أكتظت العاصمة صنعاء بحشود هائلة من ملايين المواطنين الذين تدفقوا إلى العاصمة صنعاء منذ يوم أمس من مختلف محافظات الجمهورية لأداء صلاة الجمعة في يوم جمعة "الإخاء" وللمشاركة في المسيرات الجماهيرية الكبرى لإعلان تأييدهم للشرعية الدستورية، ورفض أية محاولات للإنقلاب عليها وكذا تأكيد مباركتهم لمبادرات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ودعواته المتكررة للحوار الوطني الشامل ورفض أية مشاريع تأمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات والفتن والشقاق والتشرذم.
ورفع المشاركون في المسيرات والتظاهرات الكبرى صور فخامة رئيس الجمهورية وعلم الجمهورية اليمنية ولافتات كتب عليها شعارات تؤكد تأييد أبناء اليمن بمختلف فئاتهم وشرائحهم للمبادرات الوطنية المخلصة التي تقدم بها فخامة الأخ رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة الحالية التي تعاني منها البلاد .. معتبرين تلك المبادرات التاريخية تمثل مرتكزا أساسا لإنجاح الحوار الوطني الشامل بما يكفل معالجة كافة القضايا وتلبية طموحات أبناء الشعب اليمني لتطوير النظام السياسي وتسريع وثائر التنمية الشاملة والتغلب على كافة التحديات والحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
وردد المشاركون هتافات تندد وتستهجن بشدة تنصل أحزاب اللقاء المشترك من الحوار وانقلابها على كافة الاتفاقيات السياسية التي تم توقيعها معها ورفضها الحوار كمبدأ حول القضايا التي تهم الوطن وتعزز الديمقراطية والحرية وعدم تجاوبها مع مبادرات رئيس الجمهورية ودعواته المتكررة للحوار وإصرارها على السير بالوطن نحو الفوضى والتخريب, فضلا عن دفع مجموعه من عناصرها لقطع الطرقات واستهداف الممتلكات العامة والخاصة وفي مقدمة ذلك قطع الطرق في مأرب لمنع وصول قاطرات الغاز والمشتقات النفطية للتسبب في إحداث أزمة بجانب تكرار استهداف خطوط نقل الكهرباء لقطع التيار الكهربائي على منازل المواطنين والمنشئات العامة والخاصة.
واستنكرت الحشود الجماهيرية الغفيرة في التظاهرات غير المسبوقة في تاريخ اليمن تلك التصريحات غير اللائقة التي يطلقها قياديون في أحزاب المشترك والتي تتطاول ببذاءات مؤسفة في حق فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي يعد رمزا من رموز الوطن وقائد تاريخي تحقق لليمن في ظل قيادته الحكيمة تحولات وإنجازات عظيمة فضلا عن كونه رئيس منتخب من جماهير الشعب اليمني في انتخابات نزيهة وحرة أجمعت تقارير المراقبين الدوليين بأنها انتخابات رئاسية مباشره نزيهة وشفافة وتعد الأولى من نوعها في دول العالم الثالث . .معتبرين أي تطاول على زعيم اليمن إنما هو تطاول على إرادة الشعب اليمني التي انتخبته.
ولفتت الجماهير المحتشدة إلى أن تلك التصريحات غير اللائقة أو التصريحات التي تسعى للتقليل من حجم الجماهير اليمنية المساندة لرئيس الجمهورية والرافضة للانقلاب على الشرعية الدستورية إنما تعكس إصرار أحزاب المعارضة على عدم فهم حقيقة الواقع اليمني وتعمدها للسير بعكس إرادة الغالبية الساحقة لجماهير الشعب اليمني سعيا نحو الانقلاب على الشرعية الدستورية غير عابة بما تشكله مغامراتها في هذا الشأن من مخاطر من شأنها دفع أبناء الوطن نحو الفوضى والعنف والفتن التي ستدمر كل شيء.
وأكد ملايين المحتشدون أن الوصول للسلطة مكفول سلميا للجميع عبر الاحتكام لإرادة الشعب المعبر عنها من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة التي تعكسها صناديق الاقتراع وليس عبر الفوضى والتخريب والمؤامرات والانقلابات التي تسعى إليها أحزاب اللقاء المشترك وبعض القوى الحاقدة على الوطن وتجربته الديمقراطية ومكتسباته.
