arpo27

أمين عام الجالية اليمنية بالرياض: السفارة غائبة والجهات المختصة في الداخل لا تؤدي دورها

يؤكد حسين باهميل الامين العام للهيئة الادارية للجالية اليمنية بالرياض على اهمية ان يكون للجالية كيان مؤسسي من شانه ان يعنى بهموم الجالية وتقسيمها إلى شرائح بحيث يسهل حصر افرادها والوقوف إلى جانب من يعانون من مشاكل..

واضاف في حوار مع صحيفة «26سبتمبر» يعيد نشوان نيوز نشره ان الكيان المؤسسي سيتمكن من التنسيق مع الاجهزة المختصة في المملكة ومع السفارة اليمنية بالرياض ووزارة شؤون المغتربين في اليمن من اجل تقديم الخدمات للمغتربين اليمنيين والاهتمام بشؤونهم.

مؤكداً ان الهيئة الادارية الحالية للجالية اليمنية قد انتهت صلاحياتها بعد صدور اللائحة المنظمة لعملها والتي وافق عليها مجلس الوزراء، داعياً كل المغتربين إلى التعاون مع قيادة الجالية في سبيل خلق هذا الكيان المؤسسي بما من شانه خدمة المصلحة الوطنية وحمل الاعلام مسؤولية كبيرة في جانب توعية المغترب وحثه على الالتزام بالانظمة والقوانين داخل بلده وخارجها وتحدث عن جملة من القضايا المهمة..

إلى تفاصيل الحوار:

> سؤالنا الاول يتعلق بوضع الجالية اليمنية وهيئتها الادارية وما تقدمه للمغتربين من خدمات؟
>> بداية ننتهز مناسبة حلول اعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر لنقدم التهنئة لقيادتنا السياسية ممثلة بابن اليمن البار الرمز باني نهضة اليمن الحديث ومحقق أعظم انجاز وهو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية ومؤسس النهج الديمقراطي والداعي للحوار الوطني فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ولأبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج.. واسمحوا لنا ان نعبر عن سعادتنا بحضور صحيفة «26سبتمبر» التي تتابع وتهتم بشؤون المغتربين اليمنيين ليس في المملكة فحسب وانما في جميع مهاجرهم بمختلف الدول وهذا دليل على انها تكاد تكون الصحيفة الوحيدة التي تتلمس بين كل فترة وأخرى وتتابع اخبار المغتربين من خلال تخصيصها لصفحة اسبوعية تعنى بأخبارهم والتواصل معهم وان كان هذا الاهتمام ليس غريباً أو جديداً على صحيفة «26سبتمبر» فقد عودتنا على هذا النهج منذ عدة سنوات ونشعر بالسعادة اكثر عندما نجدها توزع في المملكة العربية السعودية حيث نتابع ما ينشر فيها عن الوطن وعن المغتربين اليمنيين اسبوعياً، وما يميز صحيفة «26سبتمبر» عن غيرها من الصحف انها تنقل الحقيقة بل وقد نجد فيها مواضيع يفترض ان لا تنشرها الا صحف المعارضة وهي المصنفة صحيفة رسمية.
وبالنسبة للجالية اليمنية وهمومها ومشاكلها كونها من الجاليات الكبيرة في المملكة حيث يصل عددها ربما إلى اكثر من مليون مغترب فهي معروفة للجميع ونحن في قيادة الجالية نتابعها أولاً بأول بالتعاون مع القسم المختص في السفارة بالرياض.. لكن مشكلتنا في قيادة الجالية وهذه حقيقة يجب ان اعترف بها انه لا يوجد عندنا قيادة جالية بالمفهوم المؤسسي وانما ما هو موجود هم عبارة عن اشخاص يحضرون بصفاتهم وهذه الصفات منحت لهم بطرق واساليب مختلفة.. فالبعض اكتسب هذه الصفة من خلال اظهار اهتمامه بقضايا المغتربين حتى وان لم يعمل شيئاً وهناك من فرض نفسه من خلال معرفته وعلاقته بالآخرين فتكونت ما يسمى بقيادة الجالية سواء في الرياض العاصمة أو في مناطق المملكة الاخرى.. وهو ما يتنافى مع العمل المؤسسي الذي يجب ان يكون نابعاً من اوساط المغتربين انفسهم حيث يجب ان يتم اختيار قيادة الجالية عن طريق الانتخاب وهذا ما لم يحدث.

