يستأنف وفد رسمي قطري رفيع المستوى نهاية الشهر الحالي مساعي الوساطة القطرية لتسوية الصراع المحتدم بين الحكومة اليمنية والمسلحين الحوثيين، بعد فترة تعليق استمرت ما يزيد على عامين . فيما بقيت الأزمة المتصاعدة في الجنوب “مؤجلة” لحين توصل أطراف الحياة السياسية إلى حل لها، وسط تصعيد قوى الحراك الجنوبي لنشاطها رافضة وضع “الوحدة” القائم و”الفدرالية” المقترحة بين الشمال والجنوب .
وأثار توقيت استئناف الوساطة القطرية بين الحكومة والحوثيين جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية في البلاد، خاصة أن هذا التطور يأتي عقب توقيع الحكومة والمسلحين لاتفاق جديد تضمن 22 بنداً تقضي باعتماد آليات جديدة، وأكثر فاعلية للتسريع بوتيرة تطبيع الأوضاع في المناطق المتضررة جراء الحروب الست الماضية، وبالتزامن مع تدشين مساعي وساطة محلية وقبلية لاحتواء الأحداث الأمنية الأخيرة الناجمة عن تجدد المواجهات المسلحة بين الحوثيين ومجاميع قبلية موالية للحكومة في كل من صعدة وحرف سفيان .
وعلمت “الخليج” أن استئناف قطر لمساعي وساطتها الهادفة للتوصل إلى التسوية النهائية والدائمة للأوضاع في صعدة ترافق مع تعهد الدوحة بتقديم مبلغ يصل إلى 50 مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحروب الماضية بين الجيش اليمني والحوثيين، إلى جانب استكمال تخصيص المنحة القطرية المقدمة لليمن في مؤتمر لندن للمانحين في ،2006 والبالغة نصف مليار دولار، وتوسيع أنشطة مؤسستي قطر للتنمية و”صلتك” التي ترأس مجلس إدارتها عقيلة أمير قطر الشيخة موزة .
وقال وزير الخارجية أبوبكر القربي إن زيارة أمير قطر لصنعاء جاءت كرفض من قطر لأي مساس بوحدة اليمن واستقراره، وأشاد بنتائح الزيارة التي وصفها ب”الناجحة” .
ونقلت صحيفة الجيش “26 سبتمبر” الصادرة أمس عن القربي قوله “الزيارة تعكس الموقف القطري الثابت من الوحدة اليمنية، وتعبر عن رفض قطر لأي محاولة للمساس بالوحدة وبأمن واستقرار اليمن الذي يشكل ركيزة أساسية للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة” .
جاء ذلك في وقت استمر فيه التوتر في صعدة وعمران بين الجيش والحوثيين، وقالت مصادر محلية إن ثلاثة من شرطة النجدة بينهم ضابط وسبعة مواطنين قتلوا وجرح تسعة آخرون في كمين نصبه الحوثيون لدورية أمنية ومواطنين في منطقة مجز بمحافظة صعدة، وبحسب مصادر قبلية فإن عناصر تابعة لحركة الحوثي هاجموا أفراد طاقم لشرطة النجدة في منطقة سد الحجر بمديرية مجز أثناء قيامهم بالسباحة .
وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد من زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لصنعاء والاتفاق على تفعيل اتفاقية الدوحة بشأن الحرب في صعدة .