بين يدي الشيخ محمد بن محمد المهدي كنت قد جلست قبل أيام معدودة للمحاورة المفتوحة التي تمكنني من سبر غور هذا الرجل الذي خبرته التجارب، وصنعت منه الشخصية الكاريزمية المعروفة بمنهجيته الوسطية المعتدلة في اليمن ..
قابلته في صنعاء نهاية الأسبوع الماضي على عجالة من أمره، وفرط انشغاله الذي ينسيه ذاته في بعض الأحوال وفق ما أثر عنه، على أنه قد تيسر لي فتح باب المحاورة معه في بضع قضايا طرحتها عليه ليجيب عنها كعادته بلسان العالم، والعارف بأمور الساسة والعامة، والمدرك المطّلع لما يجري في واقع أمته..
خلصت إجاباته التي سمعتها منه، ودونتها في دفتري وقرطاسي، وتضمنتها هذه السطور في الحديث عن التقارب الزيدي الإثنى عشري، ومشكلة حرب الحوثيين في صعده القائمة مع الدولة، وتشجيع الغرب للشيعة في العالم، ونية إقامة السلفيين للملتقى العام الثاني، والتحالف الشيعي الغربي العلماني على المسلمين السنة، وقضايا ذات صلة بمجريات الأحداث تجدونها في سياق الحوار مع شيخ السلفيين، وعضو جمعية علماء اليمن، ورئيس جمعية الحكمة في محافظة إب، وعضو المركز الرئيس في تعز..
فإلى تفاصيل الحوار ..
نرحب بك فضيلة الشيخ، ونبدأ معك التساؤل عن صدور آخر كتاب لك عن الزيدية، والتشيع في اليمن يختلف تماماً مع ما سطرته قبل ذلك عن الزيدية في أنهم أقرب إلى السنة، واليوم تقول باقترابهم من الشيعة، ما الذي استجد لكم في واقع الزيدية حديثاً، وقديماً؟
الشيخ المهدي: حياك الله أخي، والسلام عليكم ورحمة الله في الأمر الذي ذكرته فقد صدر لي ثلاث رسائل عن الزيدية والتشيع في اليمن الأولى منها كانت عبارة عن مقدمة لكتاب " نظرة الإمامية الأثنى عشرية إلى الزيدية بين عداء الأمس وتقية اليوم " لمؤلفه أخونا الشيخ محمد الخضر الكويتي حينما طلب مني كتابة تقديم له كوني من أهل اليمن - مقر الزيدية -، وبحكم إطلاعي على مراجع الزيدية أفدته في ذلك من خلال العودة إلى كتب، ومراجع الإمامية، والزيدية في نظرة بعضهم إلى بعض، وحكم كل على الآخر بدءاً من كلام الإمام زيد رضي الله عنه، ثم كلام الإمام الهادي القاسم الرسي، و المنصور بالله عبد الله بن حمزة، ومما يؤخذ من كلام الإمام يحي بن حمزة من الرسالة الوازعة، وأيضاً من كلام العلامة أحمد بن يحي المرتضى في كتابة المنية والأمل في البحر الزخار من كلامه على الشيعة الغالية الباطنية، وغيرهم ذكرت فيه أيضاً الفوارق بين الزيدية والإثنى عشرية ..
أما بالنسبة للرسالة الثانية فهي تحت عنوان "الزيدية في اليمن .. حوار مفتوح" ومضمونها عبارة عن حوار مع الأخ الأستاذ أنور الخضري حفظه الله مع "صحيفة الرشد" هذه نفسها مطلع تأسيسها، قبل أن تتوقف، وتعود لنا الآن من جديد وفق الله القائمين عليها، وجزاهم خيراً، وقد قام مركز الكلمة الطيبة في صنعاء بطباعة هذا الرسالة والحوار المفتوح الذي كان فيه إنصاف للزيدية حول بعض الأمور التي تطرح عنهم في قضية منع زواج الفاطميات والإمامة وشروطها، وبينت أن لهم أقوالاً فيها صواب وخطأ، ومجال النقد متاح، والاجتهاد سائغ، مع إشارتي إلى الفوارق بينهم وبين الإثنى عشرية، وأنهم أقرب إلى السنة ..
