arpo37

الدكتور عبدالله النفيسي: الكويت والإمارات وقطر والبحرين دول مهددة بالزوال

كشف عضو البرلمان الكويتي الأسبق، والمفكر الإسلامى الدكتور عبد الله النفيسى، تفاصيل الفكرة التي طرحها بتوحيد دول الخليج العربي في دولة واحدة لضمان بقاء واستقرار الدول الصغرى وهي الكويت والإمارات والبحرين وقطر، على حد تعبيره.

وقال النفيسي في حوار مع موقع “العربية. نت" إن الوحدة التي يدعو إليها ليست إندماجية، وليست تحت قيادة المملكة العربية السعودية، كما نقل عني بالخطأ سابقاً، مشترطاً أن يتم تنفيذ ذلك الفكر الوحدوي وفقا لخطوات مدروسة، الأولى منها توحيد وزارات النفط والخارجية والدفاع بحيث يكون لدول مجلس التعاون الست وزيرا واحدا لكل وزارة من تلك الوزارات، تمهيدا لتنفيذ الخطوة الثانية وهى الاتحاد الكامل لجميع الوزارات في حال نجاح الخطوة الأولى، دون المساس بنظام كل دولة واستقرارها الداخلي.

وأضاف النفيسي أن هدفه من ذلك التوحد إقامة خط دفاع حديدي أمام القوى الخارجية التي تريد النيل من الخليج، وخاصة من أعضائه الصغرى " الكويت وقطر والإمارات والبحرين "، مخترقة أمنيا ومنكشفة سياسيا، على حد تعبيره.

وأماط النفيسي اللثام عن وجود خطة أمريكية إيرانية، تحاك خيوطها خلف الستار، تهدف إلى تمكين الأخيرة من دول الخليج وتسهيل انقضاضها عليها في المستقبل القريب.

وأوضح النفيسى أن الهجوم على فكرته يرجع إلى سببين أولهما نمطية التفكير التي باتت عند المواطن الخليجي، فالكويتي يفكر كويتيا والإماراتى يفكر إماراتيا، إلى آخر دول الخليج، لذا هم يرفضون التوحد وأى من يدعو إليه .

أما السبب الثاني فعزاه النفيسى إلى جهات رسمية تتحسس من فكرة الوحدة ما يجعلهم يحرضون ضده، كتابا وصحافيين ونوابا وحتى رجال من عامة الشعوب، لإفساد الأفكار عليه ومحاولة تسميمها، وتشويشها، مشيرا إلى أن هجومه على المرجع الشيعي الكويتي السيد المهرى الذي روجت له صحيفة معينة، هدفت إلى صرف أذهان الناس عن الفكرة من المحاضرة التي ألقاها وقتها " وهى توحد الخليج ".

الدول الخليجية الأربع الرخوة

و أكد النفيسي أن بقاء دول الكويت والإمارات وقطر والبحرين على وضعها الحالي، يشكل لها تهديدا كبيرا في المستقبل القريب من قبل قوى خارجية، على رأسها جمهورية إيران، مشيرا إلى أن الأخيرة اقتضت ظروفها الداخلية المهترئة أن تصنع عدوا في الخارج لتحاول به تعويض الاختلالات الداخلية، معتبرة أنه متنفس خارجي، بعد أن ضاقت بها السبل في الداخل .

وأضاف : لو كنت مكان المسؤول الإيرانى، سأحاول بالطبع البحث عن أهداف رخوة ولن أجد إلا استهداف الشظايا الجغرافية الأربع الصغيرة المقابلة للساحل الإيرانى للانقضاض عليها " في إشارة إلى الدول الأربع السابقة ".

وزاد النفيسى : الوحدة التي أدعو إليها ليست اندماجية، بينما أدعو إلى أن تسبقها خطوات رمزية ،بجعل لكل دول المجلس وزيرا واحدا لحقيبة النفط ومثله للدفاع ومثله للخارجية تحت لواء دول مجلس التعاون الخليجي جميعها ، وليس تحت قيادة المملكة العربية السعودية كما نقل عنى بالخطأ سابقا ، لافتا إلى ضرورة أن يتم تدوير تلك المناصب كل عامين بين الدول الست، مع احتفاظ كل دولة بنظامها الداخلي الخاص وإستراتيجيتها ووضعها دون أي مساس .

