عقب نجاح الثورة المصرية كانت محافظة تعز السباقة في تنظيم المسيرات المطالبة برحيل النظام السياسي في اليمن، وقد أطلق عليها اليمنيون مسمى "إسكندرية اليمن" نظرا لأوجه الشبه بين سكان المدينتين في محاولة إسقاط النظامين.
وظهرت في المدينة منذ البداية حركات شبابية تعتنق الفكر الثوري وتؤمن به ومنها "حركة الشعب يريد التغيير" و"تجمع شباب من أجل التغيير" و"حركة ارحل" و"حركة الشباب الشعبية بتعز".
ويلاحظ بهذه الحركات اقتداءها بثورة الشباب المصرية في الوسيلة والهدف، ويتجلى ذلك في أخذها بزمام المبادرة في التغيير من خلال الإصرار الصلب على استمرار الاعتصامات حتى "النصر".
ويلمس الزائر لميدان الحرية بتعز انتشار خيام المعتصمين ووجودهم في البنايات الجاري تشييدها في الميدان وتمسكهم بالبقاء أطول فترة ممكنة حتى يتحقق هدفهم المنشود "إسقاط النظام".
وأكد المنسق الإعلامي لتجمع شباب من أجل التغيير، محمد عبد الملك أن هذه الحركات يقودها الشباب الثائر اقتداء بشباب مصر وتونس بهدف إسقاط النظام الذي وصفه بأنه فاسد.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن تعز فاتحة لتحرير اليمن بكاملها وكل الشرفاء ينظرون إليها على أنها رائدة التغيير والقدوة في النضال السلمي.
وشدد على أن ثورة الشباب ستستمر والاعتصامات السلمية ستتواصل مهما كلفهم من تضحيات ودماء.
من جهته قال رئيس اللجنة الإعلامية بحركة الشباب الشعبية في محافظة تعز عصام هايل سعيد إننا مصممون على المضي قدما حتى يسقط النظام.
هجوم بالحجارة
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنهم تعرضوا لمضايقات من السلطة التي كلفت "بلطجية" برميهم بالحجارة حينما نفذوا اعتصامهم الأول أمام مبنى محافظة تعز، فانتقلوا إلى ميدان التحرير بوسط المدينة لكن قوات الأمن تبعتهم واعتقلت بعضهم فقرروا الانتقال إلى ميدان الحرية.
وهدد سعيد بنقل نشاط الثورة الشبابية إلى القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء لمطالبة الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه بالرحيل، مناشدا منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية العالمية الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في رفع الظلم عن الشعب اليمني، حسب قوله.
بدوره أكد الشيخ محمد عبد المغني -من أعيان محافظة تعز وانضم إلى حركة شباب من أجل التغيير- أن النضال السلمي لشباب تعز سيظل باقيا شهورا وسنوات.
وأوضح للجزيرة أن "النظام المستبد الفاسد الذي خيم على الناس 33 عاما مارس فيها القهر والإذلال والوسائل المحبطة للأمة يجب تغييره".
وتلاقي هذه الحركات الشبابية آذانا صاغية وقبولا لافتا بين الناس في تعز ولعل ارتفاع نسبة التعليم والوعي بين سكان المحافظة كان سببا مهما في جذب الأنصار.
وتوقع الشاب عبد الله أبو بكر النجاح لثورة شباب تعز في القريب العاجل، مستشهدا بحادثة "جمعة البداية" التي ألقيت خلالها قنبلة على المتظاهرين، قائلا إنه عقب إلقاء القنبلة توافد الآلاف من سكان محافظة تعز وقراها على ساحة الحرية لتأييد الثورة الشبابية والتضامن معها.