[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

الحديدة.. نفايات سامة دخلت اليمن تحت مسمى "معسل خام"

علمت صحيفة "الغد" اليمنية مصادر رسمية في ميناء "الحديدة" بان عدداً من الأشخاص في اليمن والسعودية ومصر يقومون بعمليات شحن وتصدير نفايات خطيرة إلى اليمن تحت مسمى (معسل خام) عبر ميناء الحديدة ومن ثم تخزينها داخل مستودعات المواني لعدة أشهر والمطالبة عقب ذلك بإتلافها داخل المحافظة بحجة أنها تلفت داخل الميناء.

وأكدت المصادر بأن 51 حاوية (40 قدماً) وصلت إلى ميناء الحديدة خلال العام الماضي مملوءة بالمعسل الخام بحسب إفادة مستوردها مؤسسة محمد أحمد علي خدش البرعي المتواجد في السعودية الذي شحنت باسمه أول دفعة من هذه الحاويات في 1/3/2009م من ميناء بورسعيد المصري القديم على الرحلة 51 ثم تبعتها بقية الرحلات رقم 52و53و54 في التواريخ المبينة وهي 11/3/2009م 20/3/2009م 31/3/2009م على متن الباخرة (مارينا) التي شحنتها شركة سام للملاحة والتخليص الجمركي المحدودة وكميتها 715 كرتوناً ووزنها 18590 كجم حيث تبعها وصول الحاويات إلى ميناء الحديدة حتى بلغ عددها 51 حاوية باسم البرعي فقط تحتوي على أكثر من 25 طناً من (المعسل) الخام.

وأوضحت المصادر بان الشركة الملاحية التي تولت إيصال الشحنات "المشبوهة" إلى ميناء الحديدة تواصلت مع مستوردها مؤسسة البرعي التي لا يوجد لها في الحديدة أوفي اليمن مقر أو هاتف وأن أرقام الهواتف ومنها رقم ثابت للمؤسسة كان مفصولاً فتم توجيه رسالة على خط ميناء الشحن الواصلة منه البضاعة (ميناء بورسعيد المصري) تبلغهم بأن مالك البضاعة غير موجود في اليمن وليس له عنوان وهو بمثابة بلاغ للشاحن بإخلاء مسؤولية الشركة، وبعد ثلاثة أيام من إرسال الرسالة للشاحن اتصل "المستورد" البرعي بالشركة وأكد بأنه سيحضر إلى اليمن خلال يومين وبعد مرور أسبوع وصل إلى الميناء قال بأنه يمني يعيش في السعودية ولم يكن بحوزته أي وثيقة تخص البضاعة التي وصلت الميناء باسمه، فطلبت منه الشركة سرعة استكمال المعاملة والمعاينة ودفع الرسوم الجمركية واستخراج بضاعته من الميناء فقال أنه لا يملك حاليا مستودعات في اليمن أو رقماً ضريبياً فتم منحه رقماً ضريبياً بتاريخ 18/8/2009م بعد أن استأجر دكاناً بشارع زايد بجوار جامع الدعوة بهدف تضليل اللجنة وإيهامها بأن لديه محل يمارس من خلاله نشاطه التجاري في الاستيراد والتصدير ورغم ذلك أصر على أنه غير جاهز لاستخراج (البضاعة) حاليا وطالب بتفريغ الحاويات داخل مستودعات المواني لمدة شهر أو شهرين عقب ذلك يقوم بإخراجها من المستودعات، بالإضافة إلى عدم امتلاكه أي معمل لتصفية وتنقية البضاعة وإنزالها إلى السوق للبيع، والغريب أنه استكمل بالفعل إجراءات تفريغ عشر حاويات في مستودعات بالميناء 10و11 التابعة للمواني بموجب توجيهات رئيس مجلس إدارة مؤسسة مواني البحر الأحمر..

وبحسب قوانين المواني فإنه إذا تم إفراغ أي (بضاعة) مستوردة في أي ميناء تنتهي صفة الترانزيت ولا يمكن إعادة تصدير هذه البضاعة إلى بلد المنشأ، بعد ذلك أصر على إفراغ 41 حاوية أخرى حيث تساوي قيمة كل حاوية بحسب افادتة 50 ألف دولار أمريكي ، إلا انه هذه المرة لم يفلح وأصبح يطالب بإتلافها بحجة أنها تلفت داخل ميناء الحديدة إلا أنه لم يستطع حتى اليوم، حيث طلبت شركة سام من المصدر عدم شحن أي بضاعة باسم البرعي.