وتابع : عندما تنجح الخطوة الأولى من التوحيد على صعيد توحيد الوزارات الثلاث، وتتضح الدروب أمامنا، يتم الانتقال إلى خطوة أخرى، وهى توحيد الوزارات جميعها مثل الاتحاد الأووربى الذي يحاول في الآونة الأخيرة توحيد سفاراته في كل الدول، بحيث تكون واحدة تمثل كل الاتحاد الأوربى، مستغربا من" عدم تفكيرنا في هذا الأمر مثلهم في وقت نعلم فيه أن ذلك سيقلل من التهديدات التي تواجهنا ، وسوف يؤكد على إيران وغيرها، أن الاعتداء على أى من الدول الأربعة ليس مجرد نزهة" .

صفقة أمريكية إيرانية

وعلى صعيد متصل كشف النفيسى عن وجود صفقة كبيرة قادمة في الطريق، بطليها الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن الوضع العام في الخليج، معربا عن خشيته من تلك الصفقة التي تحاك خيوطها في الخفاء، تمخضت من محادثات عمرها ثلاث سنوات ونصف .

وقال إن إيران لديها قدرة هائلة في التعامل مع الأمريكان ولديهم لجنة عليا مشتركة، مقرها العاصمة الأمريكية منذ قرابة العامين، خصصت لتلك الأغراض، مشيرا إلى أن المحللين الأمريكيين يعلمون تماما المحادثات السرية الدائرة منذ فترة ليست قريبة بين الطرفين .

وتابع : إن الدليل على ذلك أن غزو أمريكا للعراق كان عسكريا، بيد أن الغزو السياسي تركته أمريكيا للدور الإيرانى لتقاسمها صناعة القرار، بعد أن أدركت أمريكا أنها لا تستطيع التخلي عن شراكة إيران لها بالعراق، والمثير أن المفاوضات بين الأمريكان والإيرانيين تمت في حضور نور المالكي .

إيران تتمنى دورا بالخليج

وفيما يتعلق بالهدف الإيرانى من وراء ذلك التحالف الخفي مع الولايات المتحدة، قال النفيسى : إيران تطالب أمريكا من خلال وجودها الكثيف في العراق، بدور كبير يتناسب مع حجمها في الخليج والمنطقة العربية، معولة على ثقلها على الصعيدين النفطي والاستراتيجي، وإلا ما استطاعت أن تشاغل الأمريكان في العراق وتحتل معهم الدور السياسي، مشيرا إلى أن العراق حاليا لا يمكن أن يتحرك يمنة ولا يسرة إلا عندما يحصل على مشورة حكومة إيران.

وأرجع النفيسى تأخير تشكيل الحكومة العراقية إلى تمنع إيران أن تعطى رئيس الوزراء المنتهى ولايته نور المالكي الضوء الأخضر، منوها إلى أن التحالف الحادث بين المالكي والحكيم تم بإيعاز من إيران، ليصبحا أغلبية بالمجلس وبالتالي يصبح من حقهم تشكيل الحكومة العراقية .

وحول تواجد إيران بدول الخليج كوجودها بالعراق أكد النفيسى أن إيران موجودة بكل دول الخليج وخاصة الأربع الصغيرة، عن طريق التحكم في النواحي التجارية والثقافية والصحية والطبية والاستخباراتية ، والأخيرة منها على وجه الخصوص .

حساسية الحكومات

وحول التحديات التي تواجه الدول الخليجية في طريقها إلى تحقيق ذلك التوحد قال النفيسى : التحدي الأكبر والمعوق الأساسي هو حساسيات الحكومات مشيرا إلى أن حكوماتنا لا زالت رهينة بحساسيات تاريخية ينبغي تجاوزها أو القفز عليها، لأن التهديدات التي تواجه الخليج في المستقبل تفوق حجم الخيال.

وأضاف أنه طرق العديد من الأبواب محذرا من هذه المخاطر التي تحدق بالمنطقة عموما، وبالدول الأربع خصوصا، بيد أن الحساسية من هذا الرأي الجديد المتحرر من القيود الحكومية كانت لي بالمرصاد .