أ ما الرسالة الثالثة فهي بعنوان "التشيع في اليمن بين الزيدية والإثنى عشرية" فهو عبارة عن رسالة نشرها مركز المسبار في الإمارات، وأعاد نشرها مركز الكلمة الطيبة، وقد ذكرت فيه نقاط الخلاف، والتقارب بين الزيدية والإثنى عشرية ك تقديم علي على غيره، وأحقيته في الخلافة، وهي قديمة والاحتفال بالغدير، وعاشوراء، وشتم، وسب بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، والدفاع عن الإثنى عشرية، وإنكار بعض أحاديث الصحيحين، وماهو موجود مدون في مقالات، وإرشيف السياسيين أنفسهم المحسوبين على الزيدية في تبنيهم، ودفاعهم المكشوف الواضح الذي لاغموض فيه لأراء، وأفكار المدرسة الإثنى عشرية والباطنية المنشورة على صفحات وسائل إعلامهم التي تطالعنا بين الفينة والأخرى وهي البلاغ، والشورى، والأمة سابقاً أيام حكم الخيواني لها، وانظر إلى الهجوم على السلفيين في جميع أعداد البلاغ من كل أسبوع تطالعنا فيها بكتاباتها، وملفاتها .
الرشد: كيف تنظرون إلى صراع السلطة في اليمن مع الطائفة الشيعية " الحوثيين " في الشمال، والجبهة التي في الجنوب "الحراك "؟وهل تعتبر خطراً على الدولة ناجزاً؟وهل الورقة الطائفية، والشيعية المذهبية اللعبة التي يتكئ عليها سادة البيت الأبيض في ضرب السنة مع العرب؟
الشيخ المهدي: الصراع أوالحرب القائمة بين الدولة، والحوثيين لم تقم لكونهم شيعة، ولكن لأنهم خرجوا عليها بالسلاح، وكذلك المشكلة الأخرى في الجنوب ليست لأنهم شوافع، أوسنة لأن الدولة ليست في وادي الصالح أوالطالح منهم، ولكن لأنها حرب تنخر في جسدها، والقضاء عليها، وبالنسبة للورقة الشيعية الطائفية فقد لعبت بها أيدي الساسة الغربيين قبل ذلك في أفغانستان والعراق وباكستان ولبنان، وظهور جانب التعاطف الغربي على الشيعة في العالم وعدم إدراجهم منظمات إرهابية واضح، وقد حدد الغرب المغضوب عليهم " الإرهابيين " وحصرهم في المسلمين السنة فقط حتى وإن دافعوا عن أنفسهم، ودينهم، وبلادهم، وأعراضهم، وهذا أمر معلن يعرفه الجميع لايحتاج إلى كثير بيان، وقد لمس الغرب من اليهود الصليبين، أن الرافضة الباطنية الشيعة والعلمانيين أنصاره بين المسلمين، وقد تحقق له الكثير بتحالفاته معهم في العراق، وأفغانستان، وإيقاف الحرب في اليمن على الحوثيين في الشمال، والحراك في الجنوب .
الصحيفة: يٌطرح ويردد البعض بين الفينة والأخرى أن الوجود الأثنى عشري في شمال اليمن ب"صعدة " جاء عقب انتشار السلفية " الوهابية " في اليمن؟ والتدخل للسلفيين في حرب صعدة زاد من تعقيدها فما هوردكم؟
الشيخ المهدي: في البداية أنا لاأعتبر الحوثيين إثنى عشرية على الإطلاق من باب الإنصاف لهم، وهذا ماأعتقده عنهم فلربما يأتي يوم أصحح فيه نظرتي هذه بدليل يظهر لي، وقد ذكرت في عدة حوارات سابقة أن لهم ميولاً، وتوجهاً إثنى عشرياً في جوانب معينة، وكانت فيه النظرة إلى ماذكره العلامة بدر الدين الحوثي في كتابه أحاديث الزهري ودليل الطالب وتحرير الأفكار بالإضافة إلى رسائل وملازم ولده حسين الحوثي، والتي تضمنت الإساءة البالغة للصحابة الكرام بدءاً بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ومروراً بعمر، وعائشة رضي الله عنهما، وهذا هوا لشيء الذي يجعلني أقول باقترابهم منهم مع وجود خلاف في جوانب أخرى، وبالنسبة لما يتعلق بوجود التشيع في اليمن فليس السلفيون السبب في ذلك، والمشكلة القائمة في الوقت الحاضر هي في صراعهم مع الدولة، والسلفيون ليسوا طرفاً، ولم يخوضوا الحرب ضدهم، وما حصل من اشتباك في مركز دماج بصعدة التابع للسلفيين فهو صد ودفاع قبيلة وادعة لهجوم الحوثيين عليهم، ومسألة إدخال السلفيين في معمعة الحرب والصراع مكايدة وأغراض سياسية مكشوفة، وكلام المستشار الإرياني، والعلامة إبراهيم الوزير في ذلك وغيرهما ليس بسديد .
