أكد سفير الكويت لدى اليمن سالم الزمانان ان «العلاقات الكويتية - اليمنية طيبة وتاريخية وما عدا ذلك فهي آراء ووجهات نظر لا تعبر عن التوجهات الرسمية في البلدين»، مشددا على ان «الكويت ودول الخليج أكدت في مناسبات مختلفة ولا تزال تؤكد وقوفها إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن».
وقال الزمانان في لقاء مع «الراي» ان «التجربة الديمقراطية اليمنية ناشئة ولا بد أن تقابل ببعض التحديات، لكن المزيد من المراس الديموقراطي كفيل بإزالتها»، مشيرا إلى ان «اليمنيين هم الأقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم والدول الخليجية والعربية تقف إلى جانبهم».
وأشار إلى ان «جهود التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات حققت نجاحا بارزا ونتائج مثمرة»، مضيفا ان «تزايد عدد العمالة اليمنية في سوق الكويت مؤشر ايجابي على مستوى العلاقات المتطورة».
وذكر ان «الاستثمارات الكويتية تاريخية في اليمن ولا يزال هناك اهتمامات من قبل القطاع الخاص في صنعاء»، مضيفاً: ان ثمة «الكثير من الخطط الطموحة التي تعلن عنها الحكومة اليمنية من شأنها زيادة وتيرة التنمية في البلاد»، مشيرا إلى ان «اليمن بلد الحكمة، وأجمل ما فيه أن الجميع متفقون على الحوار مهما تباينت آراؤهم واختلفت مطالبهم».
وفي ما يلي نص اللقاء:
• كيف تقرأ واقع اليمن سياسيا منذ مجيئك صنعاء كسفير لدولة الكويت؟ وهل ترى ان دعوات الانفصال تصب في مصلحة اليمن؟
- منذ باشرت مهامي كسفير لدولة الكويت في اليمن الشقيق وأنا كل يوم أتعرف أكثر على اليمن. ووجدت اليمن بلداً طيباً وشعباً كريماً، وهذا ما يلمسه الزائرون لهذا البلد... ولا شك أن هناك تجربة ديموقراطية ناشئة يتمتع بها اليمن، وأي تجربة واعدة لا بد أن تقابل ببعض التحديات، لكن المزيد من المراس الديمقراطي كفيل بإزالتها... وبالنسبة لدولة الكويت خصوصاً ودول الخليج عموماً فإنها أكدت في مناسبات مختلفة ولا تزال تؤكد، على وقوفها إلى جانب وحدة وأمن واستقرار اليمن، والكويت تشارك بفعالية في مختلف اللقاءات والمؤتمرات التي تتعلق باليمن.
• لكن لا تزال هناك أصوات في مجلس الأمة تطالب اليمن باعتذار يمني جراء أحداث الغزو العراقي الغاشم لدولة للكويت... وهناك من يعتقد ان العلاقة الكويتية - اليمنية حاليا علاقة شكلية مارايكم في ذلك؟
- العلاقات الكويتية- اليمنية طيبة وتاريخية، وهي تتقدم بشكل مستمر، وأنت ترى أن الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين وعلى مستويات عالية لا تكاد تنقطع، والتعاون مستمر في شتى المجالات، وما عدا ذلك فهي آراء ووجهات نظر لا تعبر عن التوجهات الرسمية في البلدين.
• كم عدد الاتفاقيات التي تم توقيعها مع اليمن منذ عام 2006م ؟ وما أهم تلك الاتفاقيات؟
- هناك العديد من الاتفاقات الموقعة بين حكومتي الكويت واليمن، فقد وقعت عدة اتفاقات وبروتوكلات تعاون بين الجانبين على هامش زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح إلى اليمن مطلع فبراير 2009، وهناك اتفاقيات أخرى وقعت قبل وبعد ذلك، وشملت مجالات العدل، والأوقاف والإرشاد، والتعاون الأمني، والتعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين، والتعاون الثقافي والاقتصادي والتجاري، ومجالات أخرى
• ما مدى التعاون الأمني بين اليمن والكويت خصوصا في مكافحة الإرهاب؟
- هناك تنسيق وتعاون أمني متميز بين الجهات المختصة في الكويت واليمن، وهو محل إشادة وتقدير من الجانبين، وهناك انسجام ووضوح في هذا التعاون الذي يصب في خدمة مصالح البلدين المشتركة.
