arpo27

القربي: الخليجية لازالت صالحة والنائب لم يتقدم بمبادرة جديدة (حوار)

أرجع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبدالله القربي أسباب تعثر المبادرة الخليجية إلى غياب آليات تنفيذها، غير أنه قال في حوار مع «عكاظ» إنها ما تزال تمثل أرضية جيدة للحوار وإنهاء الاحتقان، وأضاف أن هناك تحركا لوضع آليات للمبادرة تم طرحها على الرئيس اليمني خلال زيارة وفد من الحزب الحاكم له في الرياض، ولفت إلى أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي يحاول تقديم رؤية يمكن من خلالها ترجمة مبادرة دول مجلس التعاون على أرض الواقع، وثمن الجهود التي تبذلها المملكة وبقية دول المجلس من أجل رأب الصدع بين الأطراف اليمنية وإيجاد حل للأزمة.. وفيما يلي نص الحوار:

• كيف تقرأ المشهد السياسي في اليمن؟

تسيطر الأزمة الراهنة على المشهد السياسي في اليمن، وهي مرتبطة بمشاكل مستدامة تعاني منها البلاد، وتتمثل في الفقر، التبعية، التنمية والممارسة الخاطئة للديمقراطية، فبدلا من استغلال وجود المناخ الديمقراطي الذي نتمتع به للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، تبنت أحزاب المعارضة حلولا لا تتسق مع مبادئ الدستور والأسس الديمقراطية، رغم دعوات الحوار المتكررة التي أطلقتها القيادة والحكومة، والتي كان آخرها دعوة الحوار التي وجهها الرئيس علي صالح للاجتماع حول طاولة حوار مستديرة تضم كافة الأطراف اليمنية، بغية الوصول إلى حلول سلمية توافقية وإجراء انتخابات مبكرة في إطار التداول السلمي والديمقراطي للسلطة، ورافقت هذا الوضع السياسي أزمة اقتصادية خانقة أسهمت في تعطيل مصالح الناس، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، ومنع وصول احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، والماء والكهرباء.

• زار مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الإرهاب والأمن الداخلي اليمن أخيرا ، فما أهداف الزيارة ؟

كان الهدف من الزيارة الاطلاع عن قرب على حقيقة الأوضاع في ما يتعلق بالأزمة السياسية، وجهود الحكومة لإيجاد حل يضمن الأمن والاستقرار، والتأكيد أن المبادرة الخليجية تظل الوسيلة المثلى لحل الأزمة السياسية القائمة، بالإضافة إلى استعراض مجالات التعاون المشترك ولاسيما ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، والوقوف على النجاحات التي حققتها القوات المسلحة في مواجهة العناصر الإرهابية في محافظة أبين.

• إلى أين وصلت الجهود المحلية والإقليمية لتنفيذ المبادرة الخليجية ؟

في الحقيقة أن الرئيس علي عبد الله صالح وافق على النظر في إحياء المبادرة الخليجية، لحل الأزمة في بلاده وضمان الانتقال السلمي للسلطة حيث إنه التقى في الرياض مع أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي اليمني الحاكم، واتفق معهم على بحث سبل إحياء مبادرة مجلس التعاون الخليجي وإيجاد الآلية التي تضمن الانتقال السلمي للسلطة. ويبذل نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بحكم ما يخوله له الدستور اليمني وبتفويض من الرئيس جهودا مكثفة لمتابعة المبادرة الخليجية، التي ما تزال تمثل أرضية جيدة للحوار، وإنهاء الاحتقان والالتقاء مع قيادات المعارضة لإقناعهم بالمشاركة فيه .

أسباب التعثر

• لكن ما أسباب تعثر تنفيذ المبادرة على أرض الواقع حتى الآن؟

تتمثل أسباب التعثر في التباطؤ في الجلوس على طاولة الحوار لبحث آليات تنفيذ المبادرة نتيجة الاختلاف حول فهم الوثيقة، وغياب آليات التنفيذ، وتنفيذ المبادرة يحتم الالتزام بالدستور اليمني الذي يشترط إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما من استقالة رئيس الجمهورية، وبالتالي يجب ضمان إجراء الانتخابات في موعدها حتى لا تدخل اليمن في فراغ دستوري يقود إلى أزمة جديدة أكثر تعقيدا.

• هل هناك جديد بشأن آلية تطبيق المبادرة ؟

الجديد يتمثل في دعوة المؤتمر الشعبي إلى إجراء انتخابات مبكرة، لنقل السلطة، وبحث آلية لتنفيذ المبادرة، بما لا يخل بجوهرها، ومن الواضح أن نائب رئيس الجمهورية يبذل جهودا كبيرة لإقناع المعارضة في الدخول في حوار لتجنيب البلاد ويلات الحروب والاقتتال.