الصحيفة: لمسنا في الآونة الأخيرة تشجيع الغرب للشيعة في معظم الدول العربية والإسلامية أفغانستان، ومصر ولبنان، والعراق، وغيرها وما رددته وسائل الإعلام حول نية الولايات المتحدة لإدخال الحوثيين في إطار العملية السياسية في اليمن .. كيف تنظرون إلى مثل هذا؟
الشيخ المهدي: الذي يراه الناظر أنها حرب صليبية، وتحالف أمريكي صهيوني شيعي علماني للقضاء على المنهج الإسلامي، وقد وجد الغرب والعلمانيون بغيتهم في الشيعة، ولذلك لم يتدخل في مناهجهم وعقائدهم، وكذلك البوذيين، والهندوس واليهود، والنصارى لهم حرية التدين والتعليم، بل حينما دخل الأمريكان العراق لم يتدخلوا في مزاراتهم، وقبورهم وخزعبلاتهم التي يقيمونها عند قبر الحسين ويحضرها الملايين، لكنهم في المقابل يقلقون من مدرسة تحفيظ، ومركز شرعي للسنة يدرس فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى اله عليه وسلم، بل وصلوا لمجرد تغيير الاسم، ورفضوا بقاء إطلاق مسمى معهد على مركز تعليمي طالبين تحويله إلى مدرسة، ولك أن تنظر إلى مايحصل عندنا هنا في اليمن من انسياق كثير من الكتاّب العلمانيين الاشتراكيين في تحمسهم للغرب، واللهث وراءه، ومجاراة وسائل، ومطابخ الإعلام الغربي والشيعي الإثني عشري الباطني في كثير من أطروحاته، وتهجمه على المسلمين السنة سلخاً وتشويهاً، ووصفهم بالإرهابيين التكفيريين حتى أن أحدهم كتب 60حلقة حشر في إحدى الحلقات المنشورة له، ومقالة واحدة التاريخ الإسلامي بأكمله من لدن عصر الخلفاء الراشدين، والأمويين، والعباسيين، والمماليك، علماء المسلمين في القرون الغابرة من الحنابلة، والشافعية، والمالكية، والحنفية بدءاً من الصحابة والتابعين، ومروراً بمعاوية ومن خلفه من أمراء وعلماء المسلمين وصولاً إلى الزنداني، وإبن باز، وإبن عثيمين اليوم، وهو يتهجم عليهم، ويشفي غليله منهم، وعلى الرغم من حدوث، ووجود هذا التحالف الصليبي الشيعي العلماني فإني أراهن على زواله بإذن الله، واعتبره شبيهاً بزواج المتعة سينتهي في أقرب لحظة تنقضي معه مصلحة أطراف هذا التحالف، ولذلك فالعلمانيون دحرهم الشيعة في العراق بعد تحالفهم الآثم على حرب السنة حين انتهت حاجتهم لذلك، ولذلك فهم في معظم دول العالم مغفلون لم يأخذوا درساً لما حدث لأصحابهم من قبل شيعة العراق، وكيف لعبوا بهم، وركلوهم بأرجلهم، ولم يعترفوا بهم وصارت الدولة الآن تشكل من حزب الدعوة والتيار الصدري، والمجلس الأعلى، والأحزاب العلمانية السنية مطرودة، أما الشيعة فقد رجعوا إلى أصحابهم، وطووا علمانيتهم، وسلموا الأمر لمراجعهم .