> ماذا بالنسبة لوضع المغترب اليمني في المملكة وهل من تسهيلات يتمتع بها؟
>> وضع المغترب اليمني في المملكة يختلف عن وضعه في اي دولة اخرى.. فبحكم الجوار والعلاقات الاخوية بين اليمن والمملكة لا يشعر المغترب اليمني بأنه غريب وانما يشعر كأنه في بلده الثاني لولا ان تطبيق نظام الكفالة قد حد نسبياً من تحركه وتنقله من منطقة إلى أخرى كما كان حاله ووضعه قبل تطبيق نظام الكفالة حيث كان يعامل كأحد ابناء البلد المقيم فيه وبالتالي فهو لا يحتاج إلى من يمثله ويعمل على حل مشاكله.. وكذلك لا يحتاج إلى وسيط ليقوم بالمعاملة له.. فعندما يريد السفر إلى بلده اليمن لا يستغرق ذلك اكثر من ساعات محدودة وكذلك عند عودته إلى المملكة.. واعتقد ان هذه التسهيلات التي يتمتع بها المغترب اليمني حيث يقوم بحل قضاياه بنفسه هو الشيء الذي جعله لا يقدر العمل المؤسسي ويشعر بأن يكون له كيان ينطوي في اطاره.
ومن أجل ذلك نعمل على توعية المغترب اليمني بأهمية الكيان المؤسسي والذي لا يعني انه حزبي أو تنظيمي وانما هو كيان هدفه الاساسي العناية بمصالح المغتربين والمساعدة على حل مشاكلهم وهو كيان نابع من اوساطهم وليس مفروضاً عليهم، لكن ما هو حاصل الآن هو محل نقد جميع المغتربين فهم يتساءلون من جاء بهذا الكيان ومن وافق عليه وانا لا الومهم فمعهم حق في ذلك لأن الكيان الحالي المتمثل في قيادات الجالية في عدد من مناطق المملكة قد شكل بطريقة لم يستشر المغتربون فيها وهم لم يوافقوا على تشكيل اللجان الحالية التي لم تشكل اساساً من أجل خدمة المغتربين.. ويؤسفني ان اقول إن المصلحة الخاصة قد طغت على كل شيء وكم من رائد للخير تحول إلى خدمة مصلحته الشخصية ربما لأن المفاهيم السائدة اليوم اصبح ينظر اليها من خلال تحقيق المصالح فحدثت الاشكالات عند الناس وانتزعت الثقة وكل يوجه الاتهام للآخر مع ان المفهوم الحقيقي لخدمة الناس هو مغرم وليس مغنماً بالاضافة إلى ما يخسره مادياً وما يخسره من الوقت والجهد.. فعلى سبيل المثال نحن كهيئة ادارية للجالية واجبي يفرض علي ما دمت قد رضيت ان اكون عضواً في هذه الهيئة ان اتبرع بجزء من وقتي لخدمة الناس ولا يسمح لي ضميري ان استغلهم لخدمة مصلحتي الشخصية.. اما الذي لا يريد ان يقدم خدمة للناس فإنه يختلق الاعذار والمبررات ويسيء إلى الآخرين وبالتالي يقف حجرة عثرة ضد من يريد ان يقدم خدمة للآخرين.

> إلى ماذا تعزو هذا التقصير؟
>> المغتربون بحاجة إلى توعية والاعلام يجب ان يلعب دوراً مهماً في هذا الجانب واقصد الاعلام بشكل عام اذاعة وتلفزيون وصحافة ومواقع الكترونية ولا شك ان صحيفة «26سبتمبر» تأتي في الطليعة بحكم اهتمامها بقضايا المغتربين والتواصل معهم.. المغتربون بحاجة إلى الاهتمام بهم وبقضاياهم.. على سبيل المثال لدينا في المملكة العربية السعودية مغتربون يصلون إلى قرابة المليون مغترب منهم من ولد في السعودية منذ خمسين عاماً ولا يعرف شيئاً عن اليمن وعندما تسأله من اين انت من اليمن لا يعرف سوى المنطقة التي هي بلدة والده حسب ما فهمه منه وبالتالي الاعلام عليه مسؤولية كبيرة ومن خلال هذا الحديث اتوجه بدعوة إلى وزارة الاعلام في اليمن و إلى وزارة الثقافة وكل الاجهزة التابعة لهما لكي يخصصوا مساحة كافية في الوسائل الاعلامية تعنى بشؤون المغتربين اليمنيين في الخارج ويتم التركيز على ربطهم ببلدهم وتعميق حبهم لليمن وليس كما يعمل البرنامج التلفزيوني مع احترامنا لمقدمه الاخ محمد المحمدي الذي خصص كل وقته للبحث عن المفقودين حتى داخل اليمن نفسها فكيف يمكن ان يستفيد المغترب من هذا البرنامج وهو لا يقدم معلومات عن اليمن ولا يناقش قضايا المغتربين الاساسية.. كذلك القنوات الاخرى لاتعرف المغتربين ولا تعرف ان هناك شريحة من المواطنين يسمون مغتربين يحتاجون منها لإبراز معاناتهم مع اننا قد استبشرنا خيراً عندما تم افتتاح قناة سبأ وخاصة شباب المغتربن كون القناة للشباب وتعنى بالتعليم ولكن بعد البث فوجئنا انها تحولت إلى نسخة مكررة لما هو موجود.
هذه مسؤولية كبيرة يتحمل الاعلام الجزء الاكبر منها بالنسبة لتوعية المغترب باعتبار ان هذا المغترب مواطن يمني وله صوته ويجب ان يكون له كيان.. وفي المستقبل قد يكون لهذا المغترب دور حينما يتم اشراكه في الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية ويكون له من يمثله في المجلس التشريعي والمجالس المحلية والتنفيذية، نسمع اليوم انه يتم تعيين مدير عام لشؤون المغتربين في المحافظات اليمنية لا ندري لماذا وما هو دور هذا المدير ومع من يتعامل من المغتربين وهم خارج الوطن.. اننا نعتقد ان استحداث مثل هذه الادارة في المحافظات باسم المغتربين لن يستفيد احداً منها سوى اهدار المال العام على هذه الادارة.

