arpo28

العسل اليمني الاغلى في العالم

يُعد العسل اليمني الذي ينتمي إلى عسل زهور صحراء الربع الخالي، من أشهر أنواع العسل، إذ تتعدى فوائده، القيم الغذائية، لتشمل منافع علاجية، تقف سبباً رئيساً وراء ارتفاع أسعاره، إذ يعد الأغلى في العالم، وفقاً لمنظمة الفاو العالمية.

وقال فيصل الشرعبي (من مركز ألوانه للعسل اليمني) إن «جودة العسل اليمني وشهرته، جاءت نتيجة طبيعية لتنوع التضاريس والمناخ اللذين يؤثران بدورهما في جودة العسل ولونه ولزوجته، فضلاً عن تعدد مواسم التزهير على مدار العام في اليمن»، مشيراً إلى أنه إلى جانب فوائده الغذائية، يتميز العسل اليمني بقيم علاجية جمة، تعد سبباً لارتفاع أسعاره، مقارنه بغيره من أنواع العسل الأخرى، طبقاً لما سجلته منظمة الزراعة العربية قبل خمس سنوات تقريباً، استناداً إلى مؤشرات منظمة الفاو التي بينت أن متوسط سعر الكيلوغرام للعسل الطبيعي عالمياً يقدرب 10.3 دولارات.

في حين أن متوسط سعر كيلوغرام العسل اليمني، خصوصاً السدر، يصل إلى 68.3 دولاراً، بل إن بعض الأنواع النادرة، مثل الجبلي والسوقطري يصل سعر الكيلوغرام إلى 150 دولاراً. وتُعد دول مجلس التعاون الخليجي في المرتبة الأولى لطلب العسل اليمني، ويليها الأردن، ومن دول الغرب بريطانيا وأميركا وفرنسا، وفقاً للشرعبي.

أنواع

تختلف أنواع العسل اليمني كما بين فيصل الشرعبي تبعاً لأنواع الزهور التي يتغذى عليها النحل، والمنطقة التي تقع فيها التي تتوزع في تضاريس متنوعة (سهلية وساحلية وأودية)، والمناخ وكمية الأمطار، والوقت الذي استغرق لإنتاج العسل، بالإضافة إلى تفاوت وتنوع التربة التي تؤثر إيجاباً أو سلباً، في جودة العسل وكثافته ولونه ولزوجته. وتتعدد أنواع العسل اليمني، ومن أشهرها السدر، السلم، السمر، الصال، الجبلي، والمراعي، ولكل نوع من هذه الأنواع خصائص ومنافع مختلفة، أهمها تحفيز طاقة البدن، والشفاء من مجموعة كبيرة من الأمراض التي تصيب الكبار والصغار.

ومن أهم أنواع العسل اليمني، التي تحتل المرتبة الأولى من حيث الجودة والشهرة العالمية، حسب مدير فرع عالم العسل اليمني سمير بن عبدالله صالح عسل السدر، المسمى بفاكهة العسل اليمني، إذ يمتاز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة ولزوجته العالية، ويعرف في اليمن بشجر عسل العلب، يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر، والتي تزهر في مواسم مختلفة، والموسم الرئيس في شهر أكتوبر من كل عام، وعسل السدر في هذه الفترة يكون خالصاً لا يختلط به أي نوع من الأزهار مع توافر الظروف الملائمة، والمتمثلة في الطقس الصحو والهواء الخالي من الرطوبة، إذ يمثل العسل في هذه الفترة أجود أنواع العسل على الإطلاق بقيمته الغذائية والعلاجية، وأسعاره عادةً ما تكون مرتفعة.

وأضاف صالح «يأتي في المرتبة الثانية، عسل السمر، الذي يأتي مختلطاً بزهور أشجار أخرى متعددة، وعسل السلم الذي يعرف بعسل (الشوكة)، خفيف الكثافة يميل بلونه إلى الحمرة، وعلى خلاف حلاوة عسل السدر، يأتي عسل الصال المعروف بطعمه اللاذع الذي يترك حرقة في الحلق تبقى بعد تناوله لساعات، ويتميز العسل الجبلي بتجمده وتعدد ألوانه، فمنه الأبيض والأبيض الداكن والأحمر، حسب نوع الأزهار والصبغة التي يكتسبها النحل، وينتج عسل المراعي في كثير من أيام السنة، إذ إن النحل لا يعتمد في إنتاجه على أشجار معينة».

