arpo37

تصريح أوباما المؤيد لبناء مسجد بنيويورك يثير جدلا

دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حق المسلمين في بناء مسجد ومركز ثقافي إسلامي قرب موقع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بنيويورك، قائلا إن "التزامنا بالحرية الدينية لا يتزعزع" في حين أعربت جماعة إسلامية أميركية عن خشيتها من هجمات ضد المسلمين بأميركا في ذكرى أحداث 11 سبتمبر التي ستوافق احتفالات عيد الفطر.

وقال أوباما خلال حفل إفطار أقامه أمس الجمعة بالبيت الأبيض وحضره دبلوماسيون من دول إسلامية وأعضاء من الجالية الإسلامية بالولايات المتحدة "باعتباري مواطنا وباعتباري رئيسا أعتقد أن للمسلمين نفس الحق في ممارسة شعائر دينهم كأي شخص آخر في هذا البلد".

وأضاف أن ذلك "يتضمن كذلك حق بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على ملكية خاصة في لور مانهاتن وفقا للقوانين والمراسيم المحلية". وقال أوباما إن التعديل الأول في الدستور الأميركي أكد حرية الدين "وهذا الحق تم تعزيزه منذ ذلك الوقت".

وأكد الرئيس الأميركي, الذي جعل من تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي أحد أركان سياسته الخارجية أن "هذه أميركا ولابد من أن يكون التزامنا بالحرية الدينية لا يتزعزع".

الإسلام والقاعدة
وفي سياق متصل, قال أوباما إن القاعدة ليست مرادفة للإسلام, وأكد أن "قضية القاعدة ليست الإسلام، إنها تشويه كبير للإسلام", وأردف يقول "هؤلاء ليسوا زعماء دينيين هؤلاء إرهابيون يقتلون رجالا ونساء وأطفالا أبرياء".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري, قامت وكالة بمدينة نيويورك بتمهيد الطريق لبناء المركز الذي سيضم قاعة للصلاة ويبعد بنايتين عن موقع هجمات 11 سبتمبر.

لكن المحافظين الأميركيين وكثير من سكان نيويورك أعربوا عن معارضتهم لهذا المشروع, كما شنت عائلات قتلى الهجمات حملة لمنع بناء المسجد قائلة إنه سيكون خيانة لذكرى الضحايا ودعا أيضا ساسة محافظون مثل سارة بالين المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس ونيوت جينجريتش وهو رئيس جمهوري سابق لمجلس النواب، إلى إلغاء المشروع.

وأيد مايكل بلومبيرغ رئيس بلدية نيويورك مشروع المركز الإسلامي بقوة مثل منظمات دينية كثيرة بالمدينة, ولكن استطلاعا لمركز ماريست أظهر في الأسبوع الماضي اعتراض 53% من سكان نيويورك على المشروع.

ويلوح في الأفق طعن قانوني واحد على الأقل ولكن قرار وكالة المدينة في الثالث من أغسطس/آب سيمهد الطريق أمام بناء بيت قرطبة الذي سيتضمن قاعة تضم 500 مقعد في إطار المجمع الثقافي الإسلامي المؤلف من 13 طابقا.

ومنذ وصوله إلى السلطة عمل أوباما على التواصل مع المسلمين الذين يشعر كثيرون منهم بأن "الحرب على الإرهاب والحرب في أفغانستان والعراق تستهدفهم".

ودعا أوباما خلال كلمة ألقاها في القاهرة في يونيو/حزيران عام 2009 إلى "بداية جديدة" في العلاقات.

توخي الحذر
وفي هذه الأجواء حثت جماعات إسلامية أميركية وكالات إنفاذ القانون على توخي الحذر خلال عطلة عيد الفطر، التي تتزامن هذا العام مع الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر 2001، حسب ما قاله مسؤولون.

وقالت متحدثة باسم المجلس الإسلامي للشؤون العامة وهو جماعة دعوية تتخذ من لوس أنجلوس مقرا لها إن الوكالات الأمنية المحلية والاتحادية في جميع أنحاء أميركا تلقت طلبات بتوخي الحذر والبقاء على أهبة الاستعداد خلال احتفالات العيد.

وقالت مديرة الاتصالات بالمجلس إيدينا ليكوفيتش إن مرد التحذير هو ما سمته "الجو المتنامي من العداء للإسلام" الذي شهدته الأشهر الأخيرة، مبرزة الاحتجاجات على خطط بناء مركز إسلامي ومسجد في مانهاتن، غير بعيد من موقع انهيار برجي التجارة العالمية.

وأضافت في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية قائلة "نشهد حالات عدة من الاحتجاجات ذات الدلالة, المنظمة أساسا من طرف الجماعات المعادية للإسلام, أمام بعض المساجد".

وأكدت أن "المرحلة الحالية ليست سوى إجراء احترازي لأن كثيرا من أئمة المساجد في جميع أنحاء البلاد، يخشون من تعرضهم للأذى وقد اتخذوا تدابير وقائية وطلبوا من الهيئات الأمنية أن تكون مستعدة للتعامل مع أي حدث طارئ".

وقالت ليكوفيتش إن المسلمين الأميركيين عادة ما يحتفلون برمضان وعيد الفطر في جو من الهدوء وتجاهل تام من غير المسلمين.

لكن مشاعر الغضب في الولايات المتحدة إزاء مخطط بناء مسجد في نيويورك، إضافة إلى إعلان إحدى الكنائس في فلوريدا عن نيتها تنظيم "يوم دولي لحرق القرآن" بالتزامن مع يوم 11 سبتمبر المقبل، أديا إلى تنامي خشية المسلمين في الولايات المتحدة من احتمال تعرضهم لجرائم كراهية خلال الفترة المذكورة.

وأوضحت ليكوفيتش أن هيئتها طلبت من الإدارات المحلية للشرطة وكذلك الإدارات الفدرالية أن تكون يقظة, كما طالبت السلطات الفدرالية بأن تحقق في كل أعمال العنف التي قد ترتكب بحق المسلمين أو المساجد.

زر الذهاب إلى الأعلى