الصحيفة: العمل السلفي، والجماعة السلفية في اليمن إلى أين تتوجه بهم مسارات العمل والدعوة في ظل الحصار والحرب التي أطبقت على مؤسساتهم، هل نعيش حضور مشهود أوتصفية لما تبقى؟
الشيخ المهدي: في ظل التحالف القائم المشبوه بين التوجهات العدائية للسنة، والسلفيين لاشك أن هنالك تراجعًا، وضعفاً، وتوقف كثير من مؤسساتهم، وأنشطتهم، وإذا ماقدّر للعلمانيين، والشيعة، والأحزاب المشبوهة التي تحالفت مع الغرب أن يحكموا، ويسيطروا على مقاليد الأمور فلن تبقى للسلفيين، وأهل السنة عموماً أي بقية، ومع ذلك فالله سبحانه وتع إلى يقول في الماكرين " ومكروا مكراً، ومكرنا مكراً وهم لايشعرون " وأمر الله غالب في كل شيء، ولك أن نعلم أن المنصرين كانوا يقولون أن عام 2000م سوف يأتي وقد تنصرت أفريقيا، واليوم قدتجاوزنا ذلك بعشر سنين، والمسلمون يتوسعون في مشارق الأرض ومغاربها، ونفس الكلام أوقريباً منه قالوه في إندونسيا، ولاتستطيع أن تقول أن لاأحد تنصر، أولا يتنصر لكن الأمور كلها بيد الله، وعلى الدعاة إلى الله أن يستمروا في البناء، والعطاء وأن يسلكوا طريق البصيرة والحكمة في دعوتهم، ويتحلوا بالصبر والمرابطة على ذلك حتى يأتي أمر الله ويتحقق نصر أوليائه .
الصحيفة: تعرضتم في الآونة الأخيرة لهجمة شرسة من قبل الصحافة الرسمية، والمعارضة وساهم في هذه الحملة ضدكم بعض الكتاّب المحسوبين على الإصلاح وتيار الإخوان المسلمين، ماتعليقكم وكيف توجهون ذلك؟
الشيخ المهدي: تعليقي على الهجمة أن هذا سوء تقدير وعدم توفيق من الله لهولاء، والإفإن الذي يقوم ويبدأ بمهاجمة إخوانه ليس محقاً مهما أسرف في ذلك، وهو بحاجة إلى يدرك فقه الأولويات في هذه المرحلة التي تتطلب منه أن يكون مدافعاً عن الأمة لاأن يكون مساهماً في توسيع دائرة الجراح والطعن فيهابرشق وجلد إخوانه، وترك جناب الأعداء، طالما أن هولاء السلفيين والعلماء ينتسبون للإسلام، وحتى لوأفترضنا أن لديهم مخالفات فهل يستدعي هذا أن تخاض وتفتعل معارك هنا، وهناك ضدهم، ثم لودققنا النظر لوجدنا أن هولاء يشاركون بصورة مباشرة كانت أوغير مباشرة ضمناً في الحملة الصليبية الشيعية العلمانية في الهجوم والحرب على علماء ودعاة الأمة ومصلحيها .
وبالنسبة للكتاّب الذين عنيتهم في سؤالك المسحوبين على الإخوان المسلمين ( الإصلاح ) فقد قرأت لأحدهم مثلاً، وهو الذي يطالعنا بين كل فترة وأخرى باستعداء الدولة والغرب على السلفيين في كثير من كتاباته لعل من ذلك مقارنته السطحية المكشوفة بين السلفيين والقاعدة في مسألة التشدد في قضية الفن، وكأن الناس منتظرون له، ومتوقفون عن الأغاني حتى يصدر رأيه فيها، وغاب عنه رغم أنه باحث نشيط وله صلة بالكتب أن الناس قد تجاوزوا هذه المرحلة، وصرنا نعيش في زمن إباحية مفتوحة من قنوات، ومواقع فاضحة، فهل يقر مثل هذا؟ الجواب لا ..فهل يصح إيراد مثل هذه الأدلة والأقوال على ماهو موجود من الأغاني الماجنة التي تدعو على الفاحشة، والرذيلة !! ثم هل لمقارنته من معنى في حديثه عن السلفيين والقاعدة في أنهم يشتركون في جواز، ومشروعية جهاد الطلب وماشابه ذلك فهل هذه مقارنة بين دينين حتى يخرج بها علينا هذا الكاتب حتى يكون هذا الاستغراب، والتسطيح للأمور، وفيما نحن لوا ستحضرنا مواقف سابقة للإصلاح، وعملنا مقارنة بينهم وبين القاعدة فهل يستدعي ذلك بأن نقوم في التحريض ضدهم في تبنيهم للجهاد في أفغانستان مثلاُ، وحشر الناس للقتال هناك بدعوى فرضيتة عيناً، وبرغم مجادلتنا لهم بخلاف ذلك كان يرموننا بأننا ضد الجهاد فما الذي تغير إذاً حتى يختلف موقفهم من قضايا ثابتة شرعاً، وقد تضمنتها كتب المذاهب الأربعة، والزيدية وللأخ الكاتب أن يأخذ بما يشاء، ولكن ليس عدلاً ولامن الحكمة أن يحرض الغرب على إخوانه أهل السنة .
