مع قرب إنتهاء دورة كأس الخليج العربي (خليجي 20)، تكون الساحة اليمنية قد ابتكرت عدداً كبيراً من النكات والفكاهات التي تناقلها الناس عبر الهواتف والبريد الإلكتروني وخلال اللقاءات العامة.
ومثلت الهزائم الثلاث التي تلقاها المنتخب اليمني امام منتخبات السعودية والكويت وقطر، مصدرًا للسخرية وصناعة النكتة بكل مستوياتها الاجتماعية والسياسية والرياضية.
"حلم واحد، هدف واحد".. هذه الجملة كانت عبارة عن لوحة دعائية لشركة اتصالات، وحين خرج منتخب اليمن من المنافسة بدأ الناس يستخدمون هذا الشعار لتجسيد ما حدث، فهو هدف وحيد سجله اللاعب أكرم الورافي في مرمى المنتخب القطري.
أما النكتة التي شهدت تداولاً واسعاً فهي تلك التي تم تناقلها عقب الهزيمة المدوية لنادي ريال مدريد أمام نادي برشلونة بخماسية نظيفة، حيث انتشرت مجموعة من النكت منها "خبر عاجل: اليمن يلعب مباراة ودية مع ريال مدريد نظراً لنفس الأداء والكفاءة بين اللاعبين"، وأخرى تقول إن ريال مدريد أصبح "ريال يمني"، وهو العملة اليمنية وقيست بذلك نظراً لرخص قيمتها أمام العملات الأخرى. كما قالت نكتة أخرى إن "خوسيه مورينيو مدرب ريال مدريد ليلة الكلاسيكو حلم بأنه يدرب منتخب اليمن، فتلقى تلك النتيجة من برشلونة".
الضحك على ما يبكي
لم يشبع الجمهور اليمني من جلد منتخبه الوطني الذي كان يعرف سابقاً ب "أبو نقطة" وهو لقب يطلق على أحد أنواع الموز اليمني، وكانوا يقصدون بذلك النقطة التي حصل عليها اليمن في "خليجي 19" نتيجة تعادله مع أحد المنتخبات، لكنه هذه المرة خسر حتى تلك النقطة.
كما تقول إحدى النكات إن اليمن حصل على أول بطاقة صفراء، وأول بطاقة حمراء، و9 بطاقات صفراء وتلقى 9 أهداف في مرماه، ومجموع هذه الأرقام يساوي 20، وهو رقم البطولة، ومنهم من أطلق على خليجي 20، اسم خليجي 29 نسبة إلى عدد الأهداف في مرمى اليمن ورقم البطولة.
فقد إستخدم صناع النكتة كل شيء من لوحات دعائية وحكم وأفكار لصناعة النكتة خلال دورة الخليج، حيث اعتبر شعار "اليمن أولا" الذي يرفع في اللوحات الدعائية التابعة لهيئة التوعية، على أنه دلالة على خروج اليمن كأول منتخب من الدور الأول للبطولة.
كما انتشرت لوحة إعلانية أخرى في شوارع عدن تابعة لبنك التسليف الحكومي، كتب عليها "نحو الهدف" واعتبرت أنها "نحو الهدف الوحيد لمنتخب اليمن".
للسياسة أيضاً دورها
من النكات السياسية التي تم تداولها بين الناس أن عدداً كبيراً من المشجعين هم ممن دفعوا من قبل أجهزة حكومية، ولا علاقة لهم بالرياضة، وحين لعب اليمن ضد المنتخب القطري، ارتدى اللاعبون اليمنيون اللون الأبيض والقطريون اللون العنابي فشجع الجمهور اليمني منتخب قطر لأنهم يعتقدون أن أي لون أحمر هو لون المنتخب اليمني.
أما النكتة الأقسى فهي أن أحد المسؤولين الحكوميين ممن ليس لهم علاقة بالرياضة استدعي عقب هزيمة اليمن من السعودية، فوصل وأخذ يصرخ في وجه اللاعبين، هل صحيح هزمتم بأربعة، ثم إلتفت للاعبين الاحتياطيين وصرخ في وجوههم "ليش ما نزلتم تساعدوا زملاءكم"؟.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب أحدهم فاستعان بأحد الحكماء لينقل على لسانه حكمة ثلاثية تقول: ثلاثة يثيرون الغضب: "عابد الوثن، وزارع الفتن.. ثم سكت فقيل له، من الثالث، فأجهش بالبكاء وأدار رأسه وقال: ومنتخب اليمن.. فبكى وأبكى من حوله".
يقول الكاتب الرياضي صالح الحميدي وهو أحد أبرز الإعلاميين من ناقلي وصناع النكتة في حديث مقتضب لـ"إيلاف" إن "النكتة تتولد نتيجة وضع اقتصادي أو معيشي أو هزائم نفسية، فالمرء يحاول أن يتخلص من الهزيمة النفسية بالنكتة حيث تصبح عاملا أساسيا لقهر الهزيمة النفسية". ويضيف "النكتة تكون نتاجاً للأتراح أكثر منها للأفراح، وهزائم منتخب اليمن جعلته مثاراً للسخرية".
لم يسلم أحد من النكات من رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي الذي وصفه البعض ب "عيسي مماتو"، على وزن "عيسى حياتو" رئيس اتحاد كرة القدم في قارة إفريقيا، إلى مسؤولي الإعلام في البطولة وغيرهم من المسؤولين. وتناقل الصحافيون نكتة مفادها أن أحد الصحافيين لم يجد بطاقة دخوله فظل يبحث عنها وسأل جميع من قابلهم في المركز الإعلامي، حتى مدرب المنتخب العماني صادف وجوده في مؤتمر صحافي فسأله "ما شفت بطاقتي يا سعادة المدرب".