أرشيف محلي

تنظيم القاعدة في أبين ينصب خالد باطرفي أميراً جديداً له

كشف مسؤول حكومي يمني عن تنصيب تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن منطلقا لاستهداف أمن المملكة لسعودي من أصل يمني يدعى خالد باطرفي أميرا لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، إثر مقتل أميره السابق جميل العنبري في الضربة الجوية التي استهدفت عناصر التنظيم في مديرية مودية في الـ14 من مارس الماضي.

وأوضح مدير عام مديرية لودر أحمد علي القفيشي في حديث هاتفي مع جريدة «عكاظ» السعودية أن باطرفي الملقب ب«أبومقداد الكندي» والبالغ من العمر (35 عاما) كان مسؤولا شرعيا في التنظيم الإرهابي في اليمن، وقاد هجومين إرهابيين استهدفا جنودا يمنيين جنوبي البلاد قتل منهما 12 في الهجوم الأول، واثنان في الهجوم الثاني، كما كان من بين المتحصنين في منازل لمواطنين في مديرية لودر لدى محاصرة قوات الأمن عناصر القاعدة في الاشتباكات الضارية التي شهدتها المديرية في الأسبوعين الماضيين.

ولفت القفيشي إلى أن قيادات مهمة في التنظيم الإرهابي تواجدت في لودر لحظة بدء المواجهات الأمنية الأخيرة وتمكنت من الفرار رغم الحصار الأمني المفروض على لودر، مشيرا إلى أن زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري استغلا الكثافة السكانية واستخدموا المواطنين هناك كدروع بشرية وتمكنا من الفرار، مؤكدا أن آخر المعلومات المتوافرة عنهما أنهما يتنقلان ما بين البيضاء ومأرب وشبوة تبعا للحالة الأمنية.

وبفرار الوحيشي أبو بصير من لودر بحسب رواية المسؤول اليمني، يكون قد تأكد ولأول مرة وجود زعيم القاعدة في اليمن على قيد الحياة بعد التكهنات التي سادت وأشارت إلى سقوطه في إحدى الضربات الأمنية التي استهدفت معاقل القاعدة في اليمن في الأشهر الماضية.

وشهدت الفترة الأخيرة غياب ظهور الوحيشي علنا كما هو معتاد في تسجيلات التنظيم التي تبثها بعض المواقع المتطرفة على شبكة الإنترنت ومنها ما هو محسوب على قاعدة اليمن مثل «صدى الملاحم» الذي يوصف بأنه النافذة الإعلامية لقاعدة الجهاد.

وأوضح مدير عام مديرية لودر أن أهالي المديرية رفضوا دفن أحد عناصر التنظيم ويحمل الجنسية السعودية، ولقي حتفه في الاشتباكات الأخيرة، ما دفع عناصر التنظيم إلى دفنه بمعرفتها خشية تعرف أجهزة الأمن على هويته، مؤكدا أن هذا السلوك الإجرامي هو نهج معروف، إذ يحرص على إخفاء عناصره حال سقوطها تجنبا للاستدلال عليها.

وقدر القفيشي عدد عناصر التنظيم الضال في مديرية لودر ممن فروا عقب وصول التعزيزات الأمنية والعسكرية بأكثر من 50 عنصرا بينهم ستة سعوديين إضافة إلى مصريين وباكستانيين وجنسيات أخرى، فضلا عن عناصر قاعدية ناشئة جندت حديثا، مستدركا القول «إن معظمهم يمنيون كانوا يتنقلون وسط الجموع في مديرية لودر متزندين بأسلحتهم الرشاشة في مشهد ينبئ عن جرأتهم في ظهورهم العلني في مواقع تجارية وميادين عامة، ومستخدمين المواطنين دروعا بشرية لدى اقتراب قوات الأمن منهم».

ويرى خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب أنه بات على السلطات الأمنية اليمنية أن تكون أكثر تعاونا في مجال تبادل المعلومات مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية خصوصا لجهة تزويد السلطات السعودية بأسماء من تلاحقهم من عناصر القاعدة السعوديين أو من تعتقلهم في المواجهات.

ويؤكد الخبراء أن تبادل المعلومات مع الجانب السعودي لجهة أسماء القاعديين السعوديين سيمنح الطرف اليمني لعب دور أكبر من حيث محاصرة القاعدة في الحرب التي تقودها على الإرهاب، بل إنه سيمنح اليمنيين مصداقية كبيرة أمام المجتمع الدولي في مدى جديتها في مكافحة الإرهاب ذلك أن البلدين الجارين المملكة واليمن في خندق واحد لمواجهة ظاهرة الإرهاب وأن ما يؤثر في بلد يؤثر في الآخر، غير أن المهم في هذه المرحلة توفر النوايا الصادقة في اجتثاث القاعدة والقضاء عليها.

وهنا يشدد مدير عام مديرية لودر على أن النجاحات الأمنية التي تحققت على أرض الواقع ما كانت لتتم لولا تعاون الجهات الأمنية المختصة في المملكة.

ونفى القفيشي مشاركة أجنبية في المواجهات الأمنية الأخيرة بين القوات اليمنية وعناصر القاعدة في مديرية لودرو، مؤكدا أن الطيران الحرب لم يشن أية غارات على مواقع التنظيم، مفندا بذلك مغالطات البعض حول مشاركة طائرات أمريكية بدون طيار في العمليات الأخيرة، مشددا على أن تلك المواجهات نفذتها قوات أمن بلاده دون مساعدة من الغير.

زر الذهاب إلى الأعلى