جاسوساً للسلطة، مستنكرين في السياق ذاته الحادثة.

السلطة والحراك يستنكرون الحادثة ويتبادلون الاتهامات بشأنها

السلطة والحراك الجنوبي جميعهم استنكروا الحادثة واعتبروها خارجة عن الدين والأخلاق والأعراف الإنسانية إلا إن كل طرف يلقي بالكرة في ملعب الآخر ويتهمه بأنه وراء تلك الحادثة، فالسلطة تتهم الحراك بأنه وراء مثل تلك الحوادث والحراك يتهم السلطة بأنها هي من تقف وراء تلك الحوادث بهدف تشويه الحراك والإساءة لأبناء الجنوب عامة ولأبناء ردفان خاصة .

حيث استنكر رئيس مجلس الحراك السلمي بلحج – الدكتور ناصر الخبجي – الحادثة واعتبر مثل هذه الأعمال أنها من أعمال السلطة. وقال: نحن نتهم السلطة أنها هي من تقف وراء مثل هذه الأعمال، فهي بعد أن عجزت عن إسكات صوت الحراك السلمي الجنوبي – والذي وصل مداه إلى كل العالم- عمدت مؤخراً على استخدام المواطن الشمالي ضد المواطن الجنوبي بهدف خلق عداء للجنوبيين عند أبناء الشعب الشمالي وكذلك بهدف الإساءة لأبناء الجنوب عامة لأبناء ردفان خاصة".

وأشار الخبجي أن الحراك بريء من مثل تلك الأشياء لأنه قائم على قيم التصالح والتسامح لذا لايمكن لمن كانت هذه قيمه أن يمارس مثل تلك الأعمال

ونقل موقع 26سبتمبرنت عن وكيل مساعد لحج ومدير عام ردفان- قاسم عبدالرحمن شائف العفيفي- قوله: إن أبناء ردفان قاطبة من مشائخ وأعيان وشخصيات اجتماعية ومواطنين يرفضون مثل هذه الأعمال الإجرامية المنافية للقيم والأخلاق والدين الإسلامي الحنيف"، متوعدا بأن السلطة المحلية لن تتساهل مع من وصفهم ب"المجرمين وقطاع الطرق من عناصر الحراك الذين أقدموا على ارتكاب هذه الجريمة البشعة"- حسب تعبيره

ومن الضالع أدان المحامي والقيادي البارز في الحراك يحيى غالب الشعيبي الحادثة. وقال: إننا ندين وبشدة ما تقوم به السلطة من جرائم ضد الجنوبيين من جهة وضد بعض من إخواننا الشماليين من جهة أخرى بهدف تشويه الحراك الجنوبي وكسب ود وتعاطف الشعب في الشمال - حسب قوله- الذي يبدي تعاطفاً نوعياً مع الجنوبيين في الوقت الحالي، فالسلطة وصل بها الأمر إلى تقطيع أجزاء من البشر وبطريقة بشعة تحرمها القوانين الإلهية والإنسانية.

رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة بردفان - عبد الرقيب مقبل محسن- استنكر الحادثة واعتبرها اعتداءً سافراً وعملاً جباناً.

وقال مقبل: إن هذه الأعمال تقوم بها بعض العناصر الخارجة عن القانون والتي تتمادى في غيها يوماً بعد يوم بسبب ضعف السلطة المحلية والشلل التام الذي تعيشه المديرية وغياب دور الأجهزة الأمنية.

وطالب رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة السلطة والمجالس المحلية بتفعيل دورها وليس الجري وراء المال والمشاريع الوهمية التي يتم صرفها لعناصر معروفة في الحراك وتسليمهم مشاريع بملايين الريالات علما بان الجهاز المركزي والإدارة المالية بالمديرية يعرفون هذه الأسماء ونشاطاها الواقع في المديرية.

وطالب بتفعيل دور الأجهزة الأمنية وتوفير التعزيزات اللازمة لملاحقة العناصر المطلوبة والخارجة عن القانون وإلقاء القبض عليهم.

مشيراً إلى أن ضعف مديرية "ردفان" بسبب ضعف دور السلطة المحلية والتي لا تقوم بعملها على الوجه المطلوب بل لا نراهم إلا على صفحات الصحف أما على الواقع فلا نراهم.

وقال صبري شائف محمد - عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وأحد ابرز قيادات الحراك بردفان - إنه لم يسمع على هذه الجريمة على أرض الواقع رغم وجوده في مدينة الحبيلين فقد تفاجأ بالخبر عندما وجده على المواقع الإخبارية.

وأضاف: إن الحراك الجنوبي أرفع من أن يقوم بأعمال مثل هذه وإذا كانت قد حدثت جريمة مثل هذه بالفعل فبكل تأكيد ستكون أحد دسائس السلطة التي دائماً ما تلصق جرائمها بالحراك بهدف تشويه سمعة الحراك والتحايل عليه لجره إلى مربع العنف والفوضى الذي ترى السلطة أنها بارعة فيه ، لكن هيهات أن تنجح بذلك فالحراك الجنوبي سيستمر سلمياً حتى بلوغ أهدافه".

زر الذهاب إلى الأعلى