arpo28

تقارير ووثائق تكشف ماخفي في سيرة عمر سليمان المخابراتية

تشير تقارير إلى ان اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الذي عينه الرئيس المصري حسني مبارك نائبا اول له، شارك في تنظيم عمليات الاستجواب العنيفة للمشتبه بضلوعهم في الارهاب التي قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في اطار برنامج سري نددت به مجموعات حقوق الانسان.

دوره في كواليس "الحرب على الارهاب" يثبت العلاقات التي تربط بين الولايات المتحدة والنظام المصري فيما وضعت موجة التظاهرات غير المسبوقة ضد مبارك واشنطن امام معضلة صعبة.

ومع الاحتجاجات على نظام مبارك، عين سليمان نائبا للرئيس الاسبوع الماضي وكلف اجراء حوار مع المعارضة في محاولة لنزع فتيل الازمة.

وسليمان يعتبر مسؤولا محنكا ادار مفاوضات الهدنة الحساسة بين اسرائيل والفلسطينيين وكذلك المحادثات بين الفصائل الفلسطينية، وكان موضع اشادات من الدبلوماسيين الاميركيين.

ويرى مسؤولون سابقون في الاستخبارات الاميركية انه كان شريكا موضع ثقة راغبا في ملاحقة الناشطين الاسلاميين بدون تردد واستهداف المجموعات المتطرفة في بلاده بعدما نفذوا سلسلة هجمات ضد اجانب.

وفي ما يدل على التقارب الاميركي المصري، خضع سليمان لتدريب في الثمانينات في معهد جون كينيدي الحربي الخاص ومركز فورت براغ في كارولاينا الشمالية.

وحين كان سليمان يتولى رئاسة المخابرات، تشير معلومات إلى انه ساهم في برنامج "سي آي ايه" المثير للجدل الذي اطلق في عهد الرئيس السابق جورج بوش وكان الاميركيون يعمدون بموجبه إلى نقل اشخاص يشتبه في ضلوعهم بالارهاب إلى مصر ودول اخرى بدون اخضاعهم لاي ملاحقة قانونية وحيث كانوا يخضعون لعمليات استجواب قاسية جدا.

وتقول جاين ماير مؤلفة "ذي دارك سايد" (الجانب المظلم) على موقع صحيفة نيويوركر على الانترنت انه كان "الرجل الاساسي لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في مصر في برنامج نقل" المعتقلين.

وبعد تسلمه ادارة المخابرات المصرية، اشرف سليمان على اتفاق مع الولايات المتحدة في 1995 خلال رئاسة بيل كلينتون، يتيح نقل ناشطين مشبوهين سريا إلى مصر لاستجوابهم.

وتقول مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان ان المعتقلين تعرضوا في غالب الاحيان للتعذيب وسوء المعاملة في مصر واماكن اخرى.

وهي تتهم الحكومة الاميركية بانتهاك التزاماتها القانونية عبر تسليم مشتبه بهم إلى انظمة تمارس تجاوزات في مجال حقوق الانسان.

وفي حملة التحضير للاجتياح الاميركي للعراق عام 2003، اعتمدت السي آي ايه على سليمان لقبول نقل معتقل يعرف باسم ابن الشيخ الليبي الذي كان المسؤولون الاميركيون يأملون في ان يكون قادرا على اثبات وجود رابط بين صدام حسين والقاعدة.

ونقل المشتبه به وهو معصوب العينين إلى القاهرة حيث كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تعتقد ان حليفها سليمان سيضمن حصول عملية استجواب ناجحة.

ووصف تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي في 2006 كيف وضع المعتقل في قفص لساعات وتعرض للضرب فيما دفعته السلطات المصرية إلى تاكيد وجود روابط مزعومة بين القاعدة وصدام.

وابلغ الليبي محققيه على الارجح بان النظام العراقي انذاك كان يتجه لتزويد القاعدة باسلحة بيولوجية وكيميائية.

وحين عرض وزير الخارجية الاميركي انذاك كولن اول حجج شن الحرب على العراق امام الامم المتحدة كان يشير إلى تفاصيل اعترافات الليبي.

لكن المعتقل عاد وسحب اعترافاته.

وفي كتابه "الطائرة الشبح" حول برنامج السي آي ايه"المثير للجدل يكتب الصحافي ستيفن غراي ان مصر واجهت انتقادات منتظمة من مشرعين في الكونغرس بسبب سجلها في مجال حقوق الانسان.

وكتب "لكن سريا، كان رجال مثل عمر سليمان اقوى رجل مخابرات في البلاد، يؤدي لنا العمل، العمل الذي لا ترغب الدول الغربية بالقيام بها بنفسها".

زر الذهاب إلى الأعلى