وأعرب المشاركون عن أسفهم لما تتبناه أحزاب اللقاء المشترك من شعارات هدامة بما تسميه إسقاط النظام بالفوضى والانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية والمساس بثوابت الوطن ومكاسبه التي حققها في ظل راية الثورة والجمهورية والوطن والديمقراطية والانزلاق بالوطن ووحدته نحو المجهول.
وفي ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء, حيث تجمع الحشد البشري الهائل بالملايين بعد صلاة الجمعة للمشاركة في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي يعد الأكبر والأضخم من نوعه في تاريخ اليمن وشارك فيه ملايين المواطنين الذين توافدوا من عموم المحافظات, ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بكلمة في هذا المهرجان والحشد الجماهيري غير المسبوق في تاريخ اليمن.. حيا في مستهلها الجماهير اليمنية المتواجدة في ساحة المهرجان والذين يتواجدون في منازلهم في مختلف مناطق وأرجاء الوطن.
وقال " لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والتقدير لكل جماهير شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج الموجودين في العاصمة والمرابطين في المحافظات على هذه المشاعر الطيبه والفياضة، ولن أرد على أحد، ولكن الشكر والتقدير لابنائي الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا العظيم".
وخاطب فخامته الجماهير المحتشدة قائلا " أتعهد لكم أيها الجماهير أني سافدي هذا الشعب بالروح وبالدم، ساضحي بالغالي والنفيس من أجل جماهير شعبنا اليمني العظيم".
وعبر فخامته عن شكره وامتنانه للشعب قائلا :"تحية لكم اينما كنتم في الداخل والخارج، واكررالتهاني الحاره لكم جميعا, مع الشكر والعرفان لما عبرتم عنه من مشاعر وطنية طيبة وصادقة".
وأضاف" ليس لدي رد على أي شخص, وأتمنى ان يكون خطابهم حصيف ومسؤول، وأن يخاطبوا الجماهير دون ان يتلفظون بألفاظ غير مسؤوله".
وكان رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الدكتور/ علي محمد مجور القى كلمة حيا فيها جماهير شعبنا العظيم ومواقفها التضامنية والمعبرة دفاعا عن الجمهورية والوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية.
وقال "ياجماهير شعبنا العظيم ..أرحب بكم في هذا المهرجان الجماهيري المعبر عن مواقفكم التضامنية, ففي الاسبوع الماضي وفي هذا الميدان بعثنا جميعا رسالة واحدة وقوية ومعبرة عن مواقفنا دفاعا عن الجمهورية والوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية التي حاول البعض التطاول عليها ممن سيطرت عليهم مواقف التطرف والغلو".
وأكد الدكتور مجور ان هذا المهرجان الجماهيري الحاشد اليوم هو رسالة اخرى لأولئك وللعالم اجمع تؤكد من خلاله الغالبية الساحقة من ابناء اليمن الابطال الاوفياء المخلصون المحبون لوطنهم واهلهم والمدافعون عن حقوقهم المشروعة, عن تمسكهم بالشرعية الدستورية ووقوفهم على ذات المبادئ والاهداف ذات القيم والمواقف دعما وتاييدا للوطن ولقائد الوطن وزعيم اليمن المناضل الكبير الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي حاول البعض من اقزام المعارضة النيل من مكانته والمساس بتاريخه العظيم.
وقال " نقول لهم ان قيمنا واخلاقنا لاتسمح لنا بالنزول إلى الاماكن التي تقبعون فيها انتم فلا نرد الاساءة بالاساءة ولا نعقب على البذاءة بمثلها بل نسأل الله لكم الهداية والعودة إلى جادة الصواب بعد ان ضلت عقولكم وانحدرت اخلاقكم إلى ما انحدرت اليه، واننا لا نراهن الا على العقلاء فيكم وذوي الضمائر الحية التي عليها ان تصحوا وتنبذكم وترفضكم كي لا تصاب بذات المرض وذات الداء".
