arpo37

القس تيري جونز يتراجع عن قراره حرق مصاحف في ذكرى 11/9

أعلن القس الأمريكي تيري جونز تراجعه عن حرق نسخ من المصحف الشريف، بعد أن تواصل معه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس لمنعه من إحراق المصحف الشريف، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المخطط ينافي جميعَ القيمِ التي قامت عليها الولاياتُ المتحدة.

قبل ذلك حذرت الشرطة الدولية (انتربول) من احتمال وقوع هجمات عنيفة على خلفية مشروع لمجموعة مسيحية أمريكية صغيرة متطرفة لإحراق مصاحف.

و طالب عدد من رجال الدين والعلماء بعدم الالتفات لمشروع القس الأمريكي تيري جونز لإحراق مصاحف في كنيسته المغمورة في مدينة جينزفيل بولاية فلوريدا يوم السبت المقبل الذي يوافق الذكرى التاسعة لهجوم الحادي عشر من سبتمبر، في الوقت الذي تعهد فيه أحد رجال الأعمال السعوديين بطبع وتوزيع 100 نسخة من القرآن الكريم المترجم للغة الانكليزية مقابل كل نسخة يتم حرقها من القرآن الكريم.

الشهرة على حساب الإسلام

واعتبر الدعاة أن من الأسلم تجاهل مثل هذه الدعوات وعدم تحقيق أهدافها من الاشتهار على حساب المسلمين، ومحاولة استفزاز مشاعرهم ليقعوا في الخطأ، مؤكدين أن القرآن الكريم والإسلام لن يتأثرا من مشروعه المستفز حتى ولو نفذ.

وكان القس تيري جونز من مركز (دوف وورلد أوت ريتش).. أعلن أن يوم السبت المقبل سيكون "يوماً عالمياً لحرق نسخ من المصحف"، مما أثار انتقادات واسعة من البيت الأبيض وزعماء دينيين من جميع الديانات في أنحاء الولايات المتحدة والعالم.. واعتبره رجال دين نوع من الاستفزاز يهدف إلى دفع المسلمين للرد على تلك التصرفات بطريقة تحملهم الخطأ فيما بعد.

وامتدح الداعية المعروف الدكتور محمد النجيمي موقف الرئيس الأمريكي تجاه دعوى القس جونز والموقف الرسمي للحكومة الأمريكية مطالبا المسلمين بعدم الانجراف للرد على هذه الدعوى معتبرا أن هدف القس من هذا كله هو الشهرة على حساب الإسلام.. ويقول في حديثة للعربية.نت :" نحن ندين هذا الفعل بكل الطرق ولا نرضاه.. ونشيد بالرئيس الأمريكي وحكومته التي أدانت هذا الدعوة.. ولكن لا يجوز أن يستفزنا قس في كنيسة صغيره ومجهولة ومغمور يريد أن يشتهر أمام العالم".

وأضاف "يجب علينا أن نسعى إلى إيقافه ومعاقبته حسب القوانين الأمريكية وحسب قوانين الأمم المتحدة التي تحترم الأديان وتحترم الثقافات ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن ننجر خلفه بأعمال غير مسؤولة.. لأنه يريد ذلك.. فهو شخص غير معروف ومن كنيسة مغمورة ولهذا نحن ندعو المسلمين لعدم الالتفات إليه".

لا تكرروا غلطة الرسوم المسيئة

ويشدد الدكتور النجيمي على أن الحل الأنسب للرد على مثل هذه الأمور هي الطرق القانونية عبر رفع دعوى قضائية ضد جونز بتهمة ازدراء الأديان وهي تهمة يعاقب عليها القانون الأمريكي.. ويقول :" حتى ولو حرقت نسخ من المصحف الشريف فيجب أن نلاحقه بالطرق القانونية والمعترف بها دوليا.. ونطالب من المسلمين في كل أنحاء العالم بالاكتفاء بالبيانات المنددة وأن يضغطوا على الحكومة الأمريكية لمنع ذلك ولكن لا يجوز لنا أن ننجر وراء هذا القس غير المسؤول".

ويضيف :" مثل هذه الأمور للشهرة فقط.. كالصحيفة الدنمركية المغمورة التي أساءت للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرسوم.. لو أننا سكتنا على فعلتها واتخذنا مسائل بسيطة للرد عليها لانتهت القضية حينها ولكننا صعدنا الأمر حتى اشتهر ذلك الرسام.. وهذا مايريده ذلك القس وعلينا أن نقطع دابر هذا الأمر عبر اتخاذ طرق قانونية مع الحكومة الأمريكية لمعاقبته.. والقانون الأمريكي يدين التصرفات التي تسيء للأديان".

الإعلام سيمنحهم الشهرة

لا يعرف الكثيرون القس تيري جونز.. ولا عن عدم تجاوز أعضاء كنيسته الصغيرة في مدينة جينزفيل بولاية فلوريدا المائة عضو.. وهو مايدفع الكثير من علماء المسلمين للقول أن هدف القس هو الحصول على الشهرة فقط.. والتي يجب ألا يحصل عليها.. ويرى أستاذ الفقه في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله عبدالعزيز الجبرين أن الحل الأنسب لحرمانه من هدفه هو عدم تضخيم الأمر .. ويقول في حديثه ل "العربية.نت" :" تضخيم هذا الأمر سيعطيه أكثر من حجمه.. ولو يتم التعامل معه داخليا وبطريقه غير إعلامية لكان أجدى.. فالنقاش الإعلامي يشهر ذلك القس ويفرح به أمثاله وقد يقتدي به آخرون".

ويتابع :" القرآن لن يضار بمثل هذه التصرفات الجاهلة.. ولكن الإعلام يزيد من تضخيم الأمر"، ويؤكد على أن أي تصرف غير مدروس سيكون له عواقب وخيمة على المسلمين.. ويقول :" قد يكون لهذا الأمر جانب إيجابي لأنه سيزيد من تكاتف المسلمين مع بعضهم البعض وكذلك سينتقد بعض القساوسة هذا الأمر.. ولكن الفائدة تظل أقل من فائدة نشره إعلاميا".. ويتابع: "يمكن محاكمة القس قانونيا ويطلبون من الجهات الرسمية منعه.. وإذا أصر على ذلك ترفع عليه قضية هناك للاقتصاص منه بما يستطاع".

القرآن لن يضيره حديث الحمقى

يؤكد الداعية وإمام جامع الجار الله بالرياض الدكتور سعد السبر أن القرآن الكريم والإسلام لن يتأثرا بالدعوة لحرق نسخ من القرآن.. معتبرا الدعوة محاولة لجر المسلمين إلى صراعات ومواجهات دينية قد تعود عليهم بالضرر بدلا من الفائدة.

ويقول في حديثة ل "العربية.نت" :"لا شك أنه إذا كان هناك تلبيس ومحاولة لاستفزاز المسلمين فعلى المسلم ألا ينجر لمثل هذه المحاولات".. ويتابع: "من الحمق أن يعتقد إنسان على وجه الأرض أنه يستطيع حرق القرآن.. فالقرآن ليس نسخة أو نسختين فقط.. بل الدعوة لحرق نسخ القرآن فيها الكثير من الجهل.. فمن يعتقد أن دعوة النصارى أو اليهود لحرق نسخ من القرآن أو كائنا من كان أنها تأثر على القرآن فهذه حماقة.. فالعالم ممتلئ بالقرآن ونسخه تطبع في كل مكان بالملايين..وكونهم سيحرقون ماتصل إليه أيديهم منه يعني أنهم لا يستطيعون حرقه بأكمله".

زر الذهاب إلى الأعلى