وطالب النفيسى الدول المعنية بالتفكير العملي في فكرة التوحد، والبعد عن حالة التشرذم التي نعيشها حاليا، والتي تكاد تتسبب في القضاء علينا ، وتسهل من افتراسنا دولة بعد أخرى ، لافتا إلى أن التوحد هو الضمان الوحيد نحو درء المخاطر الآنية والمستقبلية، وهو الذي سيوفر القسط الأكبر من استقرارالأوضاع بالخليج سواء السياسية أو الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالأمن الفكري، مشيرا إلى أن بالمملكة العربية السعودية إدارة خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعنى بالأمن الفكري، نظرا لأهميته القصوى في حياة الشعوب.

تاريخ أمريكا بالخليج

وأشار النفيسى إلى" أن تاريخ الولايات المتحدة مع منطقتنا ليس جيدا، مذكرا بأحداث عام 1934 عندما اتفق الملك فيصل والشيخ زايد على منع ضخ النفط لها على خلفية دعمها للكيان الصهيوني في حرب اكتوبر (تشرين) 73، ما جعلهم يبعثون ب" كسنجر إلى المنطقة ليوزع تهديداته، من ناحية، ومن ناحية أخرى ناقش الكونغرس خطة لتحريض إسرائيل على غزو الساحل النفطي من الكويت وحتى سلطنة عمان، لولا تدخل البيت الأبيض في اللحظات الأخيرة لحدث ما لا يحمد عقباه" .

وقال إن في مكتبة البيت الأبيض في الطابق الثاني يباع كتاب بأقل من دولارين اسمه " حقول النفط في الخليج كأهداف عسكرية " يشرح تلك القصة، التي تدل على أن الغرب ليس له أمان ويطمح دائما بتحقيق أطماعه في بلادنا.

الدور التركي

وعن رأيه في الدور الذي تلعبه تركيا مؤخرا في المنطقة، لم يبدى النفيسى ارتياحا لذلك، مؤكدا على ضرورة أن تعول المجتمعات العربية دائما على الدول العربية، ومشيرا إلى انه لا يفضل قراءة السياسة بالقلب، إنما يجب إعمال العقل.

ودعا النفيسى إلى أهمية لجم ذلك الاندفاع العاطفي المبالغ فيه نحو تركيا، لافتا إلى ضرورة أن لا نعلق آمالا كبيرة على أطراف خارجية، رغم ترحيبنا بالدور المهم الذي قامت به تركيا في مواجهة الاندفاع الاسرائيلى والقرصنة التي مارستها على قافلة الحرية قبالة سواحل غزة ، مؤكدا على أن ذلك الترحيب لا يعنى إطلاقا استغنائنا بهم عن دور دولنا العربية الكبيرة المتمثلة في مصر والسعودية .

وأضاف لابد أن نعلق الآمال على البديل العربي ونصبر عليه حتى ينشط مجددا، وقال إن الإحباط الكبير ودرجة اليأس العالية التي وصل إليها المواطن العربي جعلاه يتعلق بأي قشة، فعندما لاحظ الاستعداد التركي لنصرة أهل غزة، ما كان منه إلا أن تفاعل معها وهتف لها ولأردوغان، الذي تكسب سياسيا من القضية .

ودعا النفيسى مصر والسعودية إلى إرجاع دوريهما الرائد في المنطقة، والعمل على خطف هذه المبادرة من تركيا ، وإعادة تبنى قضية غزة ، لكونها قضية قومية عربية ، مرتئيا أنه لا بأس من الانفتاح على العالم الاسلامى.

وفيما يتعلق بنظرته إلى العقوبات الأخيرة من مجلس الأمن ضد إيران قال النفيسى : لن يكون تحت الشمس جديدا، لأن إيران لديها قدرة فائقة على امتصاص أي عقوبات، وستكون الدول الكبرى التي وقعت خوفا من الولايات المتحدة هى أول من يخترق ذلك القرار سرا ثم جهرا، لأنهم يوافقون عن غير قناعة، بما فيهم الاتحاد الاوربى والصين وروسيا، مؤكدا أن العقوبات الأخيرة ستلقى مصير التي قبلها، ولن تحد من قوة وعناد إيران، لأنهم أساتذة العالم في لعبة الشطرنج مثل روسيا، وعندما تجيد هذه اللعبة ، فأنت تجيد السياسة وتمهر في استراتيجياتها، إذًا فلا خوف عليك.

زر الذهاب إلى الأعلى