• تتردد أنباء عن وجود مبادرة جديدة تقدم بها نائب الرئيس لحل الأزمة ؟

لا توجد مبادرة جديدة، بل هناك محاولة من قبل نائب الرئيس لتقديم رؤية عن آلية يمكن من خلالها تنفيذ المبادرة الخليجية.

• ما أهم مضامين هذه الرؤية؟

تتمثل هذه الرؤية في حوار كافة الأطراف في ضوء المبادرة الخليجية، والبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي بهدف التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية مناصفة بين الحزب الحاكم والمعارضة، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تشكيل اللجان الدستورية واللجنة العليا للانتخابات والانتهاء بانتقال السلطة للرئيس المنتخب وفقا للأسس الدستورية والديمقراطية.

• ما موقف حزب المؤتمر الشعبي الحاكم من هذه الرؤية؟

قيادة المؤتمر الشعبي العام أكدت استعدادها لشراكة حقيقية مع أحزاب اللقاء المشترك للتعامل بإيجابية مع هذه الدعوة، والبدء في حوار جاد يشارك فيه بقية الأطراف الأخرى مثل الشباب والحوثيين والحراك وبقية القوى السياسية الأخرى بغية إخراج البلد من الأزمة الراهنة.

تحقيقات الاعتداء

• إلى أين وصلت التحقيقات في واقعة الاعتداء على الرئيس علي صالح في دار الرئاسة؟

ما حصل في جامع النهدين في دار الرئاسة من عمل إرهابي يعد انقلابا على الشرعية الدستورية، ويؤكد على أن من قام به مستعد للوصول إلى السلطة عبر أي طريق، وإن كان دمويا، وعند انتهاء التحقيقات وتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة، لابد من تقديمهم للعدالة؛ لينالوا جزاءهم الرادع، وفيما يتعلق بنتائج التحقيقات مازال البحث جاريا للكشف عن ملابسات الحادث، ومن يقف وراءه، وقد تمت الاستعانة بخبرات متخصصة في هذا المجال، وستعلن النتائج قريبا .

مكافحة الإرهاب

• وماذا عن جهود اليمن في مجال مكافحة الإرهاب وعناصر تنظيم القاعدة ؟

تتركز هذه الجهود حاليا في المواجهات القائمة بين أفراد القوات المسلحة والأمن من جهة، وبين العناصر الإرهابية في أبين من جهة أخرى، وذلك لمنع محاولة هذه العناصر من استغلال الأزمة لتعزيز تواجدها ونشاطها في المنطقة، وتقوم القوات المسلحة والأمنية بمهماتها في مواجهة هذه الجماعات التي تنتهج حرب العصابات، كما تقوم القوات اليمنية ببذل جهود كبيرة لدعم اللواء 25 ميكانيكا من أجل استعادة مدينة زنجبار، وبقية المناطق، وقد حققت قوات الأمن نجاحات كبيرة في مواجهتها مع العناصر الإرهابية، ودفعتها إلى التراجع عن مواقعها.

المملكة واليمن

• كيف تقيمون علاقات التعاون بين المملكة واليمن؟

نحن نقدر الجهود والمساعي الخيرة التي تبذلها المملكة وبقية دول مجلس التعاون؛ من أجل رأب الصدع بين الأطراف اليمنية، وإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في اليمن، وقد خرج الملايين في الميادين والساحات العامة في عموم محافظات اليمن؛ تعبيرا عن الامتنان والعرفان لمواقف المملكة الثابتة في دعم أمن واستقرار اليمن، ومساعيها الصادقة والمخلصة لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، فضلا عن الرعاية الطبية التي حظي بها رئيس الجمهورية، وكبار قادة الدولة في مستشفيات المملكة، وتشهد العلاقات بين البلدين أزهى مراحل ازدهارها وتشهد تناميا مستمرا، وتتميز بطبيعة ذات خصائص متفردة مستمدة من الجذور التاريخية، وأواصر القربى، والرحم بين الشعبين الشقيقين، والجوار الجغرافي، والعقيدة، ماجعلهما يمثلان الجسد الواحد، وتتجسد خصوصية هذه العلاقات في الدعم التنموي السخي الذي تقدمه المملكة لليمن، وفي الموقف السياسي المتمسك بالوحدة اليمنية والداعم لأمن واستقرار اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى