قالت صحيفة "هآرتس" إنها حصلت مؤخرا على وثائق تبين منها أن تنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية، والذي يتخذ من اليمن مركزاً له، يدرس إمكانية إدخال نشطاء من أنصاره في قطاع غزة إلى إسرائيل متنكرين كمهاجرين من اثيوبيا أو لاجئين أفارقة يتسللون عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل لتنفيذ هجمات فيها.
وكتب محرر الشؤون العربية في "هآرتس" تسفي بارئيل أمس أنه حصل على الوثائق من خلال تبادل رسائل عبر البريد الالكتروني مع من وصفهم ب"الانفصاليين الشيعة" شمال اليمن، أي الحوثيين، وأن مرسل هذه الرسائل هو شخص يدعى علي حسين. وأضاف بارئيل أنه تلقى رسالة أمس تضمنت اقتباسات من رسالة بعث بها تنظيم "القاعدة" إلى المنظمة السلفية "أبو عمير" في قطاع غزة وهي وفقا للصحيفة الإسرائيلية فصيل إسلامي متطرف يخوض صراعا ضد حركة "حماس" في القطاع.
وأشار بارئيل إلى أن زعيم منظمة "أبو عمير" كان الإمام عبد اللطيف موسى، الذي قتل مع 15 من أتباعه على أيدي قوات "حماس" في شهر آب (أغسطس) الماضي بعدما أعلن "قطاع غزة إمارة إسلامية موالية لبن لادن"، في إشارة إلى زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن. ووفق "هآرتس"، فإن نشطاء تنظيم "القاعدة" في اليمن احتجوا في رسالتهم على تعامل "حماس" مع مقاتليهم وكتبوا أنه: "بذلنا جهودا كبيرة من أجل إخراج مقاتلين من هنا إلى غزة لكن حكومة حماس أعادتهم بذريعة أنهم ليسوا بحاجة إلى مقاتلين".
وأضاف نشطاء "القاعدة" في اليمن "إننا لم نكن نعلم وقتئذ أنكم موجودون في غزة لكن الحمد لله على إجراء الاتصال فيما بيننا". وطلب نشطاء "القاعدة" في اليمن من النشطاء السلفيين في غزة إطلاعهم على قدراتهم العسكرية والتنظيمية وعلى مخزون الأسلحة الذي تمكنوا من جمعه.
وأضافوا أنه "في ما يتعلق بما تحدثتم عنه في رسائلكم إلينا فإنه بودنا أن نشدد على أمر هام وهو أن إخوانكم في اليمن لا ينسون موضوع (المسجد) الأقصى وإخواننا في فلسطين، كل فلسطين، ولا فرق بين منطقة وأخرى... ونحن نطلب منكم معرفة تفاصيل حول عدة أمور: ما هي قدرتكم العسكرية وما هي الأسلحة التي تحتاجونها وشكل تخزين الأسلحة في حال نشوب حرب مع اليهود أو مطاردتكم من جانب حماس".
وأضافت "هآرتس" أنه تبين من الرسالة أيضا أن "القاعدة" يدقق في إمكانية تمرير مواد ناسفة ونشطاء إلى داخل إسرائيل.
وجاء في الرسالة أنه "بودنا أن نعرف ما هي الإمكانيات لإدخال مواد متفجرة إلى داخل إسرائيل وكذلك ما هي الإمكانية لتفجيرها بواسطة من لديكم معه اتصال داخل الأراضي المحتلة في إسرائيل إذ أشرتم إلى أنه لديكم علاقات (مع أشخاص) هناك، ونريد أن نعرف ما إذا كانت هناك إمكانية لخطف جندي يهودي مثلما فعلت حماس وبماذا منوط ذلك وما هي تكلفته".
وتابعت الرسالة: "هل توجد إمكانية لإدخال إخوان من الصومال إلى تل أبيب متنكرين على شكل مهاجرين أثيوبيين؟ فقد قلتم لنا إنه يوجد يهود من أفريقيا الذين يهاجرون إلى إسرائيل عن طريق الحدود المصرية".
وطلب نشطاء "القاعدة" في اليمن من النشطاء السلفيين في غزة أن "يكون وجودكم في سيناء أكبر من وجودكم في غزة وذلك من دون إعطاء تقارير حول نشاطكم في سيناء ولكن ثمة أهمية لتوثيق هذا النشاط لكي نتمكن من نشره في الوقت المناسب". وأضافوا: "لدينا أحد الإخوان الذي يدرس في إحدى الجامعات المصرية ويتوقع أن يعود قريبا إلى مصر وبإمكاننا أن نرسل معه بعض المال لمساعدتكم على شراء ما تحتاجونه واعذرونا لأننا لم نقم بواجبنا تجاهكم في الماضي ونحن نتوقع رسالة منكم توضحون فيها كيف بإمكانكم الحصول على المال من الشخص في مصر وسوف نعلمكم بكيفية الاتصال معه".
وتابعوا أن "الأمر المهم هو أن هذا الرجل لا تحوم أية شبهات أمنية ضده ولذلك نطلب منكم أن يكون من يتصل معه خال من الشبهات". وطلب نشطاء "القاعدة" من زملائهم في غزة "الابتعاد عن أية مواجهة مع حماس وعليكم السعي للحصول على شعبية ودعم الشعب".
وكتب بارئيل أن "الانفصاليين الشيعة" يريدون من وراء الرسائل التي بعثوها إلى "هآرتس" إظهار الفرق الجوهري بينهم وبين تنظيم "القاعدة"، وأنه "فيما تمارس القاعدة الإرهاب الدولي فإنهم (أي الشيعة) يطالبون بالحصول على حقوقهم كمواطنين يمنيين وكمجموعة عرقية ودينية تتمتع من حرية التعبير عن الرأي وحرية النشاط السياسي". وأضاف بارئيل أن "الانفصاليين الشيعة"، الذي يراسلونه هم تيار شيعي معتدل ويخوض نضالا ضد السلطات اليمنية، التي تتهمهم بالتعاون مع إيران، الأمر ينفونه.
وأوضح رجل الاتصال بين "الانفصاليين الشيعة" و"هآرتس" في رسالة سابقة أن التقديرات لدى جماعته هي أن النشر في الصحيفة الإسرائيلية، بإمكانه أن يؤثر على موقف الإدارة الأميركية تجاه الشيعة في اليمن.
وأرفق "الانفصاليون الشيعة" برسائلهم كتاب إرشادي للجواسيس، مؤلف من 42 صفحة كتبه عبد الله الحاج أصدره "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مؤسسة حروب المعلومات"، وتضمن شرحا مفصلا لمهام وشكل عمل رجال الاستخبارات التابعين لـ"القاعدة".