اعتبر عوزي ديان نائب رئيس الجيش الإسرائيلي السابق اشتراك رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في أسطول الحرية القادم والذي يجري الإعداد له والتوجه إلى قطاع غزة بمثابة إعلان حرب على إسرائيل، ويجب التعامل بجدية كبيرة من قبل إسرائيل مع هذا الموضوع.
وبحسب ما نشر موقع "إذاعة الجيش" فقد اعتبر ديان التصريحات التي صدرت مؤخرا عن رئيس الحكومة التركية والتي أشارت إلى عزمه المشاركة في أسطول الحرية القادم، تخطيا لخطوط حمراء وبمثابة دفع المنطقة للحرب، حيث أكد "أن على إسرائيل منذ الآن التوضيح لأردوغان وغيره أن هذا خطا أحمر يجب عدم تخطيه، وعلى الجميع أن يدرك أن إسرائيل جادة في هذا الأمر وعليه أن يتحمل النتائج في حال تخطيه لهذه الخطوط الحمراء".
وأضاف الموقع أن رئيس المكتب الأمني والسياسي في وزارة الجيش الإسرائيلي عاموس جلعاد تطرق للأمر قائلا: "مطلوب منا في لحظات التوتر في العلاقات مع تركيا التفكير جيدا وبعمق شديد وإعادة تقييم الأمر بدلا من مهاجمة رئيس الحكومة التركي المنتخب"، وقد رفض التعليق على ما نشرته صحيفة "الصاندي تايمز" اللندنية التي أشارت إلى نية الحكومة التركية إغلاق معسكر أمني إسرائيلي في تركيا.
وفي سياق متصل، وخلال مؤتمر صحافي جمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشارك في منتدى اسطنبول، طالب أردوغان وقف ما تقوم به إسرائيل من خروقات ضد القانون الدولي.
ومن جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الهدف من هجوم إسرائيل على قافلة الحرية هو معاقبة تركيا لدعمها الشعب الفلسطيني.
حماس ترفض
من جانب آخر، رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، العرض الإيراني بحماية سفن فك الحصار، وذلك بعد مقتل 9 نشطاء على متن سفينة ضمن قافلة كانت تحاول تسليم مساعدات إلى غزة فيما أثار غضباً دولياً.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد عرض أمس حماية سفن المساعدات المتوجهة إلى غزة إلا أن النائب عن حماس، جمال الخضري قال لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن الحركة لا تريد أي تدخل عسكري.
من جانبه، رحب مستشار الرئيس التركي بطلب الحرس الثوري الإيراني مرافقة سفن المساعدات المتوجهة إلى غزة بهدف حراستها، وذلك بعد مقتل 9 نشطاء على متن سفينة ضمن قافلة كانت تحاول تسليم مساعدات إلى غزة فيما أثار غضباً دولياً.
وقال مستشار الرئيس التركي إرشاد هرموزلو لقناة "العربية" إن اقتراح إيران مرافقة قوات من الحرس الثوري الإيراني لقوافل المساعدات "أمر متروك لطهران"، فيما اعتبر ممثل عن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن قوات الصفوة في الحرس الثوري الإيراني مستعدة لتوفير حراسة عسكرية لسفن الشحن التي تحاول كسر الحصار الإسرائيلي على غزة.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية عن علي شيرازي ممثل خامنئي في الحرس الثوري قوله إن "القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني على أهبة الاستعداد بكل قدراتها وإمكاناتها لحراسة قوافل السلام والحرية إلى غزة"،
وستعتبر إسرائيل أي تدخل من قبل الجيش الإيراني استفزازاً كبيراً. وتتهم إسرائيل إيران بإمداد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة بالسلاح، ولا تعترف إيران بإسرائيل، وتنبأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مراراً بزوالها الوشيك، وقتلت القوات الإسرائيلية يوم الإثنين الماضي تسعة نشطاء على متن سفينة ضمن قافلة كانت تحاول تسليم مساعدات إلى غزة فيما أثار غضباً دولياً خصوصاً في الدول الإسلامية.
من جانبه، أ علن الهلال الأحمر الإيراني الاثنين أنه سيرسل سفينتي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة "في نهاية هذا الأسبوع"، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ايرنا).
وقال المدير الدولي للهلال الأحمر الإيراني عبد الرؤوف عبد زاده للوكالة الرسمية إن "إحدى السفينتين ستنقل تقدمات الشعب (الإيراني) وهي في قسمها الأكبر أدوية وأغذية، والسفينة الأخرى ستنقل متطوعين إنسانيين من الهلال الأحمر".
وأضاف أن "السفينتين ستغادران نهاية هذا الأسبوع". وتابع أن "المتطوعين الذين يريدون الذهاب إلى غزة ومساعدة شعب فلسطين المحتلة المضطهد يمكنهم تسجيل أسمائهم على موقع الهلال الأحمر".
"تشويش على الموقف التركي"
وفي معرض تحليله للمواقف الإيرانية الأخيرة قال وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب لـ"العربية" إن طهران غارقة في المشاكل الداخلية وتسعى للمزايدة على تركيا، وأضاف:"الحرس الثوري الإيراني موجود في الجنوب اللبناني فلماذا لم يفعل شيئا، ولماذا لم ينفذ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعيده بإغلاق الموانئ الإسرائيلية في حال تعرض إسطول الحرية لأي اعتداء.
وتابع: إيران تريد أن تقول إنها موجودة بعد أن غابت عن الأحداث في المنطقة بشكل تام في الفترة الأخيرة، وهي لا تريد أن تحوز تركيا لوحدها على الإعجاب الجماهيري في المنطقة العربية لوحدها.
ورأى القلاب أن طهران تسعى إلى التشويش على الموقف التركي وإجهاض المحاولات الدولية لفك الحصار الإسرائيلي الظالم عن قطاع غزة، وزاد:" وهنا نلاحظ أن هناك توافقا تاما بين الحكومة الإيرانية ونتنياهو على إجهاض العملية السلمية وعدم إحياء مفاوضاتها من جديد".
مقتل 4 فلسطينيين برصاص الزوارق الإسرائيلية
قال مسؤولو الأمن بحماس والجيش الإسرائيلي إن دورية تابعة للبحرية الإسرائيلية قتلت أربعة نشطاء فلسطينيين على الأقل كانوا يرتدون ملابس غوص قبالة ساحل غزة الاثنين.
وذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "دورية للبحرية الإسرائيلية رصدت قاربا عليه أربعة رجال في ملابس غوص في طريقهم لتنفيذ هجوم إرهابي وأطلقت النار عليهم". مضيفة أن الدورية أكدت إصاتبهم.
ولم يوضح المتحدث الهدف المعتزم للغواصين الذي كان الجيش يعتقد أنهم يسعون لتنفيذه، بينما أكدت مصادر أمنية بحماس العثور على أربع جثث وقالت إن رجلا خامسا مفقودا ويفترض أنه قتل.