الصحيفة: في عام 2009م أقام السلفيون ملتقاهم العام الأول تحت شعار الوحدة، ماهي النتائج التي خلصتم لها بعد انعقاد الملتقى وماهي ثمراته، وكيف تفسرون الهجوم لكم من طرفي السلطة والمعارضة، وهل تعزمون على انعقاد ملتقى خلال هذا العام الجاري؟
الشيخ المهدي: أما الثمرة من إقامة الملتقى فقد حصلت، والحمد لله من خلال بيان الموقف الشرعي من الأحداث الجارية في بلادنا عموماً، ومن الانفصال والتدخلات الخارجية، وفيما يتعلق بانعقاد ملتقى خلال هذا العام فهذا وارد، ولكنه يحتاج إلى إعداد، وفيما يتصل بالهجوم علينا من لدن السلطة والمعارضة فهذا من أعجب العجب حصوله لأننا في الحقيقة لم نتخذ موقف ضد أحد من هولاء، ولا تكلمنا على أحد وكانت غايتنا السداد، والتوفيق بين طرفي السلطة والمعارضة، والذي يؤسف له موقف بعض الإخوة من كتّاب الإصلاح وتجنيهم علينا فقد ظلت صحيفة الأهالي التي يرأسها الأستاذ علي الجرادي ثلاثة أشهر، ومجموعة من الكتاّب يلمزون، وينهشون فينا، وقالوا عن السلفيين أنهم علماء ذيل بغلة السلطان مع أننا أقمنا الملتقى للصالح العام للبلد، ولم نهاجم فيه أحداً، ومما يضحك أن هولاء جميعهم يقولون أننا مع السلطة مرة، ثم مايلبثوا سوى فترة وجيزة فإذا هم يكتبون أننا ضد الدولة، وقالوا السلفيون يستبطنون الكفر للدولة والحاكم، فما هذه المكايدات، والمزايدات، والتحريض على الناس، ثم لاعجب أن تشارك البلاغ، والشورى، وصحيفة 14 أكتوبر التي يديرها الاشتراكي الحبيشي، وصحيفة الميثاق وفيصل الصوفي، لكن أن يهاجمنا بعض كتّاب الإصلاح فهذا غريب، ورسالتي هذه للجميع، وللأخوة في الإصلاح وغيرهم في السلطة، والمعارضة أن السلفيين تكفيهم الحرب الصليبية الشيعية والعلمانية القائمة عليهم فأنتم في عافية من الاشتغال بهم، وقد كفيتم .
الصحيفة: تابعنا لكم حلقات متسلسلة في قناة المستقلة عن الوحدة اليمنية، ماهي خلاصة قراءتكم عن مضامين الوحدة، ودعاوى الانفصال، ورد كم على تهجم صحف السلطة في ذلك؟
الشيخ المهدي: نعم كان لي مشاركة في قناة المستقلة اللندنية للحديث عن الوحدة اليمنية، وأهمية الحفاظ عليها، وأنها جزء من توحيد الأمة الإسلامية التي يجب أن تتوحد لها كل الجهود، ناقشت من خلالها مع بعض المشاركين في القناة عن ملف الوحدة اليمنية ضرورة معالجة الأخطاء، وتحقيق العدل، وإزالة المظالم الواقعة على الإخوة في الجنوب، أوفي الشمال، وأنا شخصياً، ونحن جميعاً ضد الظلم، لكن حصول بعض المظالم لايبرر لنا التفرق، والتشرذم، والتمزق، وعلينا أن نسهم جميعاً في حلحلتها، ولكن الغريب ماذكرته، وحصل من تهجم صحيفة 14أكتوبرالتي يديرها الحبيشي الذي يطالعنا في كل أسبوع بكلامه على العلماء، والدعاة، ومن ذلك ما نشره باسم مستعار لأحدهم المسمى ب" الشوافي " معلقاً على حوار لي مع قناة المستقلة، وردودي على بعض الانفصاليين في هذه الصحيفة أختلق فيها أقاويل، وحشر نفسه في أكاذيب لم يصح منها شيئ، والعجيب أن هذا الأمر لا يحصل في اليمن وحدها دون بقية الدول حينما يكون الإعلام الرسمي مع الدولة، ومن خالفها خالفته الإعندنا هنا فصحيفة 14أكتوبر تقف، وتهاجم الذين يتفقون مع الدولة في الحفاظ على الوحدة والدفاع عنها، ومع ذلك لك أن تعجب أخي السائل في أن العلماء حينما يلتقون برئيس الجمهورية، ويخرجون من عنده مقتنعين راضين أنهم قدأتوا البيت من بابه، وقد وافقهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملاً بالأدلة الشرعية، وبتنسيق مع ولي الأمر إذا ببعض وسائل الإعلام الرسمي على مذهب مريدوه، والمعارض ينقض عليهم كالأسد على فريسته، وليسوا بمنزلة مغنٍ من المغنيين بل يعتبرونه أرفع قدراً، وشأناً منهم فمن شاء أن يشتهر فليشتم العلماء، والدعاة، والخطباء كالزنداني، والوادعي، والحز مي وغيرهم، ويسمونهم رجال الدين كماهو الحال عند النصارى .