• هل ثمة عمليات إرهابية تم اكتشافها أو إحباطها نتيجة تعاون يمني -كويتي ؟
- بالنسبة لنا خصوصاً في مجال التعاون الأمني، فليس كل ما ينجز يفصح عنه، لكن أؤكد لك أن هناك نجاحاً بارزاً في جهود التنسيق وتبادل المعلومات خصوصاً في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وكان هناك نتائج مثمرة لذلك التنسيق.
• هناك اتهامات لبعض اليمنيين في الكويت بدعم الانفصاليين داخل اليمن بالأموال ما الإجراءات التي تقوم بها السفارة لمنع سفر أو التبليغ عن مشتبهين بدعم الانفصال وكذلك دعم الحوثيين من قبل بعض الحوزات؟
- كما ذكرت سابقاً موقف الكويت واضح ولا يقبل التشكيك، فقد أكدت في أكثر من مناسبة حرصها على وحدة وأمن واستقرار اليمن.
• تزايد عدد اليمنيين الذين دخلوا الكويت للعمل منذ توليكم منصب السفير بصنعاء إلى ماذا ترجعون هذا التزايد في هذا الوقت؟ وكم عدد المواطنين اليمنيين الذي دخلوا الكويت للعمل فيها منذ توليكم وما أكثر الإعمال التي استقطبت عددا كبير امنهم؟
- هناك تزايد لعدد العمالة اليمنية الملتحقة بسوق العمالة في الكويت، خصوصاً في العامين الماضيين، وهذا مؤشر ايجابي على مستوى العلاقات المتطورة، وبطبيعة الحال فالأمر يرجع إلى جهود الجانبين في هذا المضمار، فضلاً عن ان القطاع الخاص الكويتي يولي أهمية للعمالة اليمنية، لكن الأمر يخضع لمسألة العرض والطلب، والقطاع الخاص الكويتي يثق في الإخوة اليمنيين وهذا أمر معروف لدى الجميع نظراً لما عرف عنهم من نزاهة وصدق وتقارب في العادات والثقافة، ولكن هناك بعض الأمور التي تحول دون اختيار المزيد من العمالة اليمنية مثل اللغة الإنكليزية، ومهارات استخدام الحاسوب وتطبيقاته، وهو الذي أصبح مطلبا أساسيا في سوق العمل اليوم، إضافة إلى التأهيل والتدريب المناسب في المجالات المختلفة، لكن في الفترة الأخيرة لمسنا اهتماماً خاصاً من قبل الحكومة اليمنية في تأهيل العمالة اليمنية وهو ما سيعزز من حظ العمالة اليمنية في أسواق الخليج.
حقيقة لا يوجد إحصائيات دقيقة عن العمالة اليمنية، لكن السفارة تصادق شهريا على العديد من تأشيرات العمل، ويعمل في الكويت حالياً أكثر من 10 آلاف يمني.
• كم عملية نصب تم اكتشافها أوهم أصحابها بأنهم وسطاء لإيفاد عمالة يمنية للكويت؟
- بالنسبة لموضوع الاحتيال في موضوع العمالة، فهذا أمر نادر وحالات شاذة والنادر لا حكم، وهي ليست متعلقة بالكويت أو أي دولة بعينها، وهذه الحالات إن وجدت فإن الجهات المعنية تتعامل معها بمسؤولية وفقاً للقوانين النافذة.
• هناك يمنيون رحلوا إلى اليمن منذ عام 2009م لماذا تم ترحيلهم وكم عددهم؟
- لم اسمع عن ترحيل يمنيين من الكويت خصوصاً ممن دخلوا للعمل هناك، ولم يصل السفارة بشكل رسمي أي شيء من هذا القبيل.. وإذا كانت هناك أخبار من هنا أو هناك فهي تعود لمصادرها.
