أجمع المشاركون في الحلقة النقاشية التي نظمتها اليوم بصنعاء مؤسسة فريدريش إييرت الألمانية على أهمية الأخذ بنظام القائمة النسبية بالكامل في الانتخابات البرلمانية المقبلة في اليمن باعتبار هذا النظام كفيل بإيجاد برلمان نوعي متوازن وإحداث تحول نوعي وحقيقي في البلد، مؤكدين أن نظام الدائرة الفردية أثبت خلال العشرين عاما الماضية أنه غير سليم وغير مفيد لليمن.
وشدد المشاركون على ضرورة أن يرافق عملية الإصلاح الانتخابي إصلاحات سياسية شاملة ما لم فإن أي انتخابات لن تكون ذات جدوى.
جاء ذلك عقب محاضرة للنائب الألماني "جونتر جلوزا" تحدث فيها عن تجربة الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني وتنقله بين السلطة المعارضة ثم تحدث عن النظام الانتخابي الألماني وهو نظام مختلط فردي ونسبي وعن أهمية وجود توازن بين السلطة والمعارضة وبين السلطة المركزية والمحلية.
وكان ألقى في بداية المحاضرة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية السيد "ميشائيل كلوربير شتولد" كلمة أكد فيها أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في أي بلد مرهون بطبيعة النظام السياسي الحاكم، مشيرا إلى حرص ألمانيا على دعم اليمن لإنجاز الإصلاحات التنموية السياسية.
كما ألقى الدكتور عبدالكريم الإرياني نائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام كلمة اعترف فيها أن المعارضة كانت قد طلبت الأخذ بنظام القائمة النسبية من وقت مبكر إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل الحزب الحاكم في البداية، متمنيا أن يتم التوصل مع المعارضة إلى توافق بهذا الشأن وبما يتناسب ظروف اليمن.
وقال الإرياني إن طلب المعارضة بالأخذ بهذا النظام كان وجيها لأنها حصلت في الانتخابات الماضية على كثير من الأصوات وقليل من المقاعد بسبب النظام الفردي.
نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات سابقا المهندس عبدالله الأكوع دعا في مداخلته للأخذ بنظام القائمة النسبية بالكامل وذلك لتفادي مشاكل النظام الفردي والصراعات الاجتماعية إضافة إلى توفير الوقت والجهد التي يوفرها الأخذ بهذا النظام.
وبخصوص مشكلة المرشحين المستقلين قال الأكوع إن هناك إمكانية لحل مثل هذه الإشكالية.
من جانبه أيد الأمين العام لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) محسن بن فريد ما ذهب إليه الأكوع، مضيفا: ضرورة البدء الإصلاح السياسي".
وقال إن نظام القائمة النسبية يعتبر أحد مفاتيح سبعة لحل مشاكل اليمن وهي كما تضمنتها رؤية حزبه الحكم المحلي كامل الصلاحيات والنظام البرلماني وحيادية الجيش والأمن والمال العام والخدمة المدنية والإعلام إضافة إلى استقلالية القضاء ونفاذ أحكامه.
وفي رده على الذين يطالبون بإسقاط التجربة الألمانية الانتخابية على اليمن قال رئيس كتلة الإصلاح إنه لا يمكن المقارنة بين ألمانيا واليمن لأن اليمن تفتقر للمؤسسية حيث يوجد نظام فردي يسيطر على كل شيء في البلد. وقال إننا في مرحلة انتقالية ولسنا في ديمقراطية.
وخاطب بافضل النائب الألماني قائلا: "إذا كنت أمام حزب يسيطر على كل شيء ويسخر إمكانات الدولة بالكامل لصالحه ستدخل الانتخابات".
كما استغرب المقارنة بين النظام الفيدرالي بألمانيا والحكم المركزي في اليمن. وقال إن الحزب الحاكم عندنا يخاف من المتغيرات لذا فهو يريد أن يظل مسيطرا على الأغلبية المطلقة في البرلمان.
وشدد بافضل على ضرورة الانتقال إلى الحكم المحلي لما من شأنه تطوير المجتمعات المحلية والحفاظ على الوحدة، معربا عن مخاوفه أن تطول فترة الأزمة والانسداد السياسي فينهار كل شيء في البلد.
وطلب بافضل في ختام حديثه من رئيس الجمهورية أن يعطي الإرياني صلاحيات أكبر لكي يتمكن من الدفع بالحوار بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك إلى الأمام.
وتطرق إلى الهجوم غير المبرر والشتائم التي تكيلها الحكومة خصوصا هذه الأيام للمعارضة بمناسبة الاحتفالات بعيد الوحدة. وقال: "إننا لم ندع لهذه الاحتفالات كما لو أننا ضد الوحدة.
وبدورها أكدت الدكتورة رؤوفه حسن - أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء - أن النظام الانتخابي الفردي غير مفيد لليمن وخصوصا المرأة وأنه لم يتيح أي فرصة للمرأة اليمنية بالوصول إلى البرلمان وهو ما أكدته التجارب السابقة.
وقالت: إن النظام الانتخابي القائم هو نظام مشيخه، مشيرة إلى أن 50% من أعضاء البرلمان هم شيوخ وأبناء شيوخ وأن هذا النظام الانتخابي يعيد إنتاج النظام السياسي القديم بطريقة جديدة.