وأشار رئيس حكومة تصريف الاعمال إلى ما تمر به اليمن من أزمة حقيقية ووضع استثنائي لم تشهده من قبل، من خلال محاولة قلة قليلة سرقة الوطن والسلطة وارادة الشعب المعبر عنها بصناديق الاقتراع بل تحاول تدمير الوطن وتفكيك المجتمع وتعميق الانقسام.
وقال" هذه القلة دأبت منذ اسابيع على اثارة الفتنة والكراهية في المجتمع تحت حجج واهية و دعاوى كاذبة ما اراد الله بها من سلطان، فلقد ركب هؤلاء موجة الاحتجاجات الشبابية التي عبرت عن رغبة الشباب في حياة افضل ومستقبل زاهر نسعى جميعا لتحقيقة، مدركين ما للشباب من مكانة واهمية ومقدرين دورهم في عملية البناء والتنمية وحقهم في المشاركة السياسية والاسهام في بناء مجتمع يمني تسودة العدالة والمساواة".
وأكد الدكتور مجور ان القيادة السياسية والحكومة تعاملت مع حركة الشباب بمسؤولية عالية تقديرا لاهمية المطالب التي يطرحونها، وحقهم في النضال سلميا لتحقيقها، والاستجابة الفورية لمطالبهم الاقتصادية واتخاذ جملة من الاجراءات التي تهدف إلى تحسين الحياة المعيشية لهم واستيعاب الالاف منهم في الوظيفة العامة وتقديم المساعدة للذين يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة في الوقت الراهن على امل استيعابهم في الاشهر والسنوات القادمة.
ولفت إلى ان الازمة التي يمر بها الوطن اليوم هي من صنع العناصر الموتورة في احزاب اللقاء المشترك التي لم تقدر حجم الاخطار التي قد تلحق بالوطن من جراء ممارساتهم المتهورة. وقال" ان شعار الرحيل لايعني غير الاضطراب والتمزق والفوضى والحروب الاهلية وبالتالي سقوط الدولة اليمنية ودخول اليمن في نفق مظلم لانعرف نهايته".
وأضاف" ان الوصول إلى السلطة حق مشروع لكل القوى التي تؤمن بالديمقراطية نهج وسلوك، ولكن ممارسة هذا الحق لا تتم خارج الدستور والقوانين النافذة، كما لاتتم عبر الاعتصامات والاعتداء على حقوق الاغلبية".
وخاطب رئيس حكومة تصريف الاعمال المهرجان الجماهيري الحاشد قائلا" عشتم ايها الاخوة والاخوات، وعاشت جماهيرنا العظيمة في طول البلاد وعرضها والتي هبت دفاعا عن وطنها الموحد، ومصلحته العليا، وحقها في اختيار طريقها إلى الحرية والتقدم والديمقراطية، وباسمكم جميعا نعاهد القيادة السياسية ونقول لفخامة الاخ الرئيس نحن معك نبارك خطواتك وندعم سياساتك، لاننا نثق بك وباخلاصك للوطن والشعب اليمني العظيم الذي يبادلكم الوفاء بالوفاء والحب بالحب".
من جانبه ألقى الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي - الناطق الرسمي للتحالف الوطني الديمقراطي -صلاح مصلح الصيادي كلمة أحزاب التحالف الوطني حيا فيها حرص الجماهير الغفيرة على الوطن وتحمل أعباء ومشاق السفر إلى صنعاء والوقوف تحت الشمس من أجل إيصال رسالة الشعب اليمني إلى أصقاع العالم بأن الشعب اليمني عن بكرة أبيه مع الوطن وقيادته السياسية وشرعيته الدستورية.
وأشار إلى ان أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أكدت على أهمية الحوار كأسلوب لإدارة خلافاتنا السياسية من اجل خلق اصطفاف وطني واسع من اجل الوحدة الوطنية وتعزيز المسار الديمقراطي وإرساء الأمن والاستقرار وهو ما أكدت عليه مبادرات فخامة الأخ رئيس الجمهورية وذلك حرصا منه على حماية دماء اليمنيين وأمنهم واستقرارهم ومن منبع الحرص على كل اليمنيين باعتباره رئيسا لكل اليمنيين.