> من هي الجهة التي تقوم بتعيين مدير عام لشؤون المغتربين في المحافظات هل يتم ذلك من قبل وزارة شؤون المغتربين ام وزارة الادارة المحلية؟
>> هذا السؤال يجب ان يوجه لجهات الاختصاص في الداخل وهي الاقدر مني على الاجابة عليه.. على سبيل المثال كنت في أحد الايام في احدى المحافظات وقابلت شخص وسألته من الأخ؟ وافاجأ انه يقول لي: انا مدير عام شؤون المغتربين بالمحافظة.. فسألته: ما هي مهمتك؟ فلم يوضح لي.. نحن المغتربين محتاجون إلى توعية بما يتعلق بأمورنا وارتباطنا بالوطن.. واية جهة لها علاقة بشؤون المغتربين كوزارة المغتربين مثلاً يجب ان تقوم بهذا الدور وإلا لماذا انشئت؟ وقيادة الوزارة تبذل جهوداً ممتازة ولكن أوضاع الوزارة وتداخل الصلاحيات مع الوزارات الاخرى حد المغترب بحاجة إلى ان يعرف ما هي واجباته وما هي الحقوق التي عليه.. لكن ما هو حاصل اليوم هو ان المغترب لا يعرف الدولة والجهات المختصة إلا عندما تكون لديه مشكلة أو قضية وحينها يعرف السفارة وقيادة الجالية وكل الجهات التي يعتقد انها ستعمل على حل مشكلته -اي عندما يكون محتاجاً لها- وعندما لا تكون لديه مشكلة فإنه يبقى منعزلاً ومنطوياً على نفسه وتقتصر صلته بالدولة بالجواز فقط..
ان ثقافة المغترب والمواطن اليمني تتمثل في انه يريد حقوق فقط ولايريد ان يقوم بواجباته بل ولايريد ان يدفع استحقاق هذه المواطنة.. يجب ان ننمي ثقافة الإنتماء أولاً للوطن وان لايكون المواطن يطالب بالنظام والقانون عندما يكون الحق له وعندما يكون عليه لايعترف به.
نحن نريد ان يكون المغترب اليمني حاضراً في السراء والضراء يؤدي ما عليه من واجبات ويأخذ ماله من حقوق.. نريد منه ان يشعر بالمواطنة الحقيقية كانتماء يدافع عن بلده ضد من يسيئون اليها.. نريد منه ان يكون يقظاً حتى لا ينخرط في اعمال تخريبية والا يقع في المخالفات بحيث يكون قدوة حسنة.. صحيح ان مثل هذه الامور تحتاج إلى جهود و إلى توعية وقد اشرنا للدور الكبير الذي يمكن ان يضطلع به الاعلام والجهات المختصة في الداخل ذات العلاقة بالمغترب اليمني خارج بلاده.
اليوم هناك مشاكل كثيرة وخطيرة يتعرض لها الانسان.. فهناك مافيات تتاجر بالمخدرات وترتكب اخطر الجرائم وبطرق الاغراء تحاول استقطاب الشباب اليها خاصة اذا كانوا محتاجين فيقعون فريسة لمخططات هذه العصابات.. وتجنب الوقوع في براثن هذه العصابات يبدأ بالتوعية بأخطارها بداية بوزارة شؤون المغتربين ومكاتبها في المحافظات ثم يأتي الدور الكبير على وسائل الاعلام لكن هذا لن يتم أو يتأتى إلا من خلال وضع برامج واسس نسير عليها وتنفذ على ارض الواقع عملياً.. وانني اتساءل حول البعثات الدبلوماسية لدينا ماهي واجباتها وكيف يتم ابتعاثها نحن لن نرى يوماً ان السفارة قد دعت إلى ندوة للشباب بالسفارة خاصة ان افراد البعثة بحاجة إلى من يثقفهم.

> لكن هناك توجيهات عديدة صدرت كلها تعنى بشؤون المغتربين والعمل على حل مشاكلهم؟
>> هذا صحيح هناك توجيهات من فخامة الرئيس حفظه الله وقد وجه جميع الجهات وهناك مصفوفات اقرت من قبل مجلس الوزراء ووثائق عديدة قدمت في المؤتمرات العامة للمغتربين وهناك توجيهات عليا من القيادة السياسية كلها في ظاهرها تعنى بشؤون المغتربين والإهتمام بقضاياهم.. ولكن مع الأسف يظل كل ذلك حبراً على ورق فلم ينفذ منها شيء على أرض الواقع وكل القرارات ترحل من مؤتمر إلى آخر والسبب عدم المتابعة الجدية لا من قبل قيادات الجالية في الخارج ولا من قبل الجهات المسؤولة في الداخل اين لجان المتابعة ولذلك المغترب لم يلمس شيء على أرض الواقع يؤكد له أن هناك جدية في التعامل مع قضاياه وتشجيعه على ارتباطه بوطنه واستثمار امواله في مشاريع تستفيد منها البلد، ومن المؤسف ان المغتربين انفسهم غير ممثلين في الإدارات التي تعنى بشؤونهم بحيث يشرفون على التنفيذ.

