في يوم لا يختلف كثيراً عن غيره، قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على مقدم برامج في إحدى القنوات التلفزيونية العراقية، فأردوه قتيلاً على الفور، ليصبح ثاني مذيع تلفزيوني يتعرض للاغتيال خلال 24 ساعة.
وقالت مصادر الشرطة العراقية بمدينة "الموصل"، شمالي العاصمة بغداد، لCNN الأربعاء، إن مقدم البرامج الدينية بقناة "الموصلية"، صفاء الدين عبد الحميد، تعرض لإطلاق النار أثناء خروجه من منزله في طريقه إلى مقر عمله.
وتابعت الشرطة أنه في حوالي الثامنة والنصف من صباح الأربعاء، فتح مسلحان كانا على يستقلان سيارة مسرعة يقودها شخص ثالث، بإطلاق النار على عبد الحميد، الذي سقط قتيلاً في موقع الهجوم، على بعد أمتار قليلة عن منزله.
جاء الهجوم على المذيع بقناة "الموصلية"، بعد يوم من اغتيال مقدم البرامج والصحفي بقناة "العراقية" الحكومية، رياض السراي، في هجوم مماثل قرب منزله في حي "الحارثية" غربي بغداد، في وقت سابق الثلاثاء.
وبحسب الصحفي محمد المالكي، مُعد البرنامج، الذي كان يقدمه عبد الحميد على قناة الموصلية، فإن القتيل أب لستة أبناء، والتحقي بالعمل في المحطة الفضائية منذ أقل من سنة، وأضاف، في إفادته للجنة حماية الصحفيين، أن برنامج "مساجدنا" كان يهتم بعرض تاريخ المناطق الدينية في الموصل.
ونددت منظمة "صحفيون بلا حدود" بتزايد عمليات الاغتيال التي تستهدف الصحفيين في العراق، وقالت المنظمة في بيان لها: "يجب على السلطات العراقية أن تبذل كل ما يمكنها من أجل الكشف عن هوية مرتكبي تلك الجرائم، وتقديمهم إلى العدالة."
ووفق تقديرات منظمة "صحفيون بلا حدود" فإن عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق، في مارس/ آذار 2003، يتجاوز 230 صحفياً، وهو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، كما أنه أكثر من الصحفيين الذين قتلوا خلال 20 عاماً من القتال في فيتنام، وأكثر ممن ذهبوا ضحية العنف في الجزائر.