وأوضح أن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي تشعر في بعض الأحيان بالغبن من كثرة التنازلات التي كان يقدمها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من اجل الوطن ومن اجل اليمن للإخوة في اللقاء المشترك وشركاءه مع ذلك يظل الأخوة في اللقاء المشترك يزيدون من درجة تعنتهم ورفع سقف مطالبهم اللا مشروعه التي كانت تهدف بالأساس إلى أضاعت الوقت من اجل الوصول بالوطن إلى الفراغ الدستوري والفوضاء الخلاقة التي نشهدها اليوم في كثير من مناطق ومحافظات الجمهورية على أشكال تقطع وتخريب وفوضاء ونهب للممتلكات العامة والخاصة وضرب الخدمات العامة.
وأكد الصيادي أنه مثلما دافع أبائنا وأجدادنا عن ثورة سبتمبر وأكتوبر والاستقلال والوحدة ها نحن اليوم أمام أكبر مهمة وطنية لأننا اليوم ندافع عنها جميعا دفعة واحدة.. معتبرا ذلك مهمة وطنية كبيرة وشرفا أن نكون ضمن من لهم الشرف في الدفاع عن الثورة والوحدة والديمقراطية.
وأوضح أنه لم يعد خافيا على احد حجم المؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها الوطن داخليا وخارجيا .. لافتا إلى أن الشعب اليمني صار الآن فطنا وذكيا ولبيبا ,لن تمر عليه مثل ذلك اللا عيب والتامرات والمخططات والمشاريع الصغيرة التي تتكالب حولها كل القوى الضلالية والكهنوتية والرجعية, فالشعب اليمني هو من سيحمي وطنه.بكل غالي ونفيس.
ولفت إلى أننا اليوم أمام أكبر مرحلة فرز تاريخية لمن هم يحبون وطنهم وثورتهم ووحدتهم وديمقراطيتهم ومن هم ضد الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
بينما ألقى رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد محمد بشير كلمة عن منظمات المجتمع المدني حيا من خلالها الجموع المحتشدة من كل محافظات الجمهورية علماء ومشائخ ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية وشباب ومزارعين للمشاركة في جمعة الاخاء.
وأوضح ان هذه الحشود تدل على ان عقيدتنا الاسلامية الوطنية ترفض الانقسام والاختلاف وتؤيد الاصطفاف الوطني والتعاون والتكافل وحفظ الامن والاستقرار والشرعية الدستورية.
وقال بشير " كان فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله حريصا على فتح باب الحوار وقدم التنازلات من اجل الوطن والحفاظ على الشرعية الدستورية والتبادل السلمي للسلطة، ولكن الاخوة في اللقاء المشترك لم يسمعوا نداء العقل والمنطق ،بل سعوا إلى الفوضى والتشدد في المواقف والسعي وراء السلطة كغنيمة".
وخاطب الجماهير المحتشدة " إنكم تمثلون شعبنا العظيم من جميع فئات وشرائحه الاجتماعية والسياسية ..مطالبين المزيد من الثبات والصمود وصيانة وحدة الوطن وامنة واستقراره ونبذ مظاهر العنف والفتنى، رافضين اي شعارات زائفة تتنافى مع مصلحة الوطن ومكتسباته المعمدة بدعم أبناء الشعب.
ودعا بشير قيادات الاحزاب الذين ركبوا موجة الاعتصامات إلى تحكيم العقل والمنطق لان الحمى التي دفعت بالناس إلى الاعتصامات ليست يمنية بل حالة عربية الهدف منها اغراق الامة العربية بالفوضى العارمة وتاجيج الصراعات بين الناس لتخريب اوطانهم .. مبينا ان الشباب المغرر بهم لا يدركون النوايا الحقيقية لبعض الاحزاب التي لا هم لها سوى الوصول إلى السلطة بغض النظر عن الطرق المؤدية اليها ".
كما دعا الشباب إلى استيعاب ما يدور حولهم من مؤامرات تستهدف تجزئة الوطن وتمزيقه ..مؤكدا ضرورة الوقوف صفا واحدا لحماية الوطن ومكتسباته ورفض العنف والتخريب التعصب الأعمى.
وأكد بشير رفض منظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء من ابناء الوطن للانقلاب على الشرعية واللجوء إلى العنف والفوضى والتخريب والعبث بالثوابت والمنجزات الوطنية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة باعتبار ان الوطن ملك للجميع.