• كيف تقيمون نسبة الاستثمارات الكويتية في اليمن ولماذا توقفت بعضها ؟
- الاستثمارات الكويتية تاريخية في اليمن، ولا يزال هناك اهتمامات من قبل القطاع الخاص الكويتي للاستثمار في اليمن، كما أن هناك العديد من الاستثمارات التي أعلنت عنها الهيئة العامة للاستثمار اليمنية، وبمليارات الريالات، وتوفر مئات الفرص للعمالة. هناك استثمارات نفطية وعقارية جديدة، وهناك استثمارات ما زالت قيد الدراسة والبحث في مسألة الجدوى.
• ترددت العام قبل الماضي أخبار عن سعي هيئة الاستثمار الكويتي لتطوير وتحديث فندق شيراتون... وبناء مقر السفارة بجواره... وقيل أنه سيتم تأجير الفندق وأحيانا يقال انه سيباع.. ما مصير الفندق الذي يعتبر موقعه من المواقع الاستراتيجية والمهمة؟
- فندق شيراتون هو أحد الاستثمارات الكويتية في اليمن، وهناك العديد من الأفكار والخطط المتداولة في الهيئة العامة للاستثمار الكويتية في هذا الجانب.
• ما مصير منحة دولة الكويت البالغة 200 مليون دولار وما مصير إنشاء كلية المجتمع؟ وهل ثمة مشاريع أخرى تعتزم الكويت تنفيذها؟
- الكويت خصصت كامل المبلغ الذي تعهدت به في مؤتمر لندن للمانحين عام 2006، وقد وقع الصندوق الكويتي للتنمية مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي على بعض المشاريع وأخرها تمويل ميناء سقطرى في نهاية شهر مارس الماضي بمبلغ 40 مليون دولار، والعام الماضي وقع الصندوق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي على اتفاقية دعم مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية بمبلغ 50 مليون دولار، وما زال الصندوق الكويتي للتنمية يتابع بقية المشاريع مع الحكومة اليمنية.
بالنسبة لكلية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد فهي منحة مقدمة من سموه، وقد أعلن المكتب الاستشاري والهندسي للمشروع الشهر الماضي المناقصة الخاصة بالكلية، ودعا شركات المقاولات اليمنية والكويتية لتقديم عطاءاتها، ونأمل ان يتم البدء بتنفيذ المشروع في القريب العاجل.
• كيف تنظر إلى استضافة اليمن لخليجي 20، وهل ترى ان المخاوف الأمنية مبررة للداعين لتأجيل أو نقل البطولة؟
- موضوع استضافة اليمن لخليجي 20 امر خاضع لتقديرات الإخوة في اتحادات كرة القدم في دول مجلس التعاون واليمن والعراق التي تشارك في البطولة، وهي تجتمع بشكل دوري لتقييم المعايير الخاصة بهم، وأعتقد أنهم في اجتماعهم الأخير الذي عقد هذا الأسبوع في الدوحة دعموا استضافة اليمن، لكن هذا الأمر يخضع لتقديرات القائمين على الرياضة في تلك الدول، ونحن على ثقة أنهم يولون الأمر الأهمية المناسبة.
• مضت نحو 3 أعوام على توليكم مهام عملكم في اليمن، كيف تنظر إلى عجلة التنمية في اليمن خصوصا أنها تحتفل بالذكرى العشرين لتحقيق الوحدة؟
- كما تعرف تحتفل اليمن بعيد الذكرى العشرين لتحقيق الوحدة اليمنية، وتتزامن هذه الاحتفالات مع تدشين عشرات المشاريع التنموية، ووضع حجر الأساس لعشرات المشاريع الأخرى في كل المحافظات اليمنية، وهناك الكثير من الخطط الطموحة التي تعلن عنها الحكومة اليمنية التي من شأنها زيادة وتيرة التنمية في البلاد ونحن نأمل لها التوفيق في ذلك.
