[esi views ttl="1"]
arpo28

القاعدة باليمن تغير تكتيكاتها لشن هجمات على مواقع حكومية

يظهر هجوم يشتبه أن تنظيم القاعدة نفذه في جنوب اليمن ضد مقر للمخابرات مؤخرا أن المتشددين الاسلاميين يحولون اهتمامهم عن الأهداف الغربية إلى الأجهزة الحكومية البارزة.

وقتل مسلحون في هجوم جريء يوم السبت الماضي 11 شخصا في المقر الاقليمي الجنوبي لجهاز مخابرات يمني يحاول السيطرة على أسوأ أعمال عنف انفصالية بالبلاد منذ أكثر من 15 عاما.

وحمل اليمن تنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم الذي نفذه مسلحون يرتدون زيا عسكريا اقتحموا المقر في مدينة عدن الساحلية. واذا تأكد ذلك فسيكون هذا أشد هجمات القاعدة فتكا في اليمن منذ تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن عام 2000 والذي قتل فيه 17 بحارا.

وسيكون أيضا واحدا من عدد صغير من الهجمات البارزة للقاعدة والتي تستهدف مباشرة الحكومة اليمنية التي أعلنت في وقت سابق من هذا العام الحرب على جناح القاعدة في اليمن بعد أن أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول الماضي.

وتساعد الولايات المتحدة صنعاء في حملتها ضد القاعدة خشية أن يكون هجومها على القاعدة في أفغانستان وباكستان قد دفع الجماعة لنقل مركزها إلى اليمن.

وقال مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث ""تشعر القاعدة الان أنها تحت وطأة هجوم كبير في اليمن ليس من اليمنيين وحدهم وانما من الولايات المتحدة." وتابع قائلا "أعضاؤها يعانون من احساس بعدم اليقين وأصبحوا معزولين تماما... هذا الهجوم استعراض للقوة."

وأضاف "حاولوا حرمان القاعدة من ملاذ امن تمتعوا به. نشهد تغيرا رئيسيا هنا."

ويخشى حلفاء اليمن الغربيون والمملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة أن ينتهز جناح تنظيم القاعدة الذي عاد للظهور مجددا من تزايد انعدام الامن وضعف السيطرة المركزية ليستخدم اليمن قاعدة لشن هجمات تزعزع استقرار المنطقة وما وراءها.

وتشتبك القاعدة مع الحكومة اليمنية منذ سنوات عديدة لكن عمليات الجماعة التي كان لها تأثير كبير تركزت عادة على أهداف غربية مثل المحاولة الفاشلة لاغتيال السفير البريطاني في صنعاء في أبريل نيسان.

وأسفر هجوم القاعدة على السفارة الأمريكية في صنعاء في عام 2008 عن سقوط 16 قتيلا بينهم ستة مهاجمين.

وفي العام الماضي حاول مفجر انتحاري من القاعدة قتل الامير السعودي محمد بن نايف الذي قاد حملة ضد الارهاب أحبطت جهود المتشددين لزعزعة استقرار المملكة بين عامي 2003 و2006. وأعادت القاعدة تنظيم صفوفها في وقت لاحق في اليمن.

وقصف الجيش اليمني أهدافا للمتشددين وخاض معارك هذا الشهر في معقل القاعدة في وادي عبيدة في محافظة مأرب التي يوجد فيها كثير من الموارد النفطية الحيوية.

وتزايدت التوترات في اليمن منذ مقتل نائب المحافظ الذي كان يقوم بوساطة بين السلطات والقاعدة في مايو أيار الماضي في هجوم جوي على الجماعة أخطأ هدفه.

وأثارت المعارك الاخيرة غضب القاعدة التي هددت قبل يوم واحد من هجومها في عدن بالرد على حملة الدولة ضدها في غرب اليمن ودعت القبائل المحلية إلى حمل السلاح في وجه الحكومة.

وانضم اليمن إلى واشنطن في حربها ضد القاعدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

لكن كثيرين يرون أن نهج حكومة صنعاء في التعامل مع المتشددين غير مخلص وغير فعال اذ لا يلقى القبض على مشتبه فيهم مطلوبين كما يستطيع متشددون أجانب حضور معسكرات تدريب في جبال وصحاري اليمن المنيعة حيث يمكن للمتشددين أن يستفيدوا من حماية القبائل.

ويقول بعض المسؤولين بينهم حمود الهتار وزير الاوقاف والشؤون الدينية ان صنعاء يجب أن تعود إلى سياسة التواصل مع القاعدة من خلال الحوار بدلا من الاعتماد على القوة وحدها والذي قال انها اكسبت الجماعة تعاطفا شعبيا أكبر.

لكن اليمن صعد حربه على القاعدة بعد المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة الركاب الأمريكية في ديسمبر كانون الاول الماضي والذي وجه فيها الاتهام إلى النيجيري عمر فاروق عبد المطلب. وزادت واشنطن أيضا الدعم العسكري لليمن إلى أكثر من المثلين كما تقدم دعما فنيا.

وقال المحلل السياسي اليمني ناصر الربيعي "اليمن لا يزال يستخدم نفس الخطط السابقة.. وهي العصا والجزرة. لا زال يستخدم هذه السياسة لكن هي الان تتجه نحو القوة اكثر من ذي قبل."

وقال معلقا على أعمال العنف بين الانفصاليين الجنوبيين وقوات الامن "لا استطيع ان أقول انها (القاعدة) اصبحت أكثر قوة.. لكنها استغلت الوضع الدائر في الجنوب."

ومبنى ما يعرف بالفرع الجنوبي لجهاز الامن السياسي الذي تعرض للهجوم يوم السبت الماضي كان هدفا مهما وسهلا للقاعدة. وجهاز الامن السياسي أداة رئيسية في ملاحقة صنعاء للمتشددين لكن فرعه الجنوبي كان مشغولا في الفترة الاخيرة بالتعامل مع النزعة الانفصالية.

وشهد المقر نفسه في عام 2003 فرار عشرة سجناء متشددين بينهم أشخاص يشتبه في أنهم على صلة بالهجوم على المدمرة الأمريكية كول. وفي عام 2006 فر 23 شخصا يشتبه في أنهم أعضاء في القاعدة من بينهم ناصر الوحيشي الزعيم الحالي للقاعدة عبر نفق حفروه أسفل مبنى جهاز الامن السياسي في صنعاء.

وقال المحلل السياسي علي سيف حسن "هي محاولة استغلال ثغرة أمنية في النظام الامني اليمني" في اشارة إلى الهجوم في جنوب اليمن حيث انتباه قوات الامن منصرف إلى مجموعة صغيرة من الانفصاليين المسلحين الذين يشنون تمردا مسلحا بعد 20 عاما على الوحدة بين الشمال والجنوب.

وربما يكون جهاز الامن السياسي - المشغول بالتعامل مع أعمال العنف المتزايدة التي ينفذها مسلحون انفصاليون ويعاني من تدني التدريب وعدم الفاعلية - قد أهمل وجود القاعدة في الجنوب. فالمتشددون يختبئون في مناطق نائية بالقرب من مراكز نشاط الانفصاليين.

وقال حسن ان هناك نوعا من الفراغ أو التشققات بين الاجزاء المختلفة للجهاز الامني وان القاعدة مصممة على استغلال هذه التشققات.

من رئيسة كاسولوفسكي

زر الذهاب إلى الأعلى