كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية عن خطة تناقشها إدارة أوباما للشروع في تنفيذ هجمات جوية ضد محاربين في مناطق نائية من اليمن ، واعتبرتها خطوة تمثل تصعيد أساسي للتدخل الأميركي في اليمن طبقا لمسئولين أميركيين.
وبحسب الصحيفة يعد استخدام الهجمات الصاروخية بطائرات من دون طيار واحد من عدة خيارات يناقشها مسئولون في الإدارة في الأيام الأخيرة في رد على محاولة الإرهابيين في اليمن إرسال طرود مفخخة إلى الولايات المتحدة قبل أسبوعين.
وتشير الصحيفة إلى تحليق طائرات أميركية من دون طيار في اليمن منذ مطلع هذا العام، لكن الطائرات استخدمت للتجسس وليس لمهاجمة المحاربين الذين لجئوا إلى المرتفعات الجبلية الوعرة في البلد.
وتضيف" إن هذا الخيار الذي يدرس في البيت الأبيض سيصعد من الجهود، سيعمل على تجنيد تأييد الحكومة اليمنية لهجمات الطائرات من دون طيار وسيطور المزيد من مصادر الاستخبارات بخصوص أماكن اختباء المحاربين، أوضح المسئولان.
وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب حساسية الموضوع " من المتوقع أن تناقش الخطة إضافة إلى خيارات أخرى في الأسابيع القادمة من قبل مسؤولين كبار".
وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما اشترط عدم ذكر اسمه، يوم الأحد أن الولايات المتحدة تجري حوار قوي مع الحكومة اليمنية بخصوص عدة أمور، والتي كانت تناقش حتى قبل وقوع أحداث الطرود المفخخة.
وتؤكد الصحيفة احتمال وقوع الهجمات مازال غير واضحا وان الحصول على موافقة يمنية للهجمات التي تنفذ من قبل الولايات المتحدة حصريا يمكن أن يثبت أنه أمر صعب.
وفي اعتراف نادر يوم الأحد، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن طائرات من دون طيار الأميركية استخدمت في " عمليات استخباراتية" ووهناك معلومات استخباراتية يتم تقايضها بخصوص موقع الإرهابيين".
وفي مؤشر على الحساسية التي تشعر بها اليمن بخصوص السماح للعمليات العسكرية الأميركية، قال القربي أن الهجمات الأخيرة ضد مخابئ المحاربين قد نفذت من قبل القوات الجوية اليمني.
وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد ذكرت يوم الأحد أن طائرات من دون طيار أميركية تحلق في اليمن منذ عدة أشهر، لكنها لم تطلق صواريخ لأنها ينقصها معلومات استخباراتية كافية حول مواقع الإرهابيين.
لكن استخدام طائرات من دون طيار ينطوي على مخاطر، من ضمنها إمكانية أن تصعيد الحملة يمكن أن يزيد من التوتر داخل اليمن، وخاصة بين القبائل التي تقدم مأوى للمحاربين. مثل هذا الإجراء يمكن أن يضعف من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يبدو أن هناك مؤشرات انزلاق في قبضته على السلطة.
وتقول الصحيفة بأنه وفي حال بدأت حملة الطائرات من دون طيار، فإنه سيتحتم على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من عدم مخادعتها من قبل صالح وجعلها تلاحق خصومه السياسيين في القبائل اليمنية القوية.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الحصول على تأييد صالح يعتبر في غاية الأهمية قبل قرار الشروع في ذلك، لأن صالح كان قد أظهر نية في إيقاف التعاون لو نفذت الولايات المتحدة بعمليات على الأراضي اليمنية بدون موافقته.
وفي حال تم الموافقة على ذلك، فإن التدخل الأميركي في اليمن يمكن أن يكون مشابها لجهودها في باكستان حيث تنفذ وكالة الأستخبارات المركزية حملة متصاعدة بطائرات من دون طيار على المناطق القبلية.
ومن غير المتوقع أن يصل ذلك العمل في اليمن إلى نفس الحجم المعمول به في باكستان. . ويعتقد أن عدد المحاربين في اليمن أقل و أن هناك طائرات من دون طيار أقل.
وقال المسؤولان الأميركيان أن من بين القضايا التي يناقشها المسؤولون الأميركيون ما إذا كان ينبغي وضع عتاد وموظفي البنتاغون تحت تحكم وكالة الاستخبارات المركزية بغرض تنفيذ برنامج سري واسع في اليمن.
وإلى الآن، عدد بسيط نسبيا من المحاولات من قبل المتحدة والحكومة الأميركية لقتل محاربين في اليمن نفذت بوسائل أخرى – إما بقنابل تقذف من قبل طائرات تقليدية أو صواريخ كروس تقذف من سفن البحرية الأميركية. وفي قضايا أخرى،تعهدت قوات الأمن اليمنية بالقيام بعمليات أرضية ضد مخابئ المحاربين المشتبه فيهم.
وتضيف صحيفة لوس انجلوس الأمريكية " إن طائرات بدون طيار من نوع بريدتور أو ريبر من المحتمل أن تقود إلى نتائج أفضل لأنها تستطيع البقاء لساعات في موقع واحد لجمع المعلومات من دون أن تشاهد ويمكن أن ترد فورا عندما تنجم فرصة لإطلاق صاروخ. هجمات الطائرات من دون طيار أكثر دقة من الهجمات الجوية، وبذلك تكون احتمالات سقوط ضحايا مدنيين أقل بحسب الصحيفة.