جودة

من جهته، قال رشاد البهرمي (من مركز سبأ للعسل اليمني) «على الرغم من اختلاف أنواع العسل اليمني، إلا أنها جميعها ذات جودة، وقيمة غذائية وعلاجية عالية، ويتقدمها في المرتبة عسل السدر، لذلك ترتفع أسعاره إلى نحو 1500 درهم للكيلوغرام أحياناً، وتتمثل قيمه العلاجية في علاج أكثر الأمراض انتشاراً مثل السعال وحالات البرد، وفقر الدم، والربو وقرحة المعدة والقولون، ويلجأ إلى تناوله الناس نظراً لطبيعة مكوناته التي تخلو من أي إضافات كيميائية».

وحول كيفية التعرف إلى العسل الطبيعي، قال مقبل شبيطة (من مركز قطرات النحل للعسل اليمني) «يمكن التعرف إلى العسل الطبيعي من خلال رائحته القوية، ولونه، وطعمه، ويجيد التعرف إلى مذاقه الطبيعي غالباً النحالة أكثر من العامة، ويختلف مذاق العسل حسب أنواعه، فعسل السدر معروف بطعمه الشديد الحلاوة، ولذا سُمي بفاكهة العسل اليمني، في حين أن عسل الصال يعرف بطعمه اللاذع، إذ يمتاز بالمذاق الحار جداً، أشبه بطعم الفلفل، يمنح الجسم حرارة كبيرة، لذا يعتبر بشكل خاص علاجاً فعالاً للصدر»، لافتاً إلى أن كل نوع من أنواع العسل اليمني يستخدم لعلاج أمراض معينة، فعسل السلم مثلاً، يستخدم لعلاج مرضى السكر، لذا سمي بعسل مرضى السكر، لاحتوائه على نسبة كبيرة من الفركتوز الذي لا يؤثر في ارتفاع نسبة السكر في الدم، كما يعمل على تنشيط خلايا البنكرياس لإفراز الأنسولين.

ويتكون العسل اليمني حسب الدراسات التي أجريت عليه من مجموعة من الماء والفيتامينات والأملاح المعدنية، إضافة إلى عدد من الخمائر التي تنشط تفاعلات الاستقلال في الجسم والتمثيل الغذائي، وقد أجري أول تحليل لعينة من عسل السدر اليمني الذي تشتهر به مديرية دعون بحضرموت اليمنية، قام به المعهد الملكي البريطاني عام ،1937 إذ خلصت النتائج إلى أن العسل الدعوني صنف من أصناف العسل ذي اللون الذهبي والحلاوة الشديدة، ومميز الطعم والرائحة، ويحتوي على نسبة عالية جداً من السكر الثنائي، بينما أشارت دراسة أخرى إلى أن رطوبة عسل السدر اليمني تبلغ نحو 16٪، وهي نسبة مثالية تمنع حدوث التخمر في العسل اليمني.

وصفة شفاء

تستخدم أنواع العسل اليمني الرئيسة في علاج مجموعة كبيرة من الأمراض:

عسل السدر الذي يُعد أشهر أنواع العسر اليمني: مفيد في تعقيم وتطهير الجروح والعمليات الجراحية، نظراً لقدرته على امتصاص الرطوبة التي تنتج عنها الجراثيم، فيسهم في قتلها، وفي علاج احمرار العين.

السمر:. يسهم في علاج الربو، أمراض فيروسات الكبد، البرد، فقر الدم، الملاريا، التيفوئيد، الحموضة والقرحة، التهابات الجهاز التنفسي، وهو مفيد في علاج الكبد وتنشيطه، والتهاب الصدر وللسعال كذلك، لاحتوائه على (الجرسلين) المضاد للاحتقان.

الصال: يمنح مذاقه الحار جداً الجسم حرارة كبيرة، لذا يُعد علاجاً فعالاً للصدر، ويعالج الوهن والضعف الجنسي، شريطة أن يتناوله المريض لشهرين متتاليين بكميات خفيفة في الصباح والمساء.

زر الذهاب إلى الأعلى