> ما الذي يعيق عملية التنفيذ؟
>> من الصعب الإجابة على هذا السؤال ولا نستطيع اتهام جهة بعينها فالجميع مسؤول عن هذا التقاعس بدءاً بالهيئات الإدارية للجالية اليمنية ومروراً بالجهات المناط بها تنفيذ هذه القرارات بالداخل وانتهاءاً بوزارة شؤون المغتربين التي لم نلمس منها شيئاً يمكن ان تكتسب من خلاله ثقة المغترب اليمني بها.. وهذا بسبب ان الوزارة نفسها ليس فيها غير الوزير واذا غاب لاتجد أحداً لأن ليس هناك مهام مع ان الرئيس قد وجه بأن يكون يوم 10 اكتوبر من كل عام يوم للمغترب واين الاستعدادات لهذا اليوم لا من الوزارة ولا من المغتربين وأغلب قيادات الجالية يمكن نسيوا هذا التوجيه.
ومن المفارقات انه خلال عقد المؤتمرات العامة للمغتربين في الداخل يتحدثون عن اشياء كبيرة جداً تفوق الخيال مثل انشاء بنك للمغتربين لكن عند التنفيذ يتلاشى كل شيء وكأنهم يضحكون على عقولنا.. نريد ان نبدأ بتنفيذ اشياء صغيرة وعندما ننجح فيها سنشق الطريق وصولاً إلى تنفيذ اشياء كبيرة.. خذ مثلاً كيف عذبونا عشر سنوات كاملة بسبب صدور اللائحة لتشكيل الهيئات الإدارية للجاليات بمفهوم نظام مؤسسي بحجة ان مجلس الوزراء لم يقرها.. وظل قانون رعاية المغتربين اليمنيين مجمداً حتى صدور اللائحة.. وعندما اقرت اللائحة وصدرت قبل عام وحتى الآن لم توزع إلى الجاليات في الخارج للعمل بها لأن الهيئات الإدارية الحالية تعتبر منتهية الصلاحية بعد صدور اللائحة.
نريد ان ينفذوا لنا الاشياء الصغيرة كخطوة اولى لكسب ثقة المغترب ويتركون الاشياء الكبيرة كبنك المغتربين وغيره إلى ان تهيئ الفرصة لتنفيذها.. لو بدأنا بالمشاريع الصغيرة لاستطعنا ان نصل إلى المشاريع الكبيرة.. وحتى مجلس النواب عرقل مشروع بنك المغتربين ولا نلوم مجلس النواب لأنه منشغل بقضايا كثيرة.

> ما الذي استفاده المغتربون من الهيئة الإدارية للجالية؟
>> لو تمكنت الهيئة الإداية من ممارسة مهامها دون تدخل ووصاية لاستفاد المغتربون.. ولو دعت السفارة لإجتماع لرؤساء الهيئات الإدارية لكان هذا في حد ذاته مكسب بغض النظر عما سيؤول عنه من فوائد.. لكن السفارة لاتريد ان تدعوا إلى مثل هذا الاجتماع لأنها تخاف ان يثير الاجتماع مشاكل ولذلك فدعوتها تقتصر على دعوة اشخاص ليس لهم صفات.. لابد ان تكون هناك اجتماعات دورية للهيئات الادارية في السفارة ويتحاور الجميع بروح المسؤولية وعلينا ان نمارس الحوار فيما بيننا خاصة ان الجالية اليمنية في السعودية تعد من اكبر الجاليات ويحتاج ابناءها إلى تصنيف وتقسيم إلى شرائح بحيث تكون الشريحة المثقفة في اوساط المغتربين معروفة وكذلك شريحة رجال الاعمال الحقيقيين الذين يستطيعون ان يستثمروا في اليمن ويسهموا في دعم التنمية ايضاً شريحة الطلاب ومن ثم شريحة العمال ومنهم من يشتغلون بالأجر اليومي أو براتب شهري.. نحن بحاجة إلى حصر حقيقي لكل افراد الجالية اليمنية في المملكة وعندما يتحقق ذلك نستطيع بعدها التعامل معهم والتدخل لحل قضاياهم ومشاكلهم.. بل عندما تكون الأمور منظمة سنجد استجابة فعلية من قبل الجهات المختصة في المملكة للتعاون معنا.
ليس كل من اغترب وملك سيارة اصبح مستثمراً.. بل هناك من يسافر إلى اليمن ويغرر على الناس بأنه مستثمر ومثل هؤلاء يسيئون إلى رجال الأعمال المستثمرين الحقيقيين الذين يمتلكون رؤوس الأموال وقادرون على الإستثمار في مشاريع كبيرة ترفد التنمية في اليمن.. ولذلك المغتربون بحاجة إلى كيان يشكل مرجعية لهم ويعرف عنهم كل الحقائق ويعطي معلومات عمن هو رجل الأعمال الحقيقي القادر على الإستثمار ليفيد بلده ونفسه.. ومن اجل تحقيق هذه الغاية نفكر بالقيام بعملية حصر شامل أو بمعنى اصح انشاء قاعدة بيانات لتشكل لنا بنك معلومات يمكن من خلاله نعرف كل شيء عن الجالية اليمنية في المملكة ونقسمها إلى شرائح بحيث نعرف من هم رجال الأعمال ومن هم الطلبة ومن هم العمال ومن خلال هذه البيانات نستطيع ان نتعامل مع كل الشرائح بحسب وضع كل شريحة... لكن المشكلة انهم لا يريدون ان يكونوا منظمين كما هو حال الجاليات القادمة من دول اخرى.
قد لا تصدق اذا قلت لك انه يوجد في مدينة الرياض وحدها اكثر من خمسمائة دكتور واستاذ جامعي من ابناء الجالية اليمنية.. وهذه الشريحة المثقفة والمتعلمة من الصعب عليها ان تتقبل هذا الوضع بدون ان يكون للجالية كيان مؤسسي مبني على نظام.. على سبيل المثال قد نجد أحدهم يمتلك شركة يديرها ويعمل فيها مئات الموظفين ثم تأتي باحدهم ليكون رئيساً عليه بحكم ان لهذا الآخر علاقات ويعرف فلان وعلان.. هذا غير معقول وغير مقبول.. يفترض ان قيادة وزارة شؤون المغتربين في الداخل تكون حاضرة بحكم اختصاصها وانها انشئت من اجل خدمة المغتربين وتختار ناس يمتلكون الخبرة والمعرفة والدراية بشؤون المغتربين وتنشئ منهم إدارة للجالية بحيث اذا واجه اي مغترب مشكلة أو له قضية تستطيع هذه الإدارة التدخل والتواصل مع الجهات المختصة في بلد الإغتراب وتعمل على حل مشكلته.

