تحركت قوات من الجيش البحريني باتجاه وسط العاصمة المنامة وميدان اللؤلؤة، إثر اقتحام قوات الأمن للميدان ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات بجروح وفقاً لما ذكرته مصادر طبية.
وشوهدت نحو 42 عربة مدربة وناقلة جند وهي تتحرك نحو وسط العاصمة، التي تشهد اعتصاماً واحتجاجات، أسفرت في اليومين الأولين عن مقتل شخصين، ما أدى إلى أن يوجه العاهل البحريني كلمة إلى الشعب يطالبهم فيها بالتهدئة، والاعتذار عن سقوط قتلى والتركيز على استمرار عمليات الإصلاح في البلاد.
غير أن المحتجين أعلنوا اعتصاماً ميدان اللؤلؤة بوسط العاصمة وسط مراقبة من قوات الأمن.
ثلاثة قتلى
لقي متظاهر ثالث في البحرين، مصرعه جراء إصابته خلال عملية إخلاء ميدان اللؤلؤة، فيما قامت السلطات بإغلاق بعض الشوارع في البلاد، وعلى رأسها شارع الملك فهد.
وفي ساعات الفجر من الخميس، قال شهود عيان إن قوات الأمن اقتحمت الميدان بالعشرات من العناصر والعربات، حيث استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز. ما أدى إلى سقوط قتيلين وإصابة نحو 100 بجروح.
وتم نقل المصابين إلى مستشفى السلمانية بالقرب من ميدان اللؤلؤة.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن هاجمت المعتصمين داخل الميدان من دون أي تحذير، وقال أحد المعتصمين "لقد كنا نائمين.. وكان هناك شباب ونساء وأطفال، ووقع الهجوم فجأة باستخدام قنابل الغاز."
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية إغلاق الطرق التالية، شارع الملك فيصل، الطريق القادم من شارع الشيخ عيسي بن يلمان إلى المنامة، وتجنب المرور بشارع خليفة بن سلمان نظراً لإغلاقه، كما قامت بإغلاق الطريق القادم من المحرق عبر جسر الشيخ عيسى بن سلمان.
وذكرت مصادر إن منطقة سترة يسودها التوتر إثر سقوط قتلى منها، وأن الحركة شبه معدومة في المنطقة رغم عدم إعلان منع التجول.
بيان الداخلية
وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية البحرينية، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، العميد طارق حسن الحسن، "إن قوات الأمن العام قامت صباح الخميس بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم."
وأوضح أن "قوات الأمن حرصت طوال الفترة الماضية على ضبط النفس والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين و المتواجدين بالدوار من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية ، للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات."
وتابع البيان أن "بعض المعتصمين عمدوا إلى استغلال هذا المناخ المتسامح من أجل السعي لفرض ممارسات غير قانونية ومضايقة المواطنين والمقيمين وإيقافهم عند نقاط تفتيش أقاموها للمركبات والمارة في محيط الدوار، كما قام البعض الأخر بتهديد وإرهاب أصحاب المحلات المجاورة لإغلاقها دون وجه حق مما يعد تجاوزا صارخا وخروجا على القانون والنظام والآداب العامة أثار الخوف و الفزع بين مرتادي المنطقة، واثر على الحياة التجارية والاقتصادية."
العاهل البحريني يأسف
وكان عاهل البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، قد عبر في كلمة متلفزة الثلاثاء، عن أسفه لسقوط قتلى خلال تظاهرتي الاثنين والثلاثاء، مؤكداً "تشكيل لجنة تحقيق خاصة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تلك الأحداث المؤسفة."
وبعد خطاب الملك، أصبحت الأمور أكثر هدوءا، إلا أن نحو 500 شخص قرروا التجمع في ميدان "اللؤلؤة" أكبر ساحات العاصمة، على مقربة من سوق الأسهم، ومحاولة نسخ تجربة ميدان التحرير المصرية، عن طريق نصب خيام وإلقاء خطابات.
وعلى بعد نحو 500 متر من الميدان، توقفت نحو 200 سيارة شرطة، دون التدخل بالمحتجين، الذين حافظوا على سلمية التظاهر.
وكان عاهل البحرين قال "على ضوء ما جرى من أحداث مؤسفة يوم أمس واليوم.. وكانت هناك دماء لاثنين من أبنائنا الأعزاء، وأتقدم بالعزاء لذويهما."
وقال إنه سيطلب من السلطة التشريعية النظر في هذه الظاهرة واقتراح تشريعات لمنفعة الوطن والمواطن.