وأكدت المصادر بان الشركة المصدرة من مصر وتحديداً المصدر إبراهيم صبحي الحسانين الامبابي وعنوانه (المنصورة شارع العباسي) واصل عمليات التصدير وباسم شخص أخر هو مروان الخطيب مؤسسة يمن لوب للاستيراد والتصدير ومقرها في السعودية أيضاً بحسب إفادة "المعاملين" ولا يوجد لها أي مقر في اليمن وهي نفس البضاعة (معسل خام)، حيث وصلت باسمه 14 حاوية على متن الباخرة (لاهاري اكسبرس) في 5/1/2010م تحتوي على 862 كرتوناً من (المعسل) ثم جاء احد الأشخاص ويدعى الشميري وبنفس الطريقة التي اتبعها البرعي من قبل، يريد تفريغ الحاويات في الميناء ووافقت إدارة المواني بالفعل على تفريغ حاويتين وواصل إصراره على تفريغ بقية الحاويات إلا أن مسؤولي المواني رفضوا، وبعد ثلاثة أشهر قام (الشميري) مندوب يمن لوب بالمطالبة بإتلاف (المعسل) وقدم رسالة إلى الهيئة اليمنية للمواصفات والجودة كونها الجهة التي تحدد صلاحية (البضاعة) المستوردة من عدمها وحرروا له تقريراً بان (البضاعة) سليمة ولكن صلاحيتها انتهت، فوجد مندوب يمن لوب نفسه في ورطة كونه سيتعرض للمساءلة القانونية من قبل نيابة المخالفات التي ستوجه له تهمة استيراد بضاعة تالفة، فعاد إلى الهيئة اليمنية للمواصفات وحرروا له تقريراً جديداً بأن (البضاعة) أتلفت نتيجة تعرضها لرش مائي في مستودعات الموانئ بحسب طلبه، وأخرجوه من الورطة التي كان واقعاً فيها، ومنحوه مذكرة إلى نيابة المخالفات برقم82 وتاريخ 13/2/2010م طلبوا من نيابة المخالفات المشاركة في إتلاف (6881 كرتون معسل) تتبع (يمن لوب) وعندما ذهب إلى نيابة المخالفات لاستكمال معاملة الإتلاف اخذوا إفادته، وبعدها وجهت النيابة مذكرة إلى الهيئة اليمنية للمواصفات برقم 124 وتاريخ 16/2/2010م تطلب من الهيئة تحديد سبب تلف (المعسل) ونسخة من مواصفاته حتى تفصل في طلب الإتلاف وفقا للقانون، وبالفعل تم استكمال إجراءات الإتلاف وأتلفت (البضاعة) في 14/3/2010م بمقلب القمامة بحضور نيابة المخالفات والمواصفات ومندوبي صحة البيئة وجمرك الميناء والمواني والأمن السياسي وخفر السواحل.

وأوضحت المصادر بان مندوب (يمن لوب) تكفل بكافة مصاريف معاملة وغرامات إخراج الحاويات وعددها ثمان حاويات من الميناء وإتلافها، وذلك بأكثر من 3 ملايين ريال، بينما لازالت ست حاويات داخل الميناء تخص (يمن لوب) يحاول مندوبها استخراج الموافقة على إتلافها فيما لا تزال عشر حاويات تابعة للبرعي في مخازن المواني، بالإضافة إلى 41 حاوية في ساحة الميناء تنتظر الإتلاف.

وأشارت المصدر إلى أن هذه العمليات (الاستيرادية) كشفت بان هناك عصابة تحاول إلحاق الضرر وتلويث البيئة في اليمن من خلال التخلص من هذه (النفايات) الخطيرة بالاشتراك مع جهات داخل البلاد.

يذكر أن مثل هذه المواد أو السلع المستوردة التي تصل إلى اليمن تؤدي إلى تلويث الأراضي الزراعية الخصبة وتحويلها إلى بور وتلويث المياه الجوفية وتلحق أضراراً بالثروة الحيوانية وتشكل خطراً على الحياة البشرية.

وكانت نيابة استئناف محافظة الحديدة وجهت مذكرة رقم 2208 وتاريخ 6/4/2010م إلى نيابة المخالفات توجهها بضرورة التخاطب وإلزام الشركة المستوردة للمعسل (يمن لوب) بإعادة الكمية المشحونة باسمها إلى بلد المنشأ إذا كانت منتهية الصلاحية لتوجه بدورها نيابة المخالفات مذكرة رقم 253 إلى المواني والجمارك وهيئة المواصفات والأمن السياسي وخفر السواحل بإلزام المستورد لهذه السلعة بإعادتها إلى بلد المنشأ إذا كانت منتهية الصلاحية وغير مطابقة للمواصفات بينما تجاهلت النيابة (51 حاوية) لا تزال موجودة في مخازن المواني وساحة جمرك الميناء منذ أكثر من عام.

وفي هذا السياق قال مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات وضبط الجودة منير صالح المقالح بأن الحاويات التي لازالت في ساحة الميناء لم تصل حتى الآن وثائقها إلينا ليتم فحصها داخل ساحة الميناء أو مستودعات المواني للتأكد من صلاحيتها، حيث وصلت إلينا مذكرة من نيابة المخالفات بناء على توجيهات رئيس نيابة استئناف المحافظة تطلب منا فحص هذا (المعسل) وتم تكليف المختصين بفحص هذه الشحنات ليتضح لنا بأنه ليس لدينا إمكانيات في مختبري الهيئة في الحديدة وصنعاء لفحص هذا المنتج، كونه لازال خاماً لم تتم تنقيته، ولم يسبق بان تم استيراده، مؤكداً بأنه سيتم إبلاغ نيابة المخالفات بهذه النتيجة.

وحول إتلاف الحاويات الثمان قال المقالح بان عمليات استيراد وإتلاف هذا (المعسل) لم تصبح بعد ظاهرة وتم إتلاف الحاويات المذكورة بعد اتضاح تلفها من مظهرها وتغير رائحتها، مشيراً إلى أن النيابة هي من يقرر إعادة أو إتلاف الحاويات الموجودة داخل الميناء أو مخازن المواني.

زر الذهاب إلى الأعلى