> كيف يمكن ان تحققوا ما تصبوا إليه وانتم مختلفون فيما بينكم؟
>> من يمتلك مشروعاً أو لديه هدفاً لابد ما يتحقق ولو بعد حين وبالنسبة لنا نحن نسير في هذا الطريق ونحاول نعمل ونناضل من اجل تحقيق هذا الهدف وان كان ليس بالضرورة ان نحققه.. اهم شيء ان يتحقق هذا الهدف سواءً كنا مشاركين في تحقيقه ام لا.
وما دمنا قد بدأنا نفكر في انشاء كيان للجالية اليمنية على اساس مؤسسي فسيأتي اليوم الذي تتحول فيه هذه الفكرة إلى مشروع مطبق على أرض الواقع.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف تكون البداية وهل سيتعاون معنا المغتربون انفسهم لتحقيق هذا المشروع.
اليمني ذكي ويستطيع ان يمارس اي عمل ويكتسب خبرة عملية بعد دخوله العمل مباشرة وهناك في اوساط الجالية اليمنية في المملكة مواهب كثيرة.. لكن مشكلتهم انهم لا يجدون من يأخذ بيدهم.. فعلى سبيل المثال الحاجة بتدفع الكثير من الشعراء لبيع انتاجهم الشعري فأصبح لا ينسب اليهم وانما ينسب لمن يشتريه وهو غير شاعر ولكن بفلوسه يصبح شاعراً في اعين الناس.

> هل تعني بأن عدم تشجيع المواهب وعدم تبنيها سبب اساسي في جعل مثل هؤلاء الشعراء يبيعون انتاجهم الشعري.. ام ان الحاجة هي التي دفعتهم لذلك؟
>> لو وجد هذا الشاعر الذي يبيع شعره من يتبناه ويشجعه لما كان هذا حاله. لكن كل واحد من هؤلاء المواهب يصطدمون بتعنت الجهات المختصة التي تتجاهلهم ولا تلقي لهم بالاً الأمر الذي يجعلهم يطبعون دواوين شعرهم بأسماء غيرهم ومثل هؤلاء مخترعون وصحفيون وكتاب..لأن التشجيع مفقود ويتم البحث عن ناس جاهزين للمناسبات هؤلاء يصابون بالإحباط خاصة عندما يشاهدون ان الذي يتحكم في المؤسسات هم يصلون إليها بالوساطات وبشراء الذمم وليس بالكفاءة والخبرة وان كان ما يحدث في اوساط المغتربين في الخارج هو انعكاس لما يحدث في الداخل وامتداد له وقد تجد الكثير من المسؤولين في الداخل يدعمون اقاربهم واصحابهم في الخارج.

> انتم كهيئة إدارية للجالية اليمنية لماذا لا تقومون بالتنسيق مع وزارة شؤون المغتربين بالداخل ومع السفارة اليمنية بالرياض وتطرحون عليها مثل هذه الأفكار.. وكذلك من واجبكم المتابعة لتنفيذها؟
>> اولاً نحن كقيادة للجالية اليمنية نحترم وزارة شؤون المغتربين والسفارة بالرياض ونتمنى ان يكون لهما دور في هذا الجانب.. قد لا تصدق اذا قلت انه احياناً نرى السفارة تتجاهل قيادة الجالية لأن السفارة تتعامل مع أشخاص من خارج الجالية وناس غير ملتزمين بنظام الجالية وتعرف السفارة ذلك وتعرف الأشخاص لكن أظن السفارة تبحث عما يفرق الجالية وليس ما يوحدها وتقول ان قيادة الجالية لا تصلح وغير مؤهلة في الوقت الذي يكون فيه دور السفارة غائباً لسد الفراغ وخذ مثلاً السفارة تخلت عن القيام بعملها القنصلي وراحت توكل هذا العمل الاساسي من خلال الذهاب للمناطق لتجديد الجوازات و أوكلت هذه المهمة لبعض الهيئات الإدارية لأنهم يريدون ترضيتهم وقد قام القنصل السابق بالسفارة بإنشاء هذا العمل ولا ندري ما الهدف منه وان تجديد الجواز وصرف جواز جديد ليس مهمة سهلة ولابد ان من يقوم بها يجب ان يكون شخص مسؤول ولديه خبرة ولكن سفارتنا الحمد لله ارتاحت من ذلك لان الطاقم فيها مشغول بأموره الشخصية يا أخي انظر لدينا اكبر بعثة من حيث العدد ولكن عدد فقط بدون مهام محددة ولا ندري ما هو المعيار الذي يبعثونهم على اساسه هل هو لتحسين الوضع اذا كان الامر كذلك يحسنون وضعهم في اليمن.
وبعضهم أوكل لهم استلام المعاملات في المناطق ويسلموا الجوازات في منزل ولا نلوم من يقوم بهذا العمل لأن اللوم يقع على السفارة التي تخلت عن عملها.. وهل سمعت ان سفارة تترك واجبها الأساسي وتوكله لناس عاديين ليس لهم علاقة بهذا العمل وانني ادعو مصلحة الجوازات للنظر فيما يحدث اذا لم تكن على علم لان هذا العمل لايطبق في اي قنصلية في العالم الا بالسفارة بالرياض وانظر ان القنصلية لم تعمل ما عملت السفارة وهي ترسل مندوبيها للمناطق التابعه لها وهذا يظهر إلى اي مدى ان السفارة قد تخلت حتى عن واجبها وان تجديد الجواز يعد مسؤولية مهمة خاصة في ظل الاوضاع الحالية وكذلك مايتعرض له المغتربين في التعامل مع من لايعلم في هذا المجال وما يترتب عليه من دفع رسوم إضافية بدعوى تقديم خدمة ممن ليس لهم علاقة بهذه الخدمة وهذا يظهر ان السفارة فرغت الجالية من عملها وألهتها عن مهامها أو القصد مصالح أخرى الله اعلم.. وكذلك ان بعض المنتسبين للسفارة عندما ياتي له احد المراجعين ولديه معاملة لولده أواحد افراد اسرتة يقولون له.. لابد ان يحضر صاحب الشأن وكذلك اذا حضر احد قيادة الجالية بالرياض ولديه معاملة شخصية له يعامل باستفزاز انها ازدواجية في التعامل مع الجاليات.. مع ان قيادة الجالية بالرياض بموجب اللائحة تعد المسؤولة عن جميع الجاليات وكأنهم لايعلمون إن عمل قيادة الجالية رقابي.. فلاهم قادرين يناقشوا هذا الأمر مع قيادة الجالية ويوصلوا إلى اتفاق يمكن السفارة وقيادة الجالية من التعاون لخدمة المغترب اليمني في المملكة..