الصحيفة: لم لايشارك السلفيون خصوصاً، والإسلاميون عموماً، والعلماء من باب أولى في لجنة الحوار، وحلحلة أزمات اليمن مع الحاكم والمعارضة، وتكون لهم قائمة باعتبارهم أهل الحل والعقد أليس كذلك؟
الشيخ المهدي: بداية وإن كنا بعيدين عن هذا الحوار، ولم ندع له فإننا نبارك، ونفرح بحصول الوفاق وتقريب وجهات النظر بين المختلفين، وذلك للحفاظ على اللحمة ووحدة الصف اليمني، وقد كانت هنالك تشكيلة سابقة في لجنة الحوار المشكلة من ستة آلاف كنا مشاركين فيها، لكن حصل تغيير، وصار المطلوب مائتي محاور من طرفي السلطة والمعارضة، وتم حذف العلماء وأدخل بدلاً عنهم آخرون، وبعض الحوثيين، وقد شكلت لجنة للعلماء مرجعية لذلك وأحد أعضائها الشيخ أحمد المعلم من حضرموت لكن يدلك ماحصل من استبعاد للعلماء، وعدم إشراك السلفيين في لجنة الحوار أن وراء ذلك مؤامرة من داخل السلطة والمعارضة على السواء من خلال وجود الأجنحة الشيعية، والعلمانية، والشيء الذي يؤسف له ماسمعنا عنه مؤخراً أن اللقاء المشترك رفض العلماء، وقرأنا في صحف تابعة للإصلاح وغيرهم مقالات عبرت عن رفض مشاركة العلماء، فهل هذا هو موقف الإصلاح الذي عهدناه يرفع تطبيق الشريعة وعودة الخلافة، ونشر التعاليم الإسلامية .. " يتنهد " لايعقل، و غريب والله أن تسيطر بعض الأحزاب الضعيفة وتملي مواقفها وأرائها على الإصلاح الذي يحمل في جنباته ثلة من خيرة العلماء، فكيف يوافقون على ذلك وهم أحياناً يقولون لنا أن الدول تحارب الدين، وتقصي العلماء فلماذا حينما اختارهم الرئيس رفضوا ..
الصحيفة: وقفت على حوار لك في إحدى الصحف المحلية، وقلت مامضمونه " الحوار السلفي .. السلفي في محلك سر... الخ لماذا توقف الحوار، وهل ثمة بوادر لائحة في الأفق لاجتماع شمل وكلمة السلفيين؟
الشيخ المهدي: في الحقيقة أنا لم اقل مثل هذا التعبير، ولم يخرج على لساني وإنما هو من الأخ الذي حاورني، أومن فعل الصحيفة، ومعنى " في محلك سر" أي ليس هناك جديد، وبالنسبة لمضمونه فلاشك أن الحوار السلفي بين العاملين في إطار الدعوة السلفية المباركة بطيء، ولكن هناك إتفاق منهجي وتواصل، وتصافي، ومحبة وتآخي بين جميع العاملين في الساحة السلفية يستثنى من ذلك بعض الشيوخ كالشيخ يحي الحجوري، وأصحابه وإن شاء الله يأتي اليوم الذي يسرك، ويجتمع فيه الشمل والكلمة .