• هناك من يعتقد ان الحكومة اليمنية أصبحت على وشك الانهيار لتصبح أفغانستان أخرى نتيجة وجود القاعدة، واضطرابات الحراك الجنوبي والحرب مع الحوثيين... وعدم الاتفاق بين الحاكم وأحزاب المعارضة، كيف قرأتم مثل هذه التصريحات كونكم تعيشون في اليمن؟
- هناك الكثير من التقارير والآراء التي تتحدث عن اليمن، لكن ليس كل ما يقال صحيحاً، وباعتقادي فهناك قضايا لا تقل أهمية عن تلك وربما هي أكثر أهمية مثل ما يتحدث عنه الخبراء في مجال المياه من مخاوف نضوب المياه في صنعاء وبعض المناطق الأخرى في غضون سنوات، وهذا تحدٍ ليس بالسهل.. ولكن عموماً أنا أؤمن ان اليمن بلد الحكمة، وأجمل ما في هذه البلاد أن الجميع متفقون على الحوار مهما تباينت آراؤهم واختلفت مطالبهم، يبقى الحوار مقدساً لدى الجميع، والمسألة مسألة وقت، وتفاوض، وفي النهاية الجميع سيغلبون مصلحة اليمن كعادتهم ويجلسون إلى طاولة حوار وطني تناقش كل تحديات البلاد... التجربة الديموقراطية في اليمن ناشئة ومن الطبيعي ان تترافق معها بعض المعوقات، لكن اليمنيون هم الأقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم، وأشقائهم في دول مجلس التعاون والدول العربية يقفون إلى جانبهم، كما يقف المجتمع الدولي معهم.
• تصنفك الحكومة اليمنية وخصوصا مجلس الوزراء والخارجية ضمن ابرز أهم السفراء الذين لديهم نشاطات تهدف إلى تطوير علاقات البلدين إضافة إلى مشاركتك في عدد من الفعاليات المحلية الثقافية والاجتماعية، ما الذي لفت نظرك في اليمن ثقافيا واجتماعيا؟
- أنا سعيد بأن يكون هذا هو الانطباع لدى الأشقاء في اليمن عن سفير دولة الكويت، وأنا في اليمن أمثل الديبلوماسية الكويتية التي لا يتسع المجال للحديث عنها الآن... وأيضا هناك سفراء عرب وأجانب كُثُر يمارسون أنشطة فعالة على الساحة، ولكن ربما يكون لكل سفير طريقته الخاصة في ذلك... كما تعرف فإن علاقات الإخاء والترابط بين اليمن ومحيطه الخليجي، هي علاقات أزلية، وهناك الكثير من الروابط، فنحن يربطنا الجوار والعادات والتقاليد والثقافة المشتركة فضلا عن روابط الدم والقربي واللغة والدين... نحن نشعر ان ما يربطنا هو الكثير ونعمل على هذا الأساس.
لذلك وفي ظل علاقات الإخاء والاحترام المتبادل فأنا شخصياً أحرص على التفاعل الايجابي مع كل الدعوات والفعاليات والندوات التي أدعى إليها، أو حين يطلب مني المشاركة فيها بمداخلة أو محاضرة أو غيره.
وأكثر ما لفت نظري أن أجد هذا التفاعل مشتركاً بين مختلف شرائح المجتمع اليمني الذين يخوضون معك في الحديث والنقاش الثري سواء في الثقافة أو التاريخ أو الفن أو السياسة أو الاقتصاد وغيرها.. هناك تلقائية زاخرة بالثقافة والمعرفة تكاد تكون مشتركة عند الجميع في هذا البلد.
• كيف تقيم دور المرأة اليمنية في الحياة مع أخيها الرجل؟
- المرأة اليمنية تشارك الرجل في كثير من جوانب الحياة، فهي موجودة كوزيرة، ونائبة، ومسؤولة تنفيذية، هي موجودة إلى جانب أخيها الرجل في مختلف المؤسسات والمهن والأعمال الأخرى، سياسية كانت ام اقتصادية ام فعاليات ثقافية، وهذا يشير إلى الحضور القوي للمرأة في مختلف جوانب الحياة.