وبدل ما تكون السفارة والقنصلية عوناً للجالية اليمنية اصبحوا يشكلون عبئاً عليها، وخير مثال ما حدث ايام السفير خالد الأكوع من اشكالات بين الجالية والسفارة.. وبعد انتهاء مهمته استبشرنا بالسفير الجديد الاخ محمد علي محسن الأحول ولكن مرت خمس سنوات والأوضاع معلقة فلاهو الذي سمح لقيادة الجالية بالعمل ولاجعل السفارة تقوم بدور قيادة الجالية لحل مشاكل المغتربين واصبحت العلاقة مجمدة بين السفارة وبين قيادة الجالية وهذا ليس في صالح المغتربين اليمنيين فهم الذين يخسرون من سوء هذه العلاقة بين جهتين يفترض فيهما ان تكونا عوناً لهم وحل مشاكلهم.

> هل طرحتم مثل هذا الأمر على وزارتي الخارجية وشؤون المغتربين في اليمن؟
>> عندما نسافر إلى اليمن ونراجع مثل هذه الجهات ونرى المشاكل التي عندهم نستحي من انفسنا ان نطرح عليهم مشاكلنا ونقول الله يعينهم فلا نريد ان نحملهم عبئاً اضافياً وعليه نحاول ان نحل مشاكلنا بأنفسنا.. ولو كان هناك نية للإهتمام بمشاكل المغتربين فيكفي ما تم طرحه في المؤتمر العام للمغتربين الذي اخذ منا اياماً ونحن نناقشها مع المسؤولين ابتداءً من فخامة رئيس الجمهورية إلى اصغر مسؤول وخسرت الدولة على انعقاد المؤتمر الملايين وحضر ممثلو الجاليات اليمنية من مختلف دول الاغتراب.. ولكن ما تم اقراره في هذا المؤتمر بقي حبراً على ورق وتم نسيان ما جرى بمجرد قراءة البيان الختامي ومغادرة المؤتمرين القاعة وكأن شيئاً لم يكن وقد وجه فخامة الرئيس خلال المؤتمر الجميع لتنفيذ القرارات والتوصيات ونحن نتساءل اين اللجان التي شكلت للمتابعة.
الجهات المختصة في الداخل والتي لها علاقة بشؤون المغتربين تعرف كل مشاكلنا ولكن لا يعيرونها اية اهتمام.. ايضاً السفارة بالرياض تعرف هذه المشاكل ولكن المسؤولين لم يكلفوا انفسهم حتى دعوتنا للتحاور معهم ومناقشتها مع ان هذا واجب عليهم.. السفير رغم احترامنا له ولجهوده لم يكن صريحاً في تعامله مع قيادة الجالية وكذلك العكس وشكل ذلك بيننا وبينه حاجزاً ولا أحداً منهم يمتلك الشجاعة وينتقد الآخر وجهاً لوجه.. فقط يعملون ضد بعض في الغرف.. ان على الجميع ان يتصارحوا أو ينقلوا الاختلاف لجهات الاختصاص لحل المشكلة.

> حسب ما سمعت ان السفارة عندما تقيم احتفالات بالمناسبات الوطنية تحاولون في الجالية تحشرون انفسكم فيها وتنسبون هذه الاحتفالات لكم ماصحة ذلك؟
>> السفارة تقيم احتفالاً رسمياً يتمثل في استقبال الدبلوماسيين العرب والأجانب كحال كل السفارات في الخارج لكن الاحتفال الخطابي والفني والثقافي هذا تقوم به السفارة والجالية وهي التي تقوم بتمويله السفارة وبعض اعيان الجالية وكذلك دعم من شخصيات والمال أصلاً الذي تصرف منه السفارة من أين يأتي؟.. ورغم ان هذا التقليد ما يزال سارياً في السفارة والقنصلية إلاأنهم هضموا حقوقنا وانكروا مشاركتنا ونسبوا كل شيء للسفارة وهذا اجراء غير عادل ولو افترضنا ان السفارة من اقام الحفل هل اقامته للجالية ام للتلفزيون.
انا لا انكر انه توجد اشكالية لدى الجالية وعندما اعيب أو انتقد لا انتقد السفارة وحدها وإنما انتقد تصرفات الجالية بسبب غياب التنسيق بين الجهتين وان كان اللوم الأكبر يقع على المسؤول الرسمي الذي عينته الدولة.. اما الذي يمثل الجالية فهو متبرع وليس معينا من جهة الدولة ويقوم بالصرف على نفسه ويفترض ان يحمدوا له هذا التعاون مع السفارة مهما شاب ذلك من اخطاء.. ويفترض في سعادة السفير ان يقول رأيه بصراحة بدل ما يخلي كل شيء معلقاً فإذا هو معترض على الأشخاص الذين يمثلون الهيئة الإدارية للجالية فمن حقه ان يرفع تقرير بهم يقول فيه انهم غير صالحين لخدمة المغتربين ويطالب بتغييرهم ونحن سنكون معه و إلى جانبه.. بل بالعكس سيشعرنا هذا الموقف انه يمارس مسؤوليته بحق.

