[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

باحث اسرائيلي: على الغرب أن يُجند نفسه لمنع سقوط نظام صالح

قال يوئيل جوجانسكي باحث في معهد الامن القومي المحاضر في دراسات اللقب الثاني في الدبلوماسية في جامعة تل ابيب إن سقوط نظام الحكم في اليمن، اذا حدث، سيكون له آثار سلبية مدمرة في شبه الجزيرة العربية وفي المنطقة كلها ولهذا يجب على الغرب أن يُجند نفسه لمنع ذلك.

وأضاف في مقال له نشرته اليوم صحيفة "اسرائيل اليوم" إن اليمن تجابه منذ زمن مطامح انفصالية في جنوب الدولة، وتمردا شيعيا بتأييد إيراني شمالها وتجابه القاعدة التي استغل نشطاؤها التضاريس ومشايعة القبائل لزيادة قوة قبضتها في الدولة. إن الدولة العربية الأفقر والأكثر سكانا في شبه الجزيرة العربية هي قنبلة موقوتة متكتكة. وليس السؤال هل سيسقط النظام بل متى. إلى جانب زيادة ممكنة لنشاط القاعدة، ستكون الامور تهديدا لا لنظم الحكم في الجزيرة العربية فحسب بل للجماعة الدولية وللولايات المتحدة ايضا.

مشيرا إلى ان العنف بين القبائل، والجريمة، والقرصنة في البحار، ونسبة شبان غير تناسبية، والجوع والامراض جزء فقط من التحديات التي تواجهها اليمن في الحياة اليومية. انها دولة فاشلة واحدى أخطر الدول الفاشلة. وإن سوءً آخر للوضع قد يفضي إلى انحلال الدولة اليمنية والعودة إلى العقلية القبلية – بوجود أقاليم منفصلة ذات حكم ذاتي مستقل كالصومال. إن انحلال اليمن قد يهدد ايضا حرية الملاحة في مضيق باب المندب (الذي يمر منه أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط كل يوم)، وأمن أكبر منتجة للنفط في العالم، أي السعودية، التي تقاسمها حدودا طويلة مخترقة في أكثرها.

وقال بأن إضعافا آخر لسلطة اجهزة الدولة على ما يجري داخلها يجب ان يقلق من يريدون ايقاف تأثير إيران المتنامي في المنطقة. إن إيران التي جعلت اليمن وساحات فاشلة اخرى هدفا لزيادة تأثيرها، قد تم اتهامها أكثر من مرة بتسليح المتمردين الشيعة التي تحاول صنعاء القضاء عليهم لترسل رسالة إلى الانفصاليين في الجنوب بأنها مصممة على النضال من اجل سلامتها، تسلحهم بالوسائل القتالية والمساعدة المادية وتدريب الذراع العسكرية.

وزاد يوئيل جوجانسكي إن إيران – كما يمكن ان نرى بمرور سفينتيها الحربيتين من قناة السويس – تريد ان تزيد حضورها البحري في البحر الاحمر (وفي الرد ايضا على النشاط الاسرائيلي لمقاومة تهريب السلاح في المنطقة). لهذا تُقدم تأثيرها السياسي وتؤسس علاقات اقتصادية وعسكرية على نحو يُمكّنها من استغلالها بنشاط معادٍ لاسرائيل. ومن المؤكد ان ضعف السلطة في صنعاء لن يضر بها.

مضيفا: يقتضي الوضع اجراء اصلاح للحكم يتناول القضاء على الفساد، وتعزيز سلطة القانون، وفصل السلطات والرقابة المدنية على اجهزة الأمن وتقديما بطيئا ومن الداخل لمسارات الدمقرطة، وهي اجراءات لا تستطيع اليمن تحملها بغير مساعدة وضغط خارجيين. واذا لم يحدث هذا فقد تنفد بعد خمس سنين احتياطيات النفط. ولن يكون في امكان الحكومة آنذاك أن تزود سكانها الذين قد يضاعفون عددهم في العقد القادم، بالماء.

وخلص في نهاية مقاله إلى أن اسقاط النظام الحالي وهو الرباط السياسي الوحيد في الوقت الحالي قد يفضي – حتى بناء مؤسسات دولة تؤدي عملها – إلى نضال عنيف بين القبائل، يضاف على مس آخر بالقاعدة الاقليمية ("المعتدلة") التي تؤسسها الولايات المتحدة في السنين الاخيرة وإضرار بمكافحة الارهاب العالمي وهي مكافحة كانت حكومة اليمن مشاركة فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى