كشفت إحدى الوثائق المسربة من الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع يكيليكس ، عن أن السعودية تحاشت قصف المقر العام للقائد علي محسن الأحمر جراء معلومات خاطئة تلقتها الجانب السعودي من اليمن بشأن مواقع للمتمردين الحوثيين أثناء الحرب السادسة في اللحظات الأخيرة.
وذكرت البرقية التي بعثها السفير الأمريكي في الرياض بعد لقاءه بالأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي، أن الأخير أكد أن الجانبين اليمني والسعودي شكلا لجنة عسكرية مشتركة للعمليات قبل القصف، وأن القيادة العسكرية اليمنية زودت الطيران السعودي بإحداثيات المقر العام لقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر، بغية قصفه، على أنه مركز للحوثيين كما يبدو، لكن الطيران السعودي أجهض العملية في اللحظات الأخيرة قبل القصف، بعد اكتشافه الخدعة..
وأضافت الوثيقة أن هذه المعلومات الخاطئة جلعت السعوديين أكثر حرصاً في تعاملهم مع توصيات الاستهداف التي تُرفع إليهم من قبل الجانب اليمني.كما كشفت الوثيقة عن اعتراف السعودية بوقوع أخطاء في العمليات أدت إلى ضحايا مدنيين..
إلى ذلك كشفت البرقيات الدبلوماسية الصادرة من السفارة الأميركية في صنعاء والتي سربها موقع ويكيليكس المناوئ لاحتكار المعلومات، عن استهجان أمريكي من طلب الرئيس صالح المستمر للمبالغ النقدية متذرعا بأن بلاده على حافة الانهيار وأنها إذا حدث ما يخشاه فستكون "أسوأ من الصومال".
وقالت أن المسؤولين الأميركيين يعتبرون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأنه شخص "غريب" نظرا لتذبذب مواقفه من الأميركيين.
وكان المسؤولون الأمنيون الأميركيون قد عقدوا سلسلة من الاجتماعات عام 2009 مع الرئيس صالح لبحث التصدي لتصاعد نشاط القاعدة في شبه جزيرة العرب المتمركز في اليمن، ولاحظوا تباينا في مواقف الرئيس من العمليات العسكرية الأميركية ضد القاعدة.
كما كشفت البرقيات أن الرئيس صالح فتح النار على الجزيرة وبريطانيا على أنهما منبران للانفصاليين.
تقول برقية يعود تاريخها إلى 30 مايو/ أيار 2009 إن بريطانيا وقطر وليبيا تدعم الانفصاليين الجنوبيين، وإيران وحزب الله يدعمان الحوثيين، وهناك مخطط دولي لدعم الإرهاب في اليمن.
وكان يشير إلى استضافة قناة الجزيرة شخصيات جنوبية في برامجها، وإلى منح بريطانيا اللجوء لعدة قادة جنوبيين مما يوفر لهم الاتصال الدائم بوسائل الإعلام العالمية.
من جهة أخرى، يقول السفير الأميركي السابق باليمن ستيفن ستيش إن الحكومة اليمنية سعيدة بالضربات الجوية التي ينفذها الجيش الأميركي ضد القاعدة في اليمن رغم سقوط ضحايا من المدنيين.
وتقول البرقية الصادرة في ديسمبر/ كانون الثاني 2009 إن مسؤولا يمنيا رفيعا نقل إلى السفير ستيش ارتياح الرئيس صالح للهجمات الجوية الأميركية، وإن اليمنيين يريدون "استمرار الهجمات بدون توقف حتى نستأصل هذا الداء".
ولكن صالح في برقية أخرى يرفض أي وجود للقوات البرية الأميركية على الأراضي اليمنية، الأمر الذي فسره الأميركيون على أنه تناقض مع مناداته بعمل أي شيء للتخلص من القاعدة.
ستيش أشار في إحدى برقياته إلى أنه حضر الاجتماع بين صالح وجون بيرنان نائب مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، ووصف الرئيس صالح في الاجتماع على أنه مستخف بالأميركيين تارة وتارة يبذل الجهد لاسترضائهم.
وفي موضوع استقبال سجناء غوانتانامو اليمنيين، رفض الرئيس صالح استقبال أي منهم إذا لم يدفع لليمن 11 مليون دولار لبناء مركز لإعادة تأهيل السجناء، وقالت برقية السفارة الأميركية في صنعاء إن صالح كان مستخفا ومتململا خلال الاجتماع الذي دام أربعين دقيقة.
تنسب البرقية إلى الرئيس صالح قوله "سوف نوفر الأرض التي سيقام عليها المركز التأهيلي في عدن وسيوفر السعوديون المال".
وبحس الوثائق قد رفض الرئيس صالح عرضا باستلام نصف مليون دولار دفعة أولى قائلا إنه مبلغ ضئيل. واستمر بالتذمر من قلة الدعم المالي الأميركي قائلا إن الولايات المتحدة "لا تعطي إلا كلاما ولكن بدون حلول" لقضية "الإرهاب" في اليمن.
يُذكر أن واشنطن أنفقت 115 مليون دولار على الإرهاب في اليمن منذ عام 2002.