> اذا تم التوافق بين السفارة وقيادة الجالية هل تعتقد انكم تستطيعون ان تقدموا خدمات للمغتربين قد تساعد على حل مشاكلهم؟
>> بل انا الذي اسأل هل تعتقد اذا وجد اثنان مختلفان في كل شيء وبيدهم مصالح الناس.. هل ستتحقق هذه المصالح؟ المعارضة والحكومة مختلفتان فأنعكس ذلك سلباً على مصالح الشعب اليمني.

> لكن انا قلت اذا ما تم الاتفاق وليس ان يستمر الخلاف؟
>>ربما.

> الا تعتقد انكم في قيادة الجالية والسفارة اصبحتم تمثلون صورة لما يجري داخل الوطن.. لماذا لا تقدمون مبادرة أو تنازل وتخففون من طلباتكم ان كان لكم طلبات؟
>> ليس لدينا طلبات سوى التوجه للعمل الذي يخدم المغتربين ويدنا ممدودة للسفارة.. وبحكم العلاقة الودية التي تجمعني بالسفير طرحت عليه باسم الجالية مشاريع كثيرة.. وسألته لماذا منذ تم تعيينك سفيراً لم تتمكن من ان تدعي الهيئات الادارية في المنطقة الوسطى وأقصد التي تقع ضمن اختصاص السفارة الجغرافي أو حتى يقول لقيادة الجالية بالرياض ان ترفع كشف للسفارة بأسماء الهيئة الادارية لاسيما وهو يعرف ان كل واحد منهم في الرياض يخترع لنفسه منصباً بقيادة الجالية والسفارة تبارك.. علما ان لدينا نظام ولجان ورئيس جالية شرعي ولانعلم لماذا لايتم التعامل معنا بهذه الطريقة وانا بطبيعة الحال علاقتي ودية مع جميع الأطراف.. لكن مشكلة السفارة انها تريد ان تكون هي في الصورة حتى لو كانت على خطأ وبالمقابل قيادة الجالية يعتقد بعضهم انهم اكبر من السفير ويدعي البعض انه معين بقرار جمهوري من الرئيس كما هو حال السفير فأصبحت العملية عناد وكل يتحسس من الآخر.

> الا ترى ان المصلحة الوطنية تقتضي ان يزال هذا التحسس ووضع خدمة المغترب بالدرجة الأولى؟
>> انا معك في هذا الطرح وبالنسبة لي شخصياً والله لا يهمني الشخصنة وإنما يهمني خدمة المغتربين والعمل على حل مشاكلهم ان آخر ما افكر فيه هي مصلحة الوطن.. بالمناسبة لدينا منظمة اسمها اليمن اولاً وقد قام الأخ عمر البطاطي مشكوراً بتبني هذا الموضوع ليتم فتح فرع المنظمة ونقوم بتوزيع الإستمارات للإنضمام إلى عضويتها انا ارى ان الوطن يجب ان نقدمه على ذواتنا.
اليوم لنا 48 سنة على قيام الثورة ونحن نصيح الثورة الثورة.. ونفديك يا يمن إلى حد ان البعض بدأ يمل من ترديد هذه الشعارات، مثل هذه الشعارات لا يمكن ... ان تستقر في نفوس الناس إلا اذا اثبتنا لهم ما يقابلها عملياً.

> كيف انتقلت القبلية إلى اوساط المغتربين في الخارج؟
>> الشعب اليمني تحكم حياته الحياة القبلية سواء كان في الداخل أو في الخارج وما يعرف اليوم بالأحزاب السياسية والتنظيمات ليست إلا مسميات وإلا مايجري داخلها تحركه القبيلة لايجب ان نكذب على أنفسنا.. الأحزاب بالمفهوم الليبرالي الذي يفهمه الناس عنها يجب ان تتنافس على خدمة الوطن وكيف انها تقدم مشاريع كما هو الحال في الدول المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا وكل الدول الأوروبية التي تتنافس الأحزاب فيها بتقديم المشاريع وعلى أساسها يصوت لها المواطنون والأفضل منها هو الذي ينال الثقة.. اما ما يحدث عندنا فلدينا مسميات حزبية ولكن يظل ولاؤها للقبيلة بدليل ان كثيراً من المشائخ هم رؤساء احزاب وتنظيمات وهذا ما هو حادث في اوساط الجاليات اليمنية في بلدان الاغتراب ولاوهم للقبيلة قبل الوطن.. ويؤسفني ان هذه النظرة أو المفهوم ينطبق على العمل في قيادة الجالية غير مدركين انهم يجب ان يكونوا متجردين من الحزبية والولاء للقبيلة وان ينظروا إلى كل المواطنين كمتساوين في الحقوق والواجبات مهما اختلفوا معهم في الرؤى ويجب على قيادة الجالية ان تتعامل مع كل مغترب على اساس انه مواطن يمني أولاً واخيراً حتى ولو كان يهودياً جاء من ريدة وتبتعد عن النظرة الضيقة.. ان هذا حزبي أو ينتمي إلى قبيلة معينة أو يناصر حزباً معيناً.. لا نريد ان ننقل التجربة في الداخل إلى الخارج.. نريد ان نكون اكثر وعياً ونغلب المصلحة الوطنية على أية اعتبارات اخرى.. يجب ان يكون التعامل على اساس وطني بحت وليس على اساس حزبي أو مناطقي أو قبلي.

