استقرت الحالة الصحية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بعد إجراء عملية جراحية في الصدر لاستخراج شظية كانت مستقرة بالقرب من قلبه، وعملية جراحية ثانية لمعالجة إصابة في الرأس، ومعالجة حروق من الدرجة الثانية في اليدين. ولا يزال الرئيس راقداً في قسم العناية المركزة بالمستشفى العسكري في الرياض تحت حماية مشددة، ومن المنتظر إجراء عملية له اليوم "لتقطيب إصابات في الرقبة والبطن والخصر الأيمن" إضافة إلى سلسلة عمليات تجميل.
وكشف مصدر دبلوماسي يمني في السعودية أن الفريق الطبي المشرف على حالة الرئيس، أكد استقرار حالته الصحية وخروجها من المرحلة الحرجة التي كان عليها، رغم أنه سار على قدميه نازلاً من سلم الطائرة حين وصوله إلى السعودية، وأضاف أن حياته "كانت في خطر كبير نتيجة بقاء الشظية متوسطة الحجم والملوثة في جسده لأكثر من يومين في منطقة حساسة قرب القلب، مما تسبب في مضاعفات صحية خطيرة". وأضاف أن الرئيس اليمني كان يرغب في إجراء العملية في اليمن، خصوصاً في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، لكنه اضطر للقيام بها في بلده الثاني السعودية، مستدركاً أن صالح سيعود إلى اليمن فور موافقة الفريق الطبي على هذا القرار الذي يتوقع أن يكون منتصف الأسبوع المقبل.
ونفى وجود خطة لاستجلاب عائلة الرئيس إلى المملكة "لما في ذلك من رسائل سياسية سلبية تؤثر على موقفه". وأوضح أن التحقيقات التي تجري حالياً ستبين حقيقة التفجير الذي وقع الجمعة الماضي في محاولة اغتيال الرئيس اليمني، مضيفاً أن وقوع التفجير أثناء سجود المصلين في الركعة الأولى من صلاة الجمعة خففَّ من حجم الإصابات التي كان من الممكن أن تتضاعف لو أنهم كانوا وقوفاً. وفي الإطار نفسه نقلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية عن مصادر أميركية مسؤولة أن 40% من جسم الرئيس اليمني تعرض لحروق فضلاً عن انهيار إحدى رئتيه بسبب الحادث.
ومن جهته أوضح رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي أن السفارة السعودية بصنعاء لم تغلق أبوابها، ولا تزال تعمل بشكل طبيعي، رغم الاحتياطات الأمنية المشددة. وأوضح أن هناك غرفة عمليات لمتابعة التطورات بشكل متواصل لتقييم الوضع الأمني الذي بناء عليه يتم اتخاذ مثل هذا القرار لضمان أمن وسلامة العاملين في السفارة.
وفي المشهد اليمني الداخلي اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن اليمنية ومسلحين متشددين بمدينة زنجبار بمحافظة أبين أسفرت، بحسب مصادر رسمية عن مقتل 30 شخصاً من المسلحين ونحو 15 من أفراد قوات الأمن. وأشارت مصادر عسكرية إلى أنه يجري حاليا تدارس الخطط الخاصة باقتحام زنجبار وتغيير التكتيك العسكري بما يتلاءم مع أسلوب حرب العصابات ويجنب سقوط ضحايا في صفوف الجيش.
من جانبه قال شيخ مشايخ تعز حمود سعيد المخلافي إن مسلحين تابعين للمعارضة سيطروا على المدينة أمس بعد مواجهات مع القوات الموالية للرئيس صالح، وأضاف أن "تعز سقطت بأيدي الثوار بشكل فعلي".
إلى ذلك نفت مصادر قيادية في المعارضة اليمنية التقاء قيادات المعارضة بنائب الرئيس عبدربه هادي أول من أمس إثر معلومات عن لقاء جمع الطرفين برعاية السفير الأميركي لفتح حوار بينهما إثر مغادرة الرئيس صالح للسعودية للعلاج. وقالت مصادر المعارضة إن موضوع اللقاء مرهون بموقف الحزب الحاكم من تسليم السلطة له، كون منصب رئيس الدولة أصبح شاغرا في الوقت الراهن، مشيرة إلى عدم اعتراض المعارضة الالتقاء بهادي لمناقشة المرحلة المقبلة، لكنها تشترط تسليم السلطة قبلها.