> انتم تتحملون المسؤولية الأكبر بحكم كونكم هيئة إدارية للجالية عليها مسؤولية وواجب كبير؟
>> بداية نريد ان يتم منحنا الشرعية كقيادة للجالية.

> من اين تستمدون هذه الشرعية؟
>> يفترض ان تكون من اوساط المغتربين حيث من حقهم ان يختارون قيادتهم بأنفسهم.. لكن مع الأسف الشديد الجهات المختصة في الداخل لا تريد إلا من يدين لها بالولاء ولا احداً مصدقاً عندها إلا أربعة اشخاص وتريد لهؤلاء الأربعة ان يكونوا ممثلين لمليون مغترب ولا يسمعون إلا لهم وهذه مشكلة نواجهها هنا وهي التي اعاقت العمل في الجالية.
اليوم المسكين لا احد يستمع إليه..

> ما اهم ما حققته الهيئة الإدارية من مكاسب للمغتربين؟
>> نحن لا ننكر ان هناك ايجابيات ومنجزات كبيرة تحققت ولكنها لا تمثل كل طموحنا نحن نريد اكثر من ذلك بكثير ونحن قادرون على تحقيقه اذا ما صدقت النيات واتيحت الفرصة للآخرين لكي يعملوا.. لكن ان يظل كل شيء محتكراً بيد فئة محدودة فسنظل في مكانك سر.. نريد اولاً ان نثبت بأن هناك منجزات تحققت وفي نفس الوقت نريد ان نكون عوناً للسفارة وللمواطن اليمني في الداخل والخارج ولا نريد مقابل ما نقوم به لاجزاءً ولا شكورا.. اليوم هناك مشكلة لا احد يدرك ابعادها وتتمثل في وجود جيل من المغتربين اليمنيين مولودين في المملكة لا يعرفون عن وطنهم شيئاً فلاهم يمنيون ولا هم سعوديون فاقدو الهوية والإنتماء واذا لم تعالج مشكلتهم سريعاً فإن هذا الجيل سيضيع، ولذلك نحن نطالب بكيان مؤسسي على رأس الجالية اليمنية يمكن من خلاله ان نجعل مثل هذا الجيل الضائع مرتبطاً ببلده.

> لماذا لا ترتبون بيتكم اولاً من الداخل؟
>> نعم انا معك ان الأولوية لترتيب البيت من الداخل.. لكن المشكلة حتى هذه المسألة هناك من يقف في طريقنا ولا يريد لترتيب البيت ان يتم.. هناك تدخلات وشخصيات ووجاهات لا تريد إلا ان تكون في الواجهة بأي شكل ولا تفكر في المصلحة الوطنية.. اليوم معظم الناس يغتربون هروباً من الواقع وليس بسبب الفقر والعوز، اليوم هناك من يشتري الإغتراب بفلوس لأنه يعتقد ان وجوده خارج بلده سيريحه نفسياً ابتعاداً عن المشاكل التي تحدث ولا يجد لها حلاً، ومن المشاكل التي يواجهها المغترب اليمني هو ان طريقة الاستقدام لا تتم بصورة رسمية وإنما عن طريق بيع وشراء الفيزة وعندما يصل إلى بلد الإغتراب لا يجد عملاً واحياناً قد لا يجد الكفيل الاصلي الذي صدرت الفيز باسمه فلا هو سلم الخسارة ولا وجد عملاً واصبح معرضاً للمساءلة القانونية رغم ان بعضهم يحملون مؤهلات ومهنا ممتازة كمهندسين واساتذة.
هناك عصابات تقوم بهذا العمل في الداخل والخارج يبيعون ويشترون في الناس وموقف النظام والقانون من هذه القضايا غير معروف فهو اولاً بحاجة إلى من يعرفه بحيث يطبق على من يخالف النظام والقانون هو اولاً حقوق وواجبات ومن اجل تطبيقه والالتزام به يجب اولاً ان يعرف النظام والقانون.

> يلاحظ ان مشاكل الداخل قد انتقلت إلى اوساط المغتربين في الخارج من خلال اولئك الذين يسيئون بتصرفاتهم إلى الوطن.. ماهو موقفكم من هؤلاء؟
>> اليمن كبير واكبر بكثير من هؤلاء الذين يخلقون له المشاكل.. اليمن بإرثه التاريخي والحضاري باق على مر الزمان وكل من وقف في طريق مسيرته ذهب إلى مزبلة التاريخ.. تاريخ اليمن يجب ان نحافظ عليه ونعرف الأجيال به وعندما نقول نريد ان ننشئ قيادة للجالية اليمنية تمثلهم ككيان مؤسسي لا يعني ذلك اننا سنكون جزءاً من هذا الحزب أو ذاك لندخل في صراع مع بعضنا.. ابداً الهدف هو كما اشرت لتقسيم المغتربين إلى شرائح بعد انشاء قاعدة بيانات تساعدنا على تحقيق هذا الهدف بحيث نعرف كم نسبة المثقفين منهم وكم عدد رجال الأعمال الحقيقيين وكم عدد الطلبة وكم نسبة اليد العاملة وهذا في حد ذاته سيساعد على حل مشاكلهم اضافة إلى معرفة نسبة البطالة في اوساطهم بسبب عدم حصولهم على عمل.. ومن ثم ينهض الجميع ويسود الاستقرار في أوساط الجالية عموماً.